رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تحول ملتقى الشعر العربي من عرس ثقافي لـ«خناقة».. «تقرير»


عادة تقيم الدول ووزارات الثقافة المختلفة، الملتقيات الثقافية سواء في الشعر أو الرواية للنقاش مابين الشعراء والروائيين، إضافة إلى إضفاء حراك ثقافي ما بين عامة الشعب وطبقة المثقفين، وهو ما لم يحدث هذه المرة في الملتقى الدولي للشعر العربي في دورته الرابعة، والذي يقيمه المجلس الأعلى للثقافة في الفترة من 27 إلى 30 نوفمبر الجاري.


فبدلا من أن يتحدث الملتقى في إطار عنوانه الرئيسي "ضرورة الشعر"، اتجه الحديث في جلسات الملتقى نحو العراك على أهمية الشعر والرواية، فبدا الانقسام واضحًا بين حضور الملتقى مابين مؤيد ومعارض حول أن الرواية هي فن العصر والزمان الحالي، والغريب في الأمر أن معظم الشعراء وافقوا على ذلك الرأي فيما اعترض قلة قليلة.

وكان الشاعر اللبناني محمد على شمس الدين هو أول الشعراء الذين انتبهوا إلى تحول مسار الملتقى، فقال في إحدى مداخلاته أن الملتقى حول العريس إلى خادم في عرسه، فصار الشعر خادمًا عند الرواية بدلا أن من تكون القصيدة هي عروس الملتقى المحتفى بها، مؤكدًا أن بعض النقاد والشعراء في الملتقى أخطأوا في قراءة القصائد نفسها، رافضًا أي نوع من المقارنة بين الشعر والرواية، فإذا ماكانت الرواية هي فن العصر فما أهمية إقامة الملتقى ودعوة الشعراء إليه.

أما الشاعر المصري محمد آدم، فقال برأي مخالف لشمس الدين، فأكد أن العرب مجتمع متخلف عن المجتمعات المماثلة، ولم يقدموا أي إنجاز للبشرية وعاشوا كعالة عليها، مضيفا: "ثقافتنا دمرت ابن رشد وغيره من الكبار، فنحن المجتمع الذي قدم ألف ليلة وليلة، ثم لم يلتفت إليها إلا بعد نجاحها في الخارج".

وأضاف آدم في تصريحات خاصة لـ "فيتو": "لا أؤمن بوجود الشعر العربي من الأساس، فهناك شعريات حقيقية يعود منابعها إلى الحضارات المصرية القديمة والبابلية والآشورية، وهناك ما يسمى قصيدة النثر والتي تخلت عن بنية النص العربي التي أتتنا من بيئة الصحراء لكى تستبدله بنص يعبر عن الإنسان وعن الحقيقة أكثر من تعبيره عن شىء لا يرتبط بالإنسان نهائيًا"، خاتمًا حديثه بقوله: "فليذهب الشعر الجاهلى للجحيم فنحن نؤسس لشعرية جديدة تبدأ من الصفر".

فيما رد الشاعر حسام جايل، على حديث آدم، في تصريحات خاصة، قائلا: "لا نستطيع أن نتخلى عن موروثنا من الشعر العربي القديم لأن الأمة العربية تاريخها كله في هذا النوع من الشعر، لأنه ديوان العرب الأول".

وأضاف جايل، أن المضمون الشعرى إنسانى سواء في القصيدة أو الرواية أو القصة القصيرة، لكننا نتكلم ونصنف من حيث اللغة والصور والبيئة الثقافية التي نعيش بها، فعندما أقرأ لشاعر أوروبي أو غربي فأنا أستشعر الجو الذي يتحدث عنه من ثلوج وغير ذلك مما يعبر عن بيئته، لذلك فالصحراء كانت مرحلة ضرورية ومؤسسة لأول نقطة لانطلاق الشعر العربي"، مشيرًا إلى أن من ينادى بإلغاء الشعر العربي عليه ألا يكتب بالعربية وألا يتكلم بالعربية، وليبحث عن لغة أخرى وشعرية أخرى يكتب بها وأناس يقرءون له.
الجريدة الرسمية