رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مستشفيات الحميات «تائهة».. خط الدفاع الأول عن الأوبئة والأمراض المعدية.. ألغيت في عهد «الجبلي» وعادت بعد انتشار أنفلونزا الطيور والخنازير.. البهنسي: خدمتها متواضعة..و«أباظة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مستشفيات الحميات البالغ عددها ما يقرب من 40 مستشفى تابعة لوزارة الصحة، تعد خط الدفاع الأول عن كل الأمراض المعدية والأوبئة التي تأتي لنا من الخارج.


مستشفيات الحميات
على مدار تاريخ إنشاء مستشفيات الحميات لم يكن لها تبعية محددة، فتارة تنضم للطب العلاجي وتارة أخرى يتم إلغاؤها وضمها للمستشفيات العامة، وتارة ثالثة تنضم لقطاع الطب الوقائي ورغم أهمية تلك المستشفيات في علاج آلاف المرضي إلا أنها ظلت تائهة.

نقل الإدارة
ووافق مؤخرا الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، على نقل الإدارة العامة لمستشفيات الحميات من قطاع الطب العلاجى إلى قطاع الشئون الوقائية وفقا لقرار وزير الصحة رقم 31 لسنة 2017.

الأمراض المعدية
من جانبه، أكد الدكتور عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة السابق على أهمية مستشفيات الحميات وضروريتها، لافتا إلى أن ما يتردد عن أن المستشفيات لم يعد لها أهمية بسبب قلة الأمراض المعدية واختفاؤها غير صحيح.

وأشار "أباظة" في تصريحات لــ"فيتو": "أننا في مصر ما زال لدينا أمراض معدية ليس بالصورة الوبائية ولكن موجودة منها الالتهاب السحائي والتيفويد"، موضحا أن تواجدها واستمرار تلك المستشفيات ضرورة لعزل المرضى في حالة الإصابة بالأوبئة تأتي التي إلينا من دول أفريقيا والدول المحيطة بنا، لافتا إلى أنه في عهد أحد الوزراء الصحة السابقين تم إلغاء المستشفيات الحميات وكان حينها قرار خاطئ.

الطب العلاجي
وأشار إلى وجود عدة مقترحات بشأنها ضم تلك المستشفيات للمستشفيات العامة والاكتفاء بأقسام للحميات ثم تراجعوا في القرار، مؤكدا أن تبعيتها لابد أن تكون لقطاع الطب العلاجي لأنها مكونة من أطباء بحاجة إلى تدريب، وتضم أدوية وأجهزة ومعامل وفحوصات ولها شكل إكلينيكي فيجب أن تخضع لإدارة الطب العلاجي، إضافة إلى إنشاء قسم بداخلها للطب الوقائي داخل مستشفيات الحميات خاصة وهو المسئول عن منع أمراض الحميات وانتشار الوبائيات في مصر والترصد الفوري للأمراض ومنع حدوثها ولكن إذا حدثت فانتقلت إلى الجزء العلاجي.

عيادات متخصصة
وكشف «أباظة» عن أمر في غاية الخطورة وهو أن أطباء الحميات أصبحوا عملة مندثرة، لافتا إلى أنه قديما كان يوجد أطباء للحميات لهم عيادات متخصصة لأمراض الحميات والأمراض المعدية ولكن الآن اصبح طبيب الحميات هو طبيب أمراض الباطنة التي يندرج تحت منها الجهاز الهضمي والكبد والكلى والأمراض المعدية ليس متخصصا في أمراض الحميات.
وأوضح أنه يجب على الجامعات أن تعيد تخصص الحميات ويدرس فيه الطبيب رسالة الماجستير والدكتوراه وكان في السابق يجري الطبيب دبلومة في الحميات.

الملاريا
أشار إلى أن أمراض الحميات موجودة ومهما تردد أننا قضينا عليها غير صحيح ودول أفريقيا ممتلئة بالأمراض الوبائية منها الملاريا.

العبث الصحي
من جانبه، أكد الدكتور عبدالعال محمد البهنسي، مؤسس المبادرة المصرية الوطنية لإصلاح القطاع الصحي، أن مستشفيات الحميات في مصر تبعيتها تائهة منذ أكثر من 10 سنوات وهذا أكبر دليل على العبث الصحي واللا رؤية التي تُدار بها وزارة الصحة منذ سنوات.

قرار صائب
وقام الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الأسبق بإلغاء مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية وتحويلها إلى أقسام داخل المستشفيات العامة والمركزية مع بقاء مستشفيات الحميات المرجعية الكبري مثل حميات العباسية وإمبابة وغيرها بالمحافظات المختلفة، واصفا إياه بالقرار الصائب.

أنفلونزا الطيور
وتابع حديثه: «أن القرار لم يستمر كثيرًا مع ظهور إنفلونزا الطيور ومن بعدها إنفلونزا الخنازير ومخاوف من انتشار هذه الأمراض بالإضافة إلى الهجوم على وزير الصحة بعد ظهور الأنفلونزا فعادت مستشفى الحميات مرة أخرى ومن بعده قام الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة الأسبق ببعثرة تبعية الحميات مابين الطب الوقائي والطب العلاجي فأسند للطب الوقائي المسئولية الإدارية وأسند للطب العلاجي المسئولية الفنية وتاهت تبعية مستشفيات الحميات أكثر وأكثر في ظل هذا القرار العجيب، وأخيرًا قام وزير الصحة الحالي الدكتور أحمد عماد بنقل تبعية مستشفيات الحميات كاملة إلى قطاع الطب الوقائي مما لايُقدم جديدًا بخصوص الخدمة الطبية المقدمة في هذه المستشفيات».

غرف عزل
وأضاف «البهنسي» أنه يجب إلغاء مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية ماعدا المستشفيات الكبري المرجعية في هذا التخصص أسوةً بالدول المتقدمة، وتجهيز قسم داخل كل مستشفى عام أو مركزي ليكون قسم الحميات ويحتوي على غرف للعزل للتعامل مع الأمراض السارية والمعدية.

وأوضح استفادة مريض الحميات من الخدمات الطبية الكبرى التي تقدم في المستشفيات العامة والمركزية مثل خدمات الأشعة المختلفة مثل التليفزيونية والمقطعية والرنين وخدمات العنايات المركزة، وتوافر أطباء التخدير الذين يقومون بعملية بالنخاع، وهذه الخدمات تفتقدها معظم مستشفيات الحميات.

وتابع: «وبالتالي تصبح خدمة مريض الحميات خدمة طبية كاملة بدلًا من الخدمة الطبية غير المتكاملة التي تُقدم حاليا بمعظم مستشفيات الحميات، ويضطر المريض إلى الذهاب إلى المستشفى العام أو المركزي للحصول على باقي الخدمة».
Advertisements
الجريدة الرسمية