رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوي يكتب: وخَلعَت حُبًّا لَمْ يَكُنْ رِزْقَها!

فيتو

رَبّى..
وتنسى لَمْلَمْات حُبَيْبَات رِمْالٍ.. صفا نينّى عَيْنها..
تنثالُ بَيْن أصابع قَدْمَيْها لَهْيب شَوْقٍ لها..
في قارورة عِطْرٍ عتقتها زُرْقة جِينزها..

والمغزول بحنين سماوىّ يَمّى تايورها
ثوبُ عُرْسى أمَّ رَفّ حُلْمى وطيْفَها..!
وأعود لذاتى؛ أترقّب مَوْعد موسيقى نَقْرِ ظُفْرَها..
عصفورٌ مُثقلُ جناحيه بأرق تغريدها..
وحُزْن قصائدى لم يلوّث ضبابيّة ستار حَيْاءها..
رَهْافة دَمْعِ في مخمل كِبْرياء؛ لم يتسوّل حِسّها..
وبَيْن أضلعه كم أحصى خيْبات نبوءات صَلْفَها..!

رَبّى..
وغصب عنّى؛ ظلّى يسّاقط ؛وهو يُغْادر نافذة عِشْقَها..
وعلىّ أنْ أتقبّل حُبّى و.. وغَيْرى التحاف عِشّها..
وأهْجُرنى لجوء ضَفّ نَهْرٍ..
مُنْذُ ألف ألف عَام أرْضَعْنى حُبّها..
أغصانٌ تُصِلبُ نورس عاشق في الله
لم يَخْلُف مَوْعده أبدًا فَجْر الربّ ونداءها..
شَوْكٌ وصَبّارٌ..
رحيلٌ وبقاءٌ يَعْتصرا بقايا مُروجها..!

رَبّى..
لِمَ تخلع حِجْابًا بَسَطنى حُبّها..
مُمَزّقٌ الروح نثر لَحْمٍ قيْد بُعْادها..
وتثقب جينز بنطالها..
تملُّ وَصْل نزّ رَوْحى لمَسّ رَوْحَها..
فأبْدَلَتْ إحْرَام زَمْنى إدْمانى وقار جيبها..
وفى بَرْاء مهد بتولٍ أنْفاسٌ دَوْمًا تتمنّع
يقين حُبّ في إباء نيّة دنو حَدّ ظِلّها..!


رَبّى..
أهى أوْحَد إمرأتى التي يومًا فيكَ أحْبَبْتَها
رَغْم شَقّ الصّدْرِ بدمع حِرْمانها..؟
أم حَيْاة مِنْ هواى خلقتها..؟
صورة عِشْتها.. ولَمْ تَكُنْ لها..؟


رَبّى..
بمقدار نَزْفِ افتقاد مَنّها
عَمْائى..
ولا أراها تترنّح في غَىّ نَفْسها
ولا تشهد مِرْآة نَفْسى عَيْبًا بها..؟
وسَتْرًا لاتَحْرِمنّها
فينثال العُرْىّ زَخّات لحمها..!

رَبّى..
قمحة أبَتْ سُنبلتها دوام عُمْرها..
وقبيْل الأوْانِ تُجْهِضُ النُطفة رَحِمَها..!
وأدت الحُبَّ
حُبٌّ في الله كان جَنْينها..؟
أتُحْى وتُميت..؟
وفى حُبّى أنْتَ مَنّ إبْدَاعها..؟

رَبّى..
لا تَدِعْها وغيْبَها..؟
في الحُبّ أحْبَبْتنا..
فأحجب عنها الغُبن؛ تُجْلدُ به نَفْسها..؟
نثرات أزقّة زِدْنى ترمّد فقدها..؟
ولاتجرحها بشوكِ وَرْدَها..؟

رَبّى..
خُضْرة الأرض لا تموت
أبدًا لا تموت بجفاف طينها..!
يومًا ما..
يومًا ما يُوِرقُ جَفّ غُصنها..
ويينعُ الدَّوْحَ رَوْضَ ربيعها..؟

رَبّى..
كفانى مَنّكَ.. ويَسْرى إليكَ
ما لم يَكُنْ رزقها..؟
وَهْبَتْنى حُبًّا في الله
أبَدًْا..
أبَدًْا لَمْ يَكُنْ رِزْقَها..!
عُذْرًا زائفًا للرحيل سَفْرها
فلتبُعْد كما تشاء.. فقط
فقط تترك لى حُبّى لها..؟
فهو رِزْقى إنْ
إن لَمْ يَكُنْ أبدًا رِزْقها..!

إهداء..
رَبّى لَمْ أكُنْ لها..
في الدنيا هِبْها جَنّة رِزْقَها..؟




الجريدة الرسمية