رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مسلمو الروهينجا أتعس أهل الأرض.. قتل الرجال على يد الجيش.. اعتداء على النساء واغتصاب جماعي للفتيات.. 70 عاما من المعاناة وسط تجاهل الإعلام والمجتمع الدولي

فيتو

انتبه إليهم العالم منذ سنوات قليلة عندما نقلت الصحف ووكالات الأنباء العالمية الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب في حقهم، فقط لأنهم أقلية.. إنهم مسلمو الروهينجا في ميانمار ذات الأغلبية البوذية.


ومع تصاعد الانتهاكات ضدهم، يحاول مسلمو الروهينجا الهروب من عمليات الجيش في ولاية أراكان (راخين) غربي ميانمار إلى الدول المجاورة حيث أكدت "بنجلاديش"، مساء الجمعة الماضية، منعها 125 من أقلية الروهينجا من دخول أراضيها، بينما نفت ميانمار تلك الأنباء.

قوارب خشبية وجثث طافية
وأكد خفر السواحل في بنجلاديش، أمس السبت، أنه منع مساء الجمعة مجموعة من الروهينجا تضم 125 فردا، معظمهم من النساء والأطفال، كانت تحاول دخول الأراضي البنجالية عبر نهر "ناف" الذي يفصل الحدود الجنوبية الشرقية لبنجلاديش عن غرب ميانمار، وأضاف أنه أعادهم إلى بلادهم.

ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أن هؤلاء كانوا على متن سبعة قوارب خشبية، وقال أحد الحراس البنجاليين إنه رأى جثتين طافيتين في النهر، يرجح أنهما لاثنين من أفراد المجموعة.

وأعرب مكتب المفوض السامي لشئون اللاجئين للأمم المتحدة، أمس الجمعة، عن ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى ولاية راخين، وهي المنطقة التي أصبحت منطقة صراع مغلقة وتصاعد العنف فيها منذ هجوم استهدف نقطتين لحرس الحدود يوم 9 أكتوبر أسفر عن مقتل تسعة رجال شرطة، وتقدر الأمم المتحدة عدد من نزحوا بسبب الصراع بالآلاف.

وبدورهم، أكد المدافعون عن أقلية الروهينجا في ميانمار أن أكثر من 100 من أعضاء الأقلية لقوا حتفهم في مداهمات شنتها القوات الحكومية لمكافحة التمرد بولاية راخين.

واتهم "كو كو لين" العضو بمنظمة "روهينجا أركان الوطنية" الحكومة بالتستر على أعمال القتل من خلال منع وسائل الإعلام وجماعات الإغاثة من دخول المنطقة.

وتعتبر "راخين" واحدة من أفقر المناطق في ميانمار، وقد تضررت بسبب صراع طائفى بين البوذيين والمسلمين منذ عام 2012، عندما قتل المئات واضطر 100 ألف عضو من أقلية الروهينجا إلى الفرار للمخيمات بسبب العنف.

اغتصاب النساء
لا يقتصر الأمر على الاشتباكات والتهجير، ولكن تتعرض المسلمات إلى الاغتصاب على أيدي قوات الشرطة والجيش.

وتعرضت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا إلى اغتصاب جماعي من قبل الشرطة ومجموعة من القرويين "موك"، عام 2012، بعد مذبحة مزعومة في قرية "دو تشي يار تان" في ولاية أرخين بحسب إفادة وكالة الأناضول للأنباء.‏

وقالت الفتاة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها خوفًا من سلطات بورما إن الشرطة والقرويين البوذيين أضرموا الحريق في غرب القرية، وذكرت ‏أن القرويين الروهنجيين حاولوا إخماد النيران إلا أن الشرطة أطلقت باتجاههم النار، وأجبرتهم على الفرار إلى الحقول.‏

وقد هربت الفتاة مع والدتها وخالتها عندما أمسكت الشرطة بهم وضعتها تحت الإقامة الجبرية.‏

وأضافت، أن أفرادًا من الشرطة طلبوا منها اعتناق البوذية، فرفضت الفتاة، فقاموا بضربها بالصفع وبالعصي، مؤكدةً: أتذكر بشكل واضح أن رجلًا من عرقة "موك" جاءني قبل الفجر واغتصبني، ثم واحدًا تلو الآخر، وكان أربعة رجال من "موك"، وثلاثة من ‏ضباط الشرطة، وأكدت أنهم اغتصبوها واحدًا تلو الآخر.‏

كما أكد مسلمون من الروهينجا، أكتوبر الماضي، أن جنودا من ميانمار اغتصبوا أو اعتدوا جنسيا على عشرات من النساء في قرية نائية بشمال غرب البلاد، ووصفت ثماني نساء جميعهن من قرية يو شي كيا بالتفصيل كيف داهم جنود منازلهن الأسبوع الماضي، ونهبوا الممتلكات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح.

وأبلغت امرأة عمرها 40 عاما وكالة "رويترز"، أن أربعة جنود اغتصبوها واعتدوا على ابنتها البالغة من العمر 15 عاما، بينما سرقوا الحلي والأموال من الأسرة.

وقالت المرأة، وهي أم لسبعة أطفال: "أخذوني داخل المنزل. مزقوا ملابسي وخلعوا حجابي".

أتعس أهل الأرض
ونشرت مجلة (نيوستيتسمان) البريطانية مقالا، في 2015، عن أقلية "الروهينجا" بورما أوميانمار، رصدت فيه تدهور أحوالهم الإنسانية إلى درجة إنكار حتى اسمهم الذي ينادون به، وطالبت المجتمع الدولى بالتحرك من أجل إغاثة هؤلاء المستضعفين.
ووصف المجلة مسلمي الروهينجا بأنهم "أتعس أهل الأرض".

واتهمت المجلة، الإعلام الغربى بالتقصير في تغطية هذه المأساة الإنسانية شيئا فشيئا منذ عام 2012.. وأكدت أن ما يجب أن يعلمه البشر جميعا هو حقيقة أن الـروهينجا هم أكثر أهل الأرض تعرضا للاضطهاد.

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينجا، في مخيمات بولاية "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982.

وتعتبر الحكومة مسلمي الروهينجا "مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش"، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".

ويُعرّف "المركز الروهينجي العالمي" على موقعه الإلكتروني، الروهنجا بأنهم "عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عامًا، وقد مُورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق".
الجريدة الرسمية