رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. رئيس وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة: 3 سنوات من الكفاح.. هدفنا نقل التجربة إلى كل الجامعات.. وصلنا 19 بلاغا في 2016.. نعمل بشكل تطوعي وليس لدينا ميزانية مخصصة


بدأت وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة عملها في عام 2014، وكانت كل جامعات العالم لديها سياسة لمناهضة التحرش والعنف ضد المرأة، ففكر مجموعة من الأساتذة بجامعة القاهرة في انتهاج سياسة مماثلة لمناهضة التحرش بالجامعة، حتى يعاقب كل متحرش، خصوصًا أنه لم يكن هناك سياسة للتعامل مع مثل تلك المواقف.


وتم عرض الفكرة على الدكتور "جابر نصار" رئيس الجامعة، الذي طورها من مجرد سياسة لوحدة متكاملة، لتصبح أول وحدة لمناهضة التحرش في الشرق الأوسط، وشكلت الوحدة من مجموعة من الأساتذة بمهارات وتخصصات مختلفة لكنها تكاملية.

البداية

كانت حادثة طالبة كلية الحقوق والتحرش الجماعي الذي حدث لها بالجامعة في نفس توقيت استحضار فكرة إنشاء الوحدة تقريبًا، وتقول "مها السعيد" الرئيس التنفيذي لوحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة، إن هذا الترابط الزمني كان مجرد صدفة بحتة، وعلى الرغم من أنه صدفة إلا أن هذا الفعل جعل إدارة الجامعة متحمسة بشكل أكبر لإنشاء الوحدة، لأنه لم يكن هناك سياسة للتعامل مع مثل تلك المواقف.

وانضم للوحدة الدكتور "أسامة رفعت" وهو أستاذ في كلية الطب وتخصصه الطب النفسي، للاهتمام بالناحية النفسية، وكانت منضمة أيضًا الدكتورة "هناء الجوهري" رئيس قسم الاجتماع، للبحث في الجانب الاجتماعي، وكذلك الدكتورة "جيهان يسري" عميدة كلية الإعلام، للاختصاص بالجانب الإعلامي، وأستاذ من كلية الحقوق للنظر في الناحية القانونية، وهكذا.

التحديات

وتوضح "مها السعيد" في حديثها الخاص لـ"فيتو" أن أصعب تحدي واجه الوحدة كان قانون تنظيم الجامعات، الذي يخلو تمامًا من وجود عقوبة للمتحرش داخل الجامعة، فلم يرد به كلمة التحرش مطلقًا، وهو الأمر الذي طالبوا بتغييره الآن، بتعديل قانون الجامعات ليتضمن على نص عقوبة للمتحرش، وهو ما يقوى دور الوحدة، لأنها ليست وحدة ذات طابع خاص، ولا تدر دخلًا، ولكنها وحدة خدمية أولًا وأخيرًا، وتتبع مباشرة لرئيس الجامعة.

وتشير إلى أن التحدي الثاني كان أن كل الناس تنكر وجود التحرش، فكان التحرش مسكوت عنه، وعندما كانت تتحدث مع عميد كلية أو أستاذ، كانت كل الكليات مقتنعة أن التحرش يمكن أن يحدث في كليات أخرى غيرها وليس لديهم، بينما كان التحدي الثالث والذي ما زالت الوحدة تسعى حتى الآن لتغييره، هو خوف البنات من الشكوى أو تقديم بلاغ، لعدة معتقدات منها الخوف من الفضيحة، ولهذا كان من أهدافها محاولة تمكين الفتيات وتقويتهم، وتغيير الثقافة.

وتضيف رئيس وحدة مناهضة التحرش أن من أهم التحديات أيضًا أنه ليس لديهم ميزانية مخصصة من الجامعة، والعمل كله يكون بشكل تطوعي، لافتة: "ولكن رئيس الجامعة سمح لنا بأن نطلب أي شىء تحتاجه الوحدة، وعلى الرغم من ذلك فهذا يمثل صعوبة، لأن الأمر روتيني جدًا إذا احتجنا لشىء، وعلينا تقديم طلب رسمي، الذي بدوره ينتقل لعدة إجراءات، وجهات، مما يجعل الأمر يطول".

وكان العدد الكبير للطلاب بجامعة القاهرة والذي يصل إلى 260 ألف طالب وطالبة يمثل تحديًا من نوع آخر، حيث مثل صعوبة بالغة في الوصول لكل ذلك العدد وتعريفهم بالوحدة، فتقول مها السعيد: "تم بالفعل الاستعانة باتحادات الطلبة لمساعدتنا، ولكن للاتحاد مشكلاته التي تخصه، لذلك فكرنا في إنشاء أسرة مركزية تحت اسم "معًا"، والتي سيتم إطلاقها بمجرد الانتهاء من انتخابات اتحاد الطلبة، وستكون ممثلة في كافة الكليات، ولكنها مركزية تتبع للوحدة".

الأهداف

أشارت "مها السعيد" إلى أن وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، تهدف في المقام الأول نحو جامعة خالية من التحرش وآمنة للجميع، فمها حدث ومهما كان فلا يمكن أن تسمح الوحدة بوجود تحرش، ويتطلب الوصول لذلك فترة من الوقت، لأن هناك العديد من العوامل المؤثرة على ذلك.

أما الهدف الثاني الذي تسعى إليه الوحدة هو ضمان استمرارية الوحدة بعد تغيير الإدارة سواء كانت إدارة الجامعة أو إدارة الوحدة، والهدف الثالث هو نقل التجربة إلى كافة الجامعات المصرية، إما عن طريق القانون، ومحاولة الضغط لتعديل قانون تنظيم الجامعات الجديد ليحتوي على مادة تنص على إنشاء وحدة لمناهضة التحرش وتوقيع عقوبات فيه على المتحرش، أو عن طريق الفعاليات التي ننظمها بحضور أستاذة من جامعات أخرى ليعيدوا التجربة في جامعاتهم.

احصائيات التحرش

ويعد عام 2016 هو العام الأنجح لعمل ونشاط وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة، حيث كشفت رئيسة الوحدة أن في عام 2014 لم يتقدم لهم أي شخص بأي بلاغ، فكانت الوحدة في بدايتها ولا يعرفها أو يسمع عنها أحد، وفى 2015 جاءهم عدد شكاوى قليل وصل إلى 9 شكاوي، منهم طالبة دراسات عليا، ومدرسة مساعدة اشتكت من موظف أمن تحرش بها، وشكوى أخرى من موظفة بالجامعة ضد موظف زميلها، وشكوى من عاملة، وشكوى جماعية من طالبات، والباقي شكاوي طالبات من طلاب.

أما في عام 2016 فأكدت الدكتورة "مها السعيد" رئيس وحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة، أنه ورد إليهم عدد شكاوي ضعف العام الماضي، فوصل عدد الشكاوي إلى 19 بلاغًا، منهم شكوى جماعية ضد أستاذ جامعي، وشكوى من معيدة، وأخرى من عاملة، وبلاغ من موظفة، والباقي شكاوى طالبات، لافتة إلى أنه بالتأكيد ليست هذه هى كل حالات التحرش التي تحدث في الجامعة.

وأكدت "مها السعيد" أن معظم الشكاوى كانت من طالبات ضد طلاب، ويوجد بعض أفراد من الأمن أيضًا متحرشين، وتقدم ضدهم بلاغات، مضيفة أن هناك أيضًا شكوى تم تقديمها ضد معيد، وشكوى ضد "فراش" وتم فصله من الجامعة بعد ثبوت إدانته، وشكوى أخرى ضد فني أشعة في مستشفى الطلبة، وشكوتين جماعيتين من طالبات ضد أستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأستاذ آخر في كلية الصيدلة، وكان البلاغ يتهم كلًا منهما بالتحرش اللفظي، بمعنى أن الأستاذ يدخل إلى المحاضرة فيلقي بعض الكلمات القبيحة على أسماع الطالبات.

وتم إحالة كل الشكاوى للدكتور "جابر نصار" رئيس جامعة القاهرة، وقالت "مها السعيد" إن أول إجراء تم اتخاذه ضد الأستاذين المتقدم ضدهما بلاغات هو إيقافهما عن العمل لمدة ثلاثة أشهر لحين الانتهاء من التحقيق، وبعد الانتهاء من التحقيق يتم إحالتهما إلى مجلس تأديب إذا ثبتت إدانتهما، ويحدد المجلس العقوبة على حسب ما يرى، واختتمت "مها السعيد" حديثها لـ"فيتو" بأنه حتى الآن لم يصل لوحدة مناهضة التحرش بجامعة القاهرة أي بلاغ كيدي، ولكن المشكلة التي تواجههم هى ضرورة وجود شاهد على حادث التحرش.



الجريدة الرسمية