رئيس التحرير
عصام كامل

سقطة نائب أسيوط!


لم يكن نائب القوصية بأسيوط راشد أبوالعيون يعلم أن مكالمة هاتفية لم يكن في الأساس مُجبرا عليها تُنزل من أسهمه الشعبية، وتتحول إلى معول للنميمة السياسية والسخرية الشعبية من نواب البرلمان، خاصة أن الموضوع لم يكن مرتبا، والواقعة تُعد بالفعل غريبة.


يقظة الصحفى محسن بدر المعتادة هي التي كشفت زيف المداخلة التي كان يجريها إبراهيم أبوالعيون أمين الحزب الوطنى السابق بالقوصية مع المحاور معتز الدمرداش عبر فضائية المحور، على أساس أن راشد أبوالعيون نائب البرلمان حال تطرق البرنامج لموضوع أبناء نواب البرلمان الذين التحقوا بكلية الشرطة، وأثناء المداخلة أجرى محسن بدر اتصالا برئيس تحرير البرنامج، طالبا المداخلة سريعًا، فالمتحدث لم يكن نائب البرلمان كما أدعى، ولكن كان شقيقه، وهو الأمر الذي استنكره الدمرداش، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعى على نطاق واسع.

نعم الموضوع جد لم يكن مرضيًا، وقد أساء النائب وشقيقه التصرف في أمر يبدو بسيطا للوهلة الأولى، وكان من الممكن أن يمر مرور الكرام إلا أن حظهم العاثر أن يتابع الحلقة صحفى يعرف راشد وشقيقه، واستطاع أن يميز بالفعل صوتيهما.

وفى اليوم التالى للمداخلة ربما لضغوط برلمانية حل راشد ضيفًا على معتز الدمرداش، ليدخل بقدمه اليمنى "المصيدة" ولم يستطع أن يرد على مقصلة معتز، والمداخلات التليفونية التي تواترت على البرنامج!

وللإنصاف فان راشد أبوالعيون أعرفه جيدًا منذ سنوات كثيرة، وهو ينتمى لكبرى عائلات قرية الأنصار بالقوصية يتصف بالطيبة والسماحة، ولا أراه سياسيا محنكا، وأن التحاق ابنه بكلية الشرطة لم يكن غريبا على العائلة التي تضم العديد من الشخصيات في سلك الشرطة والقضاء والبرلمان.

وبصرف النظر عن موضوع نائب أسيوط وأخيه مازالت الأمانى تغازلنا أن نشهد نواب الشعب في أداء دورهم الرقابى والتشريعى بعيدًا عن شبهات البزنس الخاص، أو استغلال النفوذ، وأن نجد بالفعل نوابا على قدر المسئولية في خدمة الوطن.

إن تلك اللحظات الفارقة في تاريخ الوطن تحتاج لتكاتف أبناء الوطن للنهوض به، وسط عالم محفوف بالمخاطر من كل صوب وحدب، وعلينا جميعًا أن نكون على قدر المسئولية كل في موقعه، وفى أداء مهمته حتى نعبر سويًا تلك الفترات العصيبة والظروف الراهنة التي نحياها، في ظل تصاعد وتيرة العنف والإرهاب على مستوى العالم.

نتطلع أن يكون نواب برلماننا الوليد نواة حقيقية لإصلاح تشريعى حقيقى، بعيدًا عن كدابي الزفة وترزية القوانين وأن يضعوا نُصب أعينهم مصلحة الوطن العليا، وما فيه الخير والصالح للبلاد والعباد.

نتطلع أن يؤدى نوابنا مهامهم الثقال تجاه دوائرهم دون تفريط، وأن يكون تركيزهم على أداء الخدمات العامة، والعمل الدءوب على الارتقاء بالمشروعات العامة، خاصة فيما يتعلق بالتنمية والاستثمار، ورفع كفاءة البنية التحتية والتنسيق مع الأجهزة الإدارية في الدولة، لسرعة إنهاء المشروعات العالقة.

أتمنى أن يكون هناك تكتل لنواب الصعيد تحت قبة البرلمان، للعمل سويا في خدمة الصعيد، خاصة فيما يتعلق بالمشروعات الاستثمارية والتنموية، خاصة فيما يتعلق بسرعة الانتهاء من طريق الفرافرة ديروطـ الذي يسهم بالفعل في خلق كيانات تنموية، ويفتح الباب لمشروعات استثمارية صناعية وزراعية.
الجريدة الرسمية