رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة صعود «حازم إمام» من الألف للياء.. نصب إمبراطورًا للكرة المصرية في التسعينيات.. موهبته سر تألقه مع الزمالك والمنتخب.. الجوهرى دعمه لتفوقه.. مانشستر طلب استقدامه.. وأودينيزى أفسد حلمه بال

حازم إمام
حازم إمام

حازم محمد يحيى الحرية إمام الشهير بـ"حازم إمام" يبقى واحدًا من أفضل لاعبي كرة القدم المعتزلين، حيث نصبه الخبراء والمحللون إمبراطورًا للكرة المصرية في حقبة التسعينيات ومطلع الألفية، ويعتبر أحد العلامات الفارقة في تاريخ نادي الزمالك، الحديث عنه يحتاج الكثير من العبارات، خاصة أن إنجازاته وموهبته وعشقه للفارس الأبيض يبقى "حدوتة بيضاء" يتحاكى بها عشاق الزمالك.


إمام الموهوبين
إمام الموهوبين يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ42، حيث يأتى أيقونة السعادة الزملكاوية متربعًا داخل قلوب الزملكاوية بشكل خاص وجماهير الكرة المصرية بشكل عام نظرًا لموهتبه وإلتزامه داخل الملعب وخارجه وسيرته العطرة التي وضعته ضمن أروع من لمسوا الكرة في الكرة المصرية.

رحلة البداية
عانى حازم إمام في بدايته كثيرًا لكونه نجل الثعلب الكبير الراحل حمادة إمام، حيث بدأ لعب الكرة في نادي الصيد حتى الثالثة عشر من عمره، وكان يشارك في بطولات منطقة الجيزة بل واجه فريق الزمالك، وذهب من فترة لأخرى للزمالك، ولكنه لم يكن اجتماعيا بالدرجة الكافية حتى تتسهل له بعض الأمور.

انضمامه للزمالك
بدر حداد مدرب الزمالك تحت 15 سنة في هذا التوقيت، كان له دور البطولة في تقديم إمام لجماهير الزمالك أفضل هدية، بعد أن أجرى اتصالات مستمرة مع العائلة عنده، وطالبهم بضرورة انضمامه إلى الزمالك، ولكن والده الأسطورة حمادة إمام كان متعجبًا جدًا من هذا الطلب، ولم يتصور أن يبدع حازم إمام وأن ينتظره تاريخ مبهج وضعه على خريطة الأمهر في تاريخ الكرة المصرية.

«لاعب كويس»
الثعلب الكبير حمادة إمام كان يعلن أن نجله يجيد لعب الكرة، وقال عنه "لاعب كويس"، ولكن ليس لدرجة أن يتواجد في صفوف الزمالك، فهو كان يظن أن نجاحه وتألقه مع نادي الصيد لا يشفع له لمزاحمة نجوم الزمالك، والدخول بشكل أكثر احترافية في الأمر، ولكن بعد ذلك انتقل لنادي الزمالك، وقبلها كان يتواجد في منتخب الناشئين تحت 16 سنة مع حمادة الشرقاوى.
أحمد مصطفى وقتها كان مديرًا لقطاع الناشئين في نادي الزمالك، وقال حينها لبدر حداد: "مش عشان هو ابن حمادة إمام هيلعب على طول" ولكن الأمور صارت بشكل جيد جدًا للثعلب الصغير حازم إمام، حتى وصل إلى فريق تحت 20 سنة، وكان يتولى الفريق وقتها محمود سعد قبل تصعيده للعمل مدربًا مساعدًا مع الراحل محمود الجوهرى.

نقطة تحول
بعد تنصيب محمود سعد للعمل مع الراحل الجنرال العظيم محمود الجوهرى، تولى قيادة فريق الشباب الذي كان بين صفوفه حازم إمام مجدى شلبى، ولكنه لم يكن من أنصار الموهوب بل كان أحد الأشخاص الذين كادوا أن يبعدوه عن الملاعب الفريق، وكان إمام في ولايته دائمًا خارج الحسابات، مما دفع اللاعب الشاب إلى عدم الالتزام في حضور التدريبا،ت لأنه كان يعلم أنه خارج الحسابات حيث كان وقتها في طريقه للرحيل عن ميت عقبة، وأن ينهى مسيرته مع الساحرة المستديرة قبل أن تتحول الأمور تمامًا.
إمام المستبعد تمامًا من حسابات فريق الشباب يتحول إلى أحد أبرز لاعبيه بل "الألفا" والأفضل بين زملائه، حيث تأتى الصدفة بوجود نقص في فريق الشباب، ويقوم مجدى شلبى باستدعاء حازم إمام لخوض مباراة السكة بملعب الأخير، ويقول له الرسالة الشهيرة التي لم ولن ينساها إمبراطور النجوم للمشاركة في مباراة السكة في الدوري بملعب السكة، حيث قال له وقتها ""أنا هلعبك عشان معنديش حد مش عشان إنت كويس".

شهادة ميلاد
يشاء القدر أن يساند حازم إمام في هذه المباراة وينجح شباب الزمالك في الفوز 7 أهداف نظيفة، ويسجل حازم شهادة ميلاده الحقيقية ويشارك بعدها أساسيا في مباراة الشمس التي أقيمت بميت عقبة، ويفوز الزمالك بثنائية سجلها إمام الموهوبين، ولحسن حظه أن الجنرال الراحل محمود الجوهرى المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الزمالك كان يتابع تلك المباراة.

وبعد نهاية المباراة التي شهدت تألق حازم إمام اصطحبه الجوهرى من يده وقال له: "تيجى تتمرن مع الفريق الأول"، وبالفعل تدرب معه وشارك في مباراة الاتحاد السكندرى بجوار النيجيرى إيمانويل أمونيكى مهاجم الزمالك الشهير في التسعينيات حيث دخل المباراة في آخر نصف ساعة، وكان أول لاعب من جيله يشارك بشكل أساسى مع الفريق الأول، حيث كان يشارك كمهاجم صريح، وليس صانع ألعاب في فترة الناشئين.

دعم الجنرال
الجوهرى كان لديه قناعة شديدة بقدرات حازم إمام، ولكنه كان لديه تحفظ شديد على مستوى لياقة اللاعب، حيث اعترف حازم إمام أنه قصر كثيرًا في حق نفسه في ملف اللياقة البدنية والقوة الجسمانية، واعتمد بشكل محورى على مهارته التي بقيت خالدة في أذهان عشاقه ومحبيه، ومن ثم طالبه الجوهرى بالحضور إلى الجيم في النادي في التاسعة صباحًا، وكان يشرف على تدريبه بمفرده تحت قيادة عمرو المطراوى، أخصائى التأهيل وقتها، حيث تمسك الجوهرى الذي قاد المنتخب الوطنى للوصول إلى كاس العالم 90 بالحضور يوميًا من مصر الجديدة إلى الزمالك للإشراف على تأهيل لاعب شاب لم يتخطى حاجز الـ20 عامًا.

النضج الكروى

مرحلة حازم إمام مع المنتخب الأوليمبي كانت مليئة بالأحداث السعيدة، بل يبقى جيل حازم إمام في المنتخب الأوليمبي مرتبطًا بالحكايات والذكريات المثيرة، حيث ضم هذا الجيل مصطفى كمال وعبد الستار صبرى وهادى خشبة وعلى ماهر وياسر رضوان ومحمد عمارة، وعصام الحضرى، وحقق هذا الجيل نتائج جيدة جدًا رغم أن بداية حازم إمام معه لم تكن جيدة على الإطلاق، بسبب المدير الفنى الرومانى ستايكو، والذي كان معه فاروق السيد مساعدًا له، وللأسف هذا المدرب لم يكن مقتنعا به على الإطلاق أيضًا، ولكن شاءت الظروف أن يشارك معه أساسيا في البطولة الفرانكفونية رغم أنه سبق أن رفض مشاركته في بطولة تولون بفرنسا، وفى النهائى خسر الفراعنة البطولة أمام فرنسا 2-3، واجتمع بحازم إمام في المطار، وقال له: "أنا كنت ظالمك إنت هتبقى واحد من أفضل اللاعبين في مصر، رغم إنى مكنتش مقتنع بأدائك"، وبعد ذلك حصد المنتخب ذهبية دورة الألعاب الأفريقية في زيمبابوى بعد الفوز في النهائى على زيمبابوى 3-1.

رحلته مع المنتخب
رحلة حازم إمام مع المنتخب الأول بدأت بعد حصد ذهبية دورة الألعاب الأفريقية، حيث تم استدعاؤه ومعه على ماهر ومدحت عبد الهادى ومعتمد جمال وكان يتولى تدريبه الهولندى رود كرول وكان يعسكر بهولندا في ذلك التوقيت، وذلك قبل العودة إلى القاهرة للانضمام إلى تدريبات الزمالك، الذي كان ضم وقتها فريق الأحلام الشهير في ذلك التوقيت.

