رئيس التحرير
عصام كامل

طُز في حضرتَك.. وفي جماعة حضرتَك!


الإباحة بدون شك واحدة من من الأمور المُبهجة بالنسبة للإخوان، والتي تُعد بمثابة منبع الفخر عندهم، يقعدوا يشربوا ويقربعوا منه لحد ما يشبعوا، وبعدها انهالوا علينا بالشتيمة لمصر، وللانتماء، وللجيش، وللأرض، وللشعب، وللوطن الذي يعتبرونه حفنة من تراب عفن على رأي الألفا بتاعهم ورأس الأذيال (سيد قطب)، الذي يُقال في رواية أخرى أنه نجس!


كذلك لم يبخل (مهدي عاكف) مُرشدهم السابق على نفسه ولا على جماعته بالحصول على هذا الشرف-من وجهة نظرهم- وفي الواقع هو قرف، فتمخطر وتبختر وملأ صدره هواءً من مصر، قبل أن يسبها ويسب شعبها في تصريحه الشهير "طز في مصر واللي في مصر" خصوصًا وهو يُعلن -كأي إخواني- أنه يقبل بكُل ترحاب وهو واقف مدى وشُّه للحيط بإن ييجي من خلفه إندونيسي أو ماليزي ويحكموه، ويحكموا مصر!

الآن يقبلوا بدلًا من الإندونيسي والماليزي إن ييجي من وراهم تركي زي (أردوغان) الذي يحملون له الطُبَل والدفوف والبخور مُنذ سنوات، كأنهم في حفلة السبوع بتاعته، أو بيشهدوا طهوره الذي يتم كُل يوم بتغطية قنواتهم التي يرعاها ويرعي نباحها على مصر وشعبها وجيشها من أرض الإسلام التي تُطبِّق الشريعة ولا تبخل بالتراخيص الرسمية لبيوت الدعارة، وعليها ختم (أردوغان) ورضاه وانباسطه!

طبعًا هذا لن يحدُث إلا في مشمش الإخوان، لما يشوفوا حلمة ودنهم اللي شافوها مرَّة في العُمر بعد ثورة يناير، ثم تم قطعها في ثورة يونيو، التي شارك فيها ملايين المصريين الأنضف من أي إخواني ينتمي للقطيع، رغم توجيه الدجال (زغلول النجار) للسباب للمصريين المشاركين في يونيو وقتها-هو راخر إخواني- وهو يؤكد أن صلاة التراويح جميلة وزي العسل، ومقبولة لمن في اعتصام رابعة الإجرامي، لكن التانيين مش بتوع ربنا ولا يعرفوه، والمولى زعلان منهم!

هكذا اللعبة القذرة دائمًا، اشتم الوطن، سب أهله اللي مش طايقينك، وزَّع صكوك الدين والدُنيا والآخرة، ومعاها تذاكر دخول الجنة على أتباعك من البلهاء والعبط، تسيَّد فوقهم بالمظلومية والبُكاء، هيفدوك بأرواحهم لما يلبسوا الأحزمة الناسفة، ويفجرولك أي كنيسة أو كمين أو أتوبيس أو حتى مسجد، وهُما راضين مرضيين، وفاكرين إنهم طالعين على الجنة بالتذكرة التي منحتها لهم، وأن طريقهم نحو الفردوس سالك مفيهوش إشارات ولا مزلقانات للتعطيل، قبل أن يكتشفوا إنهم رايحين-بإذن الله - على جهنم الحمراء أو السودا، جرَّاء قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وطبعًا سيرُد مُجرم زي (القرضاوي) إن الحق معاهم لوحدهم، وبالتالي من حقه إنه يطلب من أي واحد يفجَّر نفسه طالما أنه يخدم الجماعة، وطالما لا يعتدي على الجيش الإسرائيلي الصديق!

بالمُناسبة (القرضاوي) يؤكد لمريديه من الأنطاع مثله أن احتلال إسرائيل لفلسطين ابتلاء، وهو ابتلاء يجازي المؤمن الصابر بالحسنات على صبره، وبالتالي مش لازم نحل المُشكلة دي، ولازم إسرائيل تفضل راكبة في فلسطين، لتتضاعف حسنات الأطفال والعجزة والنساء هناك، ويا سلام لو إسرائيل الجميلة قتلت منهم شويتين تلاتة، دول يبقوا شهداء أبرار، خلوا إسرائيل تقتلكم يا أولاد، دي بتحبكم وبتبعتكم على الجنة بدل الدُنيا الفانية المعفنة، هذا هو (القرضاوي) بالمفتشر لمَن يتابع تاريخه الأغبر!

علشان كدة من الطبيعي أن يسير واحد اسمه (صابر مشهور) على نهج أسياده اللي بيبوس أيديهم ورجليهم وأي حاجة عندهم، فيطلع علشان يعجب سادته وخادميه من الجماعة، يقوم شاتم مصر زي العيِّل وهو هربان برَّة، ويسب الوطن والوطنية، وبنفس الأسلوب بتاع "طُز"، ويؤكد دستور الإخوان قائلًا إن "الوطنية على الجزمة"، المُشكلة أن كل هؤلاء ممن هُم أصلًا تحت الجزمة، عاملين فيها بتوع ربنا، فهل فيه حد بتاع ربنا يكون خاين بالشكل ده، وكمان صفيق وسافل بالصورة دي؟ كتير أوي الحقيقة قلة أدبكم دي يا جماعة!

يا أخي طُز في حضرتك وفي جماعتك، وفي كُل مَن هُم على شاكلتك داخل السجون أو خارجها، طبعًا هو من حقه يطلُب تركي أو هندي أو كوري علشان يحكُمه طالما هو هيموت ويلاقي حد يحكمه ويلمه ويستته في البيت ويشوف له طلباته، بس طبعًا ده هيحصل بعيد عننا في قطر أو تركيا، وهكذا ديدنهم جميعًا كجماعة مدجنة متعرفش من الحُرية غير شتيمة الوطن والشعب، أومال أنت فاكر إيه.. متبقاش قليل الأدب زيُهم!
الجريدة الرسمية