رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. عجوز شارع المعز: «مش عايز مساعدة وأمنيتي زيارة النبي»


يفترش شارع المعز لدين الله الفاطمي، تعكس ملامحه نوائب الزمن التي أحلت به والحزن العميق الذي شق طريقه في خطوط على صفحة وجهه، ولكن لازال ضياء الراضي يلتمع في عينيه الصافيتين، وفي بسمته التي تزين ثغره.


"يوسف إمام " ذلك الرجل السبعيني الذي عانى في شبابه وكبره، حيث كان يعمل شيالا في شركة كيماويات ومنتجات مستوردة في شارع المعز قبل إغلاقها بسبب توقف حركة البيع والشراء، وأصبح يعمل في محل "بويات ودهان" في الشارع نفسه، قائلا: "ممكن يوم نبيع بـ20 جنيها ويوم 25 جنيها وساعات نقعد يومين منبيعش حاجة "مرددا عبارة " بنحمد ربنا ".

"لو حد جبلي حاجة مش باخدها"، هذه الجملة ترددت على لسان "عم يوسف" بعين تملؤها عزة النفس والدموع على انشغال أبنائه الأربعة بحياتهم وسؤالهم البسيط عنه، قائلا بأسى: "ربنا يعينهم على وقتهم ويسعدهم وينجحهم ".

حكايته مع شارع المعز
رغم فقدانه لوظيفته في شارع المعز إلا أنه لم يفقد ولاءه للشارع الذي يعمل فيه منذ 40 عاما، قائلا: " احنا مولودين في الشارع ده "، كما أوضح أنه كان يعيش هو وأسرته في شارع المعز ولكنهم انتقلوا إلى منطقة العبور بعد سقوط منزله إثر زلزال وظل يأتي كل يوم إلى شارع المعز، حيث لقمة عيشه، كما أكد على استحالة عمله في مكان آخر مفسرا ذلك بأنه أجرى عمليتين في قلبه ولا يستطيع أن يتحمل مشقة عمل آخر في مكان آخر.

كما عاني " عم يوسف " من غلاء الأسعار، قائلا: "مش عارفين حتى نجيب نص فرخة أو ربع كيلو لحمة"، مرددا بنفس راضية برغم الألم الذي يظهر على وجهه عبارة " يارب ".

أحلام بسيطة
رجل بسيط لم يتمن أموالا أو وظيفة تناسب صحته، كل ما تمناه هو " زيارة النبي "، وألا يضع يده على أموال الناس أو يظلم أحدا، مختتما كلامه بقوله: "لو قاعدين النهاردة مش قاعدين بكرة".
الجريدة الرسمية