أفريقيا والاحتراف
يبدأ حازم إمام تاريخا جديدا مع الفراعنة بقيادته ومعه حسام حسن لتحقيق إنجاز الفوز ببطولة الأمم الأفريقية في بوركينا فاسو 1998، بعد غياب 12 عاما عن آخر تتويج باللقب الأفريقى في مصر، حيث تلقى اللاعب الموهوب أكثر من عرض احتراف، كان أبرزها ميتس الفرنسى إلى جانب عرض للمعايشة في مانشستر يونايتد من خلال الراحل عبده صالح الوحش، حتى انتقل إلى نادي أودينيزى، ووقتها كان الدوري الإيطالى أقوى دوري في العالم، ولكن قلة خبرة إمام الصغير لم تساعده في تجربته مع النادي الإيطالى، بسبب التسرع والرغبة في إثبات نفسه، حيث شارك وقتها في 11 مباراة مع أودينيزى، وكان أساسيا في مباريات كأس إيطاليا، بل وشارك معه في مباراتين ببطولة أوروبا وهو رقم جيد جدًا، ولكنه لم يكن مقنعا بالنسبة له وقتها، خاصة أنه رحل عن الدوري المصرى أحد أفضل نجوم المنتخب و"مكسر الدنيا" من ثم لم يتقبل فكرة البقاء احتياطيا في أودينيزى الإيطالى.
خرج إمام الصغير بعد ذلك للإعارة في صفوف جرافشاب الهولندى، وشارك معه عامين ولا أروع، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى أياكس أمستردام الهولندى، وبالفعل عقد جلسات مع مسئولى النادي الهولندى الشهير، واتفق على كل شيء ولكن أودينيزى جمد الصفقة وتدخل لإلغائها.

العودة للزمالك
تلقى حازم إمام بعد ذلك اتصالا هاتفيا من ممدوح عباس رجل الأعمال الزملكاوى الشهير وقتها، والذي لم يكن قد وصل بعد إلى منصب رئيس الزمالك، وعرض عليه العودة للعب في الزمالك لمدة 6 شهور، وإنهاء الأمر مع أودينيزى وسط ترحيب كبير من الثعلب بالعودة إلى بيته، فاشترط حازم الحصول على موافقة الألمانى اوتوفيستر مدرب الزمالك وقتها، وبالفعل تلقى اتصالا من مساعد المدرب الألمانى في هذا التوقيت حلمى طولان وقال له: "الزمالك محتاجك"، وبالفعل انتهت المفاوضات بعودته للزمالك وحقق الأبيض وقتها فوزًا على الأهلي بثلاثية مقابل هدف واحد في أول مباراة له مع عودتى من الاحتراف الخارجى.

اللقب الأبرز
حازم إمام فاز بلقب يبقى خالدًا أيضًا في ذاكرة الجميع وهو لقب "أمهر لاعب في العالم" حيث كان الثعلب الصغير متعاقدا مع إحدى شركات المياه الغازية على حملة إعلانية كل عام، وفى هذا التوقيت تلقى عرضا منهم للمشاركة في إعلان للشركة بمشاركة نجوم كرة عالميين وهم روبرتو كارلوس وريفالدو وفيرون وبيكهام وروى كوستا ودوايت يورك مهاجم المان يونايتد وقتها وسامى الجابر اللاعب السعودى، ورافائيل ماركيز، ولم أكن يعلم أنها مسابقة، وعندما سافر اكتشف أنها مسابقة، ودخل في تحدٍّ كبير خاصة أن الكل يعلم موهبته ومهارته الفردية، وفى النهاية اقتنص اللقب من أمهر لاعبى العالم في هذا التوقيت.

رحلة النهاية
مشاهد رحلة النهاية الأمور في موسم الوداع كانت سيئة جدًا والزمالك بالكامل كان سيئا، ولكن البعض كان يحمله "فوق طاقته" وكان يتوقع أن "يشيل" الفريق بمفرده، والصفقات لم تكن جيدة، وللأسف قلة هتفت ضده وطالبت باعتزاله في الهتاف الشهير "كفاية يا حازم" ورغم اعتذارهم بعد ذلك إلا أنه واحد من المواقف التي دفعت حازم إمام بعد ذلك لإعلان اعتزاله في موسم 2008، بعد حصد بطولة كأس مصر، حتى إن الكابتن محمد حلمى مدرب الفريق وقتها طالبه بعدم الاعتزال، واستكمال مشوار الكرة إلا أنه اتخذ القرار وأعلن تعليق الحذاء.
الجريدة الرسمية