رئيس التحرير
عصام كامل

شباب يكونون فرقة للغناء في شوارع وحدائق القاهرة

فيتو

قد تتشابه الأحلام والطموحات التي يرنو إليها الفرد لكن بطبيعة الحال ما إن يتواجد الحلم حتى تلاحقه الصعاب فطريق النجاح ليس ممهدًا، بل تحفه القلاقل والعراقيل، نخطئ مرارًا لننجح في النهاية، النجاح ليس بصفة إنما هو حال، وصاحب الحال موجود لكن فرصته لم تُغتنم بعد، البعض يختار للنجاح طريقًا يسيرًا والبعض يقتلع الأشواك من طريقه تطلعًا لبلوغ مبتغاه، ننتظر اللحظة المناسبة أو الفرصة الواعدة التي ستسنح لنا بالتقدم لكن هيهات لها أن تأتي وقد عقدنا الأيدي على الصدور في ترقب لحلول الفرصة التي لن تأتي طالما لم نتحرك نحوها.


ورغم أن الحظ قد لا يحالف البعض أحيانًا إلا أن الاستسلام تم حذفه من القاموس هكذا فعلت فرقة "شاي مظبوط" شباب اختلفوا في الطباع والخصال كما البلدان والعمر لكنهم اجتمعوا على قلب رجل واحد حيث شغفهم الموسيقى، فقد ذابوا فيما أحبوه اختلطوا جميعًا لينتجوا مزيجًا عذبًا، كلٌ منهم قد آمن بموهبته وهوي ما يفعله يئسوا كثيرًا وأخفقوا أكثر لكن قادهم من اعتبروه رفيقًا لهم قبل أن يكون مدربهم وجدوا من يؤمن بهم يحثهم على النهوض عقب كل انتكاسة، سارعوا أمواج الحياة العاتية، نفور البعض وتسفيه آخرين، لربما مسهم شيء من الفتور والأسى لكنهم لم يقنتوا فتمسكوا بحلم الصعود وأصروا على إثبات أنفسهم، فهم قد آمنوا بأن لهم رسالة والفن سبيلهم لإيصالها.

الفرقة التي ضمت مواهب متنوعة، منهم من يعزف الجيتار وآخر قد ملك زمام العود وما أعذبه من صوت ذلك الذي ما إن يقع الصوت موقع السمع لديك حتى تُجبر تلقائيًا على الإنصات والتمعن في مايحويه من إحساس متجانس، اشتركوا معًا فأخرجت فرقة "شاي مظبوط" ثمرة فنية تطرب لها أذان جمهورهم، والحق يُقال إنهم لم يجدوا كثيرًا في جمع الجمهور فما إن ينطلق إحساسهم ليشدو حتى يلتف حولهم من راقت لهم موسيقاهم واستساغوا عذوبتها، كان ذلك حافز لهم للتقدم وأكسبهم صلابة لمواجهة الإخفاق.

رغبوا في إخراج موهبتهم للنور لتسطع شمس جيل لا زال يتحدى الصعاب، فالنجاح لا سر له والفرصة لن تواتيك لتطرق بابك، بل اصنع فرصتك وحقق حلمك تحدي الصعاب وصارع التيار وإن لزم الأمر سر عكسه لكن إياك والاستسلام، إياك وهجر حلمك كن موقنًا بأنك ستكون ما تمنيت يومًا ما وحتى ذاك الحين اصمد.

التقت "فيتو" إحدى المواهب الشابة المختبئة والتي لا يراها الكثيرون لعدم وجود من يدعمهم ويظهر ما بداخلهم من مواهب قادره على تغير الفكر بالابتسامة والكلمات البسيطة، فرقة "شاى مظبوط" التي قد اجتمع شبابها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتكوين فرقة تبث البهجه في القلوب وهو ما حدث بالفعل في بعض الحدائق حيث التف حولهم جميع الحضور تاركين اللعب والاستمتاع وقرروا الاستمتاع بشكل آخر بالاستماع لمواهب هذه الفرقة.

وعند سؤال "سامح طاهر" مؤسس ومخرج فرقة "شاى مظبوط" للفنون المسرحية والغنائية عن بداية الفرقة، قال: "بدأت العمل منذ عامين في دار المعاقين ذهنيا، حيث أخرجت مسرحية بعنوان: "مش مختلف" تتحدث عن أن المعاقين ليسوا مختلفين عنا، لأنه فقط مريض وقد تم عرضها في المسرح الثقافى بالسيدة زينب".

وأضاف: "هدفنا اكتشاف المواهب الشابة التي ليس لها فرصة بدون مقابل يذكر، والاستمتاع هدف في حد ذاته، فنظرا للظروف التي عاصرتها مصر الفترة الأخيرة المواطنون انتابتهم الأحزان، لذا أتينا للاحتفال وسط الجماهير في الحدائق للاحتفال معهم بأعياد الربيع".

وأشار إلى أن "الفرقة بدأت في التجمع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، والجامعات، والجمهور الذي شاهدنا واحب المشاركة معنا في عروضنا، وقد قمنا بالعرض في مناطق مختلفة كالربع الثقافي في شارع المعز، المسرح الثقافي في السيدة زينب، معرض الكتاب، الرواد، دار الأدباء وغيرهم".

وختم حديثه قائلا: "نحن نرى أن الفن رسالة تخاطب القلوب، أحيانا يحب الإنسان أن يقول شيء ما ولا يستطيع لذا نقوم بتوصيل هذا الشيء بالغناء، الشعر، أو إن كان موقفا كوميديا، فمسرحيات "العيال كبرت، سك على بناتك" ناقشت مشكلات أسرية مختلفة واستطاعوا توصيل الرسالة بابتسامة وهو ما نسعى إليه في عملنا".
الجريدة الرسمية