بالفيديو.. في اليوم العالمي لمكافحة الفساد «أفلام قالت للفساد لأ»
«كلنا فاسدون، لا أستثني أحدا، حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة»، قالها أحمد زكي فى مشهد كفيل بأن يهز قلاع الفساد، ويدكها دكا، ويجبر كل من يرتكب سلوكا فاسدا سواء كان فردا أو مؤسسة أو حكومة على أن يخر ساجدا، يبكي ويتوسل رحمة الله وغفرانه، وقبلها غفران كل من تأذى بفساده، مشهد من ضمن كثير من المشاهد التى أخرجها المبدع فى عالم الإخراج، الراحل عاطف الطيب، فكانت كالصرخة المدوية فى وجه عدو، طالما نهش فى جسد المجتمع، دون عطف أو شفقة، وكأنما كتب ذلك العدو الملقب بـ«الفساد» لنفسه أن يقتات من جسد المجتمع، ويجرده من كل شيء، ويقف وحده ضاحكا فرحا بقصوره التى شيدها على جثث وأشلاء الأبرياء، مشهد العبقري أحمد زكي ليس سوى مشهد من مشاهد كثيرة وردت فى أفلام، حمل صناعها على عاتقهم عبء الوطن وهموم مواطنيه الأبرياء، ممن وقعوا ضحايا لذلك الفساد بمختلف أشكاله، وفي اليوم العالمي للفساد الذى يوافق اليوم، نتذكر أهم الأفلام التى كانت بمثابة الروح المعنوية الداعمة للمجتمع فى حربه ضد الفساد، والتى قرر صناعها أن يقولوا للفساد "لا".
فيلم «ضد الحكومة» للمخرج الراحل عاطف الطيب، يأتي على قمة تلك الأفلام، ويدور حول قصة محامي، اعتاد التحايل على القانون، باستغلال ضحايا حوادث الطرق؛ ليحصل من أسرهم على توكيلات تطلب تعويضات، يحصل عليها لنفسه فى النهاية، ثم يحدث تحول فى الأحداث، ويرفع قضية ضد الحكومة، وتتحول لقضية رأي عام، يطالب خلالها بمحاكمة الحكومة، باعتبارها المسئول الأول عن الفساد.
في فيلم «معالي الوزير» يتم اختيار رأفت رستم؛ ليكون وزيرا عن طريق الخطأ؛ لتشابه اسمه مع اسم شخص آخر، وينجح فى البقاء فى منصبه فترة طويلة، وطوال الأحداث يطلب رأفت الوزير الفاسد من مدير مكتبه عطية أن يساعده؛ ليتخلص من الكوابيس التى تطارده، وفى النهاية يقتل الوزير مدير مكتبه؛ لمعرفته الكثير من أسراره، واستطاع الكاتب وحيد حامد من خلال هذا الفيلم أن يقدم صورة حية متجسدة، لشخصية الوزير الفاسد.
بدرجة كبيرة من الوعي، حاول يوسف شاهين من خلال فيلم «العصفور» الكشف عن واحدة من قضايا الفساد، وهو الفيلم الذى منعته الرقابة، وهاجمه البعض إلى درجة المطالبة بإسقاط الجنسية عن شاهين، والفيلم تدور أحداثه حول صحفي يجري تحقيقا عن السرقات، التي تحدث فى القطاع الحكومي، ويكشف فساد مسئولين بجهاز الدولة، ممن يتورطون فى سرقة معدات أحد المصانع؛ لصالح الكبار وبعض الوزراء.
وبالحديث عن أهم الرموز التي قدمت أفلاما واجهت الفساد على طريقتها، يتصدر المؤلف الكبير وحيد حامد المشهد، والمخرج الراحل عاطف الطيب، والنجوم: أحمد زكي، وعادل إمام، ونور الشريف.
وطوال مشواره لم يتوقف وحيد حامد عن إبداع الكثير من الأعمال، التي تناقش فساد المسئولين الذين يقومون باستغلال نفوذهم وسلطاتهم الواسعة، ومن أعماله فيلم «الغول»، والذي يكشف من خلاله الكثير من جوانب الفساد الاقتصادي والاجتماعي، وسيطرة المادة التي يمكن بواسطتها شراء كل شيء، وينتهي الفيلم بسقوط الغول، مذبوحا بضربة من ساطور الصحفي، وفى هذا الفيلم يلجأ حامد لشعار: «خد حقك بإيدك»، حيث يلجأ الصحفي لتلك الوسيلة، بعد أن يئس من القانون.
وفيلم «الغول» تدور أحداثه حول صحفي بإحدى الصحف الكبرى، يرى ابن رجل أعمال معروف عن طريق الصدفة، وهو يقتل عامل بار، ويصيب راقصة، بعد أن رفضت المبيت بشقته، وتتطور الأحداث ويقوم الصحفي بإبلاغ الشرطة، لكن رجل الأعمال يتمكن بنفوذه من إبعاد التهمة عن ابنه، ويصدر بعدها حكم المحكمة ببراءة ابن رجل الأعمال، وحينها يصاب الصحفي بالإحباط، ويقتل فهمي الكاشف بواسطة البلطة وسط رجاله، وهي نفس النهاية، التي وضعها المخرج الراحل عاطف الطيب لفيلم «كتيبة الإعدام»، حيث قرر أيضا أن تكون نهاية الفاسد على يد ضحايا فساده.
ويعتبر «طيور الظلام» من الأفلام التى ألقت الضوء على فساد الحكومة، والرشوة والمحسوبية، بالإضافة إلى فساد جماعات الإسلام السياسي، واستغلالها لمقدرات الشعب المصري وشبابه، وهو من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد أيضا، والفيلم قدم نبوءة تحققت بعدها بسنوات، بإلقاء القبض على رجال نظام مبارك، وجماعة الإخوان، وإيداعهم السجون.
فيلم «أهل القمة» من تلك الأفلام، ويدور حول قصة لص، يعمل لدى صاحب إحدى شركات الاستيراد والتصدير، ويستغل صاحب الشركة إمكانيات اللص، ويكلفه بمهام مشبوهة، تتعلق بتهريب بضائع من الجمرك، ويسلط الفيلم الضوء على الفساد، وفكرة تستر المسئولين الكبار على ذلك، حيث يتأكد الضابط خلال الأحداث من حقيقة اللص، ولكن مكالمة تليفونية له من مسئول كبير، يأمره بحفظ التحقيق.
