رئيس التحرير
عصام كامل

مرشح الاشتراكيين يواجه ميركل ويتحدى اليمين الشعبوي الألماني


قالت مصادر في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، إن أعضاء مجلس إدارة الحزب صوتوا بالإجماع اليوم الأحد لصالح ترشيح مارتن شولتس رئيس البرلمان الأوروبي السابق لخوض الانتخابات أمام المستشارة أنجيلا ميركل.

أكدت دوائر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن مجلس إدارة الحزب اختار بالإجماع السياسيَّ الألماني البارز مارتن شولتس كمرشح عن الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية القادمة.

وأوضحت دوائر شاركت في اجتماع الحزب لـ (د.ب.أ) اليوم الأحد أنه تم اختيار شولتس، رئيس البرلمان الأوروبي السابق، ليكون منافسا للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على منصب المستشار في 2017.

وأضافت الدوائر أنه من المتوقع انتخاب شولتس في اجتماع خاص في منتصف شهر مارس القادم ليكون رئيسا للحزب الاشتراكي الديمقراطي وخليفة لزيجمار جابرييل، الذي تولى أول أمس الجمعة منصب وزير الخارجية الاتحادي لألمانيا، خلفا لفرانك فالتر شتاينماير الذي يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية الاتحادية.

وقالت المصادر لرويترز إن القرار سيتخذ صفة رسمية في مؤتمر حزبي سيعقد في 19 مارس.

مؤشرات مشجعة
وقدم شولتس، برنامجه الأحد كمرشح في مواجهة ميركل، مدفوعا بأولى استطلاعات الرأي المشجعة نسبيا لحزبه. وتؤكد استطلاعات الرأي، أن المستشارة المحافظة ما زالت حتى الآن الأوفر حظا للفوز بولاية رابعة في الانتخابات المقررة في 24 سبتمبر.

لكن وصول رئيس جديد للحزب الاشتراكي الديموقراطي هذا الأسبوع أعطاه دفعا جديدا، بعد أن سجل تراجع شعبيته منذ أشهر أرقاما قياسية، جعلت اليمين المتطرف المعادي للهجرة يقترب منه.

وبعدما ترأس البرلمان الأوروبي خمس سنوات، انطلق مارتن شولتس في السباق، بدلا من الذي كان يبدو حتى ذلك الحين المرشح الطبيعي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، نائب المستشارة سيجمار جابرييل، وأخيرا تراجع هذا الأخير بسبب استطلاعات الرأي غير المؤاتية.

وهذا الرجل (61 عاما) الآتي من بيئة متواضعة والذي لم يتبع دروسا نظامية، ويعتبر أكثر يسارية من سيجمار جابرييل حول القضايا الاجتماعية، يركز في خطابه الذي يلقيه الأحد حول الدفاع عن الطبقات الشعبية التي تبتعد كما يحصل في كل أنحاء أوروبا عن الاشتراكية الديموقراطية.

وينوي شولتس الذي يركز على قضايا الناس، أيضا التصدي لتقدم اليمين الشعبوي في البلاد، والأمر الأكيد قوله في مقابلة مع مجلة "در شبيجل" الأسبوعية الألمانية السبت "أريد أن أصبح مستشارا".

وبترشيح شولتس، يستعيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي آماله بانتزاع المستشارية من ميركل، فاستطلاعان للرأي اللذان أجريا بعد الإعلان عن ترشيحه، لشبكتي تليفزيون زد.دي.اف واي.ار.دي، يؤكدان تقدم الحزب الاشتراكي الديموقراطي بمعدل ثلاث نقاط في نوايا التصويت.

ووصل إلى 24% حسب الأولى و23% حسب الثانية، في حين تراجع حزب المستشارة بمعدل نقطتين إلى 35%. وعلى صعيد الشعبية الشخصية، يتعادل مارتن شولتز مع أنجيلا ميركل، فنسبة متشابهة تقريبا من الألمان تناهز 40% تأمل في أن ترى هذين المسئولين في المستشارية بعد الانتخابات.

مواجهة اليمين الشعبوي
وقالت أسبوعية شتيرن إن "المستشارة تواجه مشكلة الآن، مشكلة كبيرة"، مشيرة إلى أنها "مع مارتن شولتز تواجه منافسا يتمتع بالشعبية التي تتمتع بها، وسيكون بمقدوره أن يعبئ حزبه وسيتمكن من مهاجمتها لأنه ليس عضوا في الائتلاف" الحكومي الحالي، إلا أن للشعبية الشخصية حدودها في النظام الألماني.

فالمستشار لا ينتخب مباشرة من الناس بل من النواب، وفي هذا المجال، ما زال يتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارتن شولتز تعويض التأخر الكبير بالمقارنة مع الاتحاد المسيحي الديموقراطي.

وحذر مدير معهد فورسا لاستطلاعات الرأي مانفريد جولنر، من أن "شولتز لم يكشف حتى الآن عن ملامح سياسية محددة، ولقد برز بصفته رئيسا للبرلمان الأوروبي، لكن لا يمكن الفوز بانتخاب في ألمانيا من خلال الاتكال على أوروبا".

م.س/ ط.أ ( د ب أ، رويترز)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية