رئيس التحرير
عصام كامل

"التويجرى": اللغة العربية تتراجع لعجزها عن التكيف مع متطلبات الحياة

الدكتور عبد العزيز
الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى - صورة أرشيفية
18 حجم الخط

أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو- الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، أن اللغة العربية تعانى من تراجع على مستويات متعددة على الرغم من انتشارها واتساع نطاق الإقبال عليها، وذلك لعجزها عن التكيف مع متطلبات الحياة.


وأشار فى بحث قدمه إلى المؤتمر الـ79 لمجمع اللغة العربية فى القاهرة إلى أن ذلك يعد مشكلة مثيرة للانتباه، تنطوى على متناقضات غريبة، لأنه فى الوقت الذى من المفترض أن تتطور اللغة العربية وأن تزدهر من الداخل، اعتبارا لانتشارها واتساع نطاق الإقبال عليها من فئات اجتماعية كثيرة، يقع ما يمكن أن نسميه بـ(التراجع اللغوى) على مستويات متعددة، والذى انعكس هذا الوضع غير الطبيعى فى وسائل الإعلام، بدرجة متفاوتة من وسيلة إلى أخرى.

وقال "التويجرى" فى بحثه: أخطر ما يمكن أن تبتلى به اللغة العربية هو العجز عن التكيف مع متطلبات الحياة، والتقصير فى الاستجابة للحاجات المتجددة، والمطلوب الآن هو مواجهة التحدى بالإقبال على تسهيل عملية التجاوب الوظيفى والعملى أمامها، حتى يشعر أبناؤها بأنها لغتهم الطبيعية، وأنهم لا يلبسون سترة ضيقة حينما يتحدثون بها.

وأضاف: "هذا صحيح من النواحى كافة، فالعجز عن مواكبة التطورات التى تحفل بها الحياة، هو آفة معوقة للنمو الطبيعى فى المجالات كافة، وليس فحسب فى المجال اللغوى".

وتابع: اللغة العربية تعانى من العجز الوظيفى، حتى وإن كانت ذات قدرات عالية وإمكانات وافرة للتكيف