رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «عم ربيع» كعب داير من الفيوم لبورسعيد لبيع أسبتة وحصر «تقرير»

فيتو

ستيني العمر، ومازال يمسك بيده التي تقص تجاعيدها قصة إبداعه منذ الصغر وحتى سن الكهولة، خيوط ‏الخوص ‏وجريد النخل، ليغزل بها الأقفاص، والأسبتة، ويصنع منها الحقائب والمفارش، وينجح في دمج الألوان مع ‏الخوص ‏في شكل بديعي تكسو عليه، اللمسة المستمدة من الروح المصرية الفرعونية.‏. إنه ‏"عم ربيع".


‏" عم ربيع" ابن محافظة الفيوم الذي تعدى عمره الـ60 عاما، ومازلت مهنته التي توارثها من أجداده ويورثها ‏لأبنائه ‏شغله الشاغل، ألا وهي صناعة " الخوص" أو السعف "، ليصنع منها الطبول والأسبتة والحقائب، ويتفنن في ‏صناعة ‏ما يخطر وما لا يخطر على عقل بشر.

‏"أنا جيت يا بنتي بورسعيد وأهالي بورسعيد حبوا مهنتى أوي والإقبال على الشراء الحمد لله" هكذا بدأ عم ربيع ‏حديثه ‏مع " فيتو " خلال فعاليات مهرجان تشجيع الصناعات المصرية ببورسعيد "صنع في مصر" تحت عنوان" ‏بحبك يا ‏بلدي"، وهو يفترش جزء من أرض المعرض بمنتاجته المتميزة والمختلفة عن المنتجات المتوفرة ببورسعيد.‏

قال: "عم ربيع: "صناعة السعف، مهنة يدوية شعبية مهمة، تعود إلى آلاف السنين، وتناقلتها الأجيال، ويطلق ‏على ‏صانع الخوص اسم " السعاف"‏ .

ولفت عم ربيع: " أنا ابني علمته الصنعة، وسأعلمها لأحفادي أيضا، فأنا أرى أن صناعة الخوص صناعة ‏مصرية ‏أصيلة، ولابد على الحفاظ على الروح المصرية دوما لأنها تراثنا"‏.

ولفت صانع السعف منوها: "أنا جيت بورسعيد للمشاركة في مهرجان تشجيع الصناعات المصرية، أولا ‏عشان ‏الصناعة دى مش منتشرة أوى في محافظات زي بورسعيد، وكمان عشان أهالي المحافظة أقبلوا عليها وأنا ‏نفسى ‏يكون الاهتمام بالصناعة المصرية أكتر من الأجنبية لأنها أكثر دقة"‏.

وعن الأدوات المستخدمة في تلك الصناعة قال عم ربيع "أدوات التصنيع بسيطة، فتلك الصناعة معتمدة على ‏اليدان ‏والأسنان بالدرجة الأولى والعظام والحجارة المدببة، أو المخايط أو المخارز التي تقوم مقام الإبرة بالدرجة ‏الثانية، إلى ‏جانب بعض الأدوات الأخرى كالمقص"‏.

واستكمل: "من السهل تلوين الخوص عن طريق صبغ الخوص بالألوان كالأخضر، العنابي، والبنفسجي‏، وتتوافر ‏هذه الأصباغ في محال العطارة، وتبـدأ الصباغة بغلي الماء في وعاء وتوضع فيه الصبغة المطلوبة، ثم ‏يتم إسقاط ‏الخوص المطلوب ويترك لمدة 5 دقائق ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل".

وعن أهم المنتجات التي يصنعها صانع الخوص قال بلهجة مصرية بسيطة: "أنا يا بنتي بصنع كل شيء، ‏الطبول، ‏الأسبتة، الشنط، المفارش، الحصر، الأقفاص، بجانب صناعة، الخزف والفخار"‏.

وتابع: "الجميل أن سعر المنتجات دي في متناول المواطن البسيط، فالبرغم من دقة عملها والمجهود الذي نبذله ‏في ‏صناعتها، إلا أن أسعارها تبدأ من 5 جنيهات "‏

واختتم عم ربيع صانع الخوص قائلا: "أنا قررت أتنقل بين بورسعيد والفيوم، عشان أنشر صناعة السعف ‏والخوص ‏في محافظة مش منتشر فيها الصناعة دي، عشان أحافظ على تراث الصناعة لأنها تروي تراثنا الأصيل ‏واحنا مش ‏هنسمح باندثارها"‏.
الجريدة الرسمية