رئيس التحرير
عصام كامل

سيد سابق.. مفتي الإخوان الذي كفرته الجماعة «بروفايل»

سيد سابق
سيد سابق

أفتي بقتل محمود فهمي النقراشي، وحاز على لقب «مفتي الدماء» ثم رحل عن صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، مغضوبا عليه، هكذا كان حال الشيخ سيد سابق، الذي لقي ربه في مثل هذا اليوم، من عام 2000.


ولد مفتي الإخوان الأسبق، في يناير عام 1915، بقرية إسطنها مركز الباجور بمحافظة المنوفية، وحصل على درجة العالمية «الدكتوراه» في الشريعة عام 1947، وحصل بعدها على الإجازة من الأزهر الشريف، وعمل مدرسا في المعاهد الأزهرية، ثم عمل واعظا بالأزهر، ومنه للسعودية، حيث عمل أستاذا بجامعة الملك عبد العزيز، ومنها إلى رئاسة قسم القضاء في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ليرأس قسم الدراسات العليا، إلى أن استقر به الحال أستاذا غير متفرغ.

لمن يكن «سابق» تجاوز من عمر 19 عاما، عند لقائه الأول بحسن البنا مؤسس الإخوان، وكان ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أنه وثق فيه وعهد إليه بمسئولية رئاسة قسم تعليم شباب الإخوان، ومن التعليم انتقل إلى التنظيم الخاص «الجناح العسكري» للجماعة، وتصدرت صورته غلاف مجلة الإخوان المسلمين، وهو يتدرب على حمل السلاح.

في عام 1948، أفتى «سابق» بقتل النقراشي باشا، حسب اعترافات عبد المجيد حسن، قاتل رئيس وزراء مصر الأسبق، عقابا له على قرار حل الجماعة، لتداهم السلطات المصرية منزله، وتعتقله بجانب قيادات الإخوان في سجن الطور، وظل به عاما كاملا، وخرج من السجن ليدخل في صراع مع حسن الهضيبي وعبد الرحمن السندي على منصب المرشد، وانتهت الحرب بين الثلاثة بتجميد عضويته في الجماعة، بعد إعلان الهضيبي مرشدا للجماعة.

بعد فوز الهضيبي بمنصب المرشد، ظل الخلاف الشديد على أحقيته في التصعيد قائما، ورأي المؤيدون له أن مخالفة المرشد الجديد مخالفة الله ورسوله، ومآله النار، لاسيما وأن هذه الحقبة من تاريخ الإخوان شهدت خلافا عنيفا حول اعتبار الإخوان جماعة من المسلمين، أم جماعة المسلمين، ليكفر أصحاب الرأي الثاني «سيد سابق» وقالوا إنه سيخلد في نار في جهنم، حسب رواية الشيخ محمد الغزالي في كتابه «من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث».

أدي اكتواء سيد سابق بنيران التشدد، إلى تركيز جهودة على تفنيد رؤي التعصب للمذاهب، مع عدم تجريحها، والاستناد إلى أدلة الكتاب والسنة والإجماع، واقتدي بالقرآن في تعليل الأحكام واختيار الراجح أو الأرجح في الغالب، أو ترك الأمر دون أن يرجح رأيًا، وفي سبيل ذلك دشن مجموعة من المؤلفات في الفقه والعقيدة وعلم الحديث، أهمها العقائد وإسلامنا، ورساله في الحج، ومصادر القوة في الإسلام.

الجريدة الرسمية