ملوك لا يحكمون
أثناء المناورات السياسية والتحولات الثورية والصراعات الطبقية قد تنهار المبادئ وتولد تحت أجنحة الظلام تحالفات وجبهات تعمل على تحويل المسار الثورى إلى المسار الإصلاحى القائم على فرض الانتهازية واللعب بقوانين وقرارات تصيب البلاد بشلل كامل فى أوقات حرجة للغاية.
ولأن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة يستغل الحاكم الطاغى دائما مسمى الثورة وضرورة تحقيق أهدافها واللعب بمشاعر المواطنين وأحلامهم للوصول إلى غايته فى التمكن من سلطة يعتقد هو وجماعته أنها ستكون أبدية لهم، ويعتقد أنه بخداعه لبعض الناس بعض الوقت قد تمكن بذلك من فرض سطوته باستغلال نوايا البسطاء الطيبة فى التقرب إلى الله وإلى الحياة الكريمة.
لذلك يستغل طواغيت جماعة الإخوان المسلمين صغار أعضائهم، بعد تفريغ عقولهم من رءوسهم، للهجوم الدائم والمستمر على أقطاب الاشتراكية وأنصارها فى كل ربوع الأرض.
وبكل أسف يتبارى الصم البكم العمى فى إثبات ولائهم لمرشدهم، متجاهلين مبادئ الاشتراكية الحقيقية التى تساوى بين الأفراد بغض النظر عن عرقيتهم ودياناتهم ولغاتهم وأوطانهم وتناضل فى خندق واحد مع المناضلين الفلسطينيين ضد الصهاينة؛ ومع مسلمى أوربا ضد المتعصبين؛ ومع الأقباط ضد تجار الدين؛ مع نضال السود ضد البيض؛ وفى صف النساء ضد هيمنة واضطهاد الرجال؛ لا يعلمون أن حياة الاشتراكى ما هى إلا نضال دائم ومستمر ضد الظلم والاستغلال وضد الحاكم الدكتاتورى الطاغى الذى يتصور أنه للأرض مالك وللشعوب حاكم وأنه بين الناس ابن لله.
فرغم مخططات التصفية الجسدية والعمليات الإرهابية التى يشرف عليها "محمد مرسى" وعصابته الإخوانية إلا أن كل كيدهم فى ضلال.. ورغم محاولتهم المستميتة لقتل الآمال من عيون الكادحين والفقراء؛ والتضحية بأغلى شباب الوطن على مذبح شهواتهم السلطوية؛ إلا أنهم بجهلهم لا يدركون أن قطار الثورة سيدق لحمهم بعظمهم.
أيها الرفاق لا سبيل إليكم من الوصول لأهدافكم الثورية التحررية إلا بطرح الطاغى وجماعته أرضا، كى يخلو لكم وجه ثورتكم والوطن؛ فالمخطط الشيطانى باسم الدين قد اكتملت تفاصيله وتشابكت كل خيوطه؛ بعمليات القتل المنظمة التى يقف أمامها قانون مشوه مشبوه غير قادر على التصدى للقتلة وردعهم.
أيها الرفاق عليكم بإشعال نيران الغضب العارم؛ فتلك النيران إن لم تحرق جسد الطاغى الحاكم فحتما ستنير ظلمات الوطن؛ احذروا الخداع باسم سلمية ثورتكم؛ فما هى إلا أكذوبة كبرى أرادوا بها طمس الحقائق وإهدار حقوق إخوانكم الشهداء؛ عليكم أن تدركوا أنكم ملوك لكن لا تحكمون؛ نظموا صفوفكم وباغتوا أعداءكم بضربات موجعة قاتلة؛ واخلعوا رداء البراءة؛ فلا حياة لحمل مع ذئب.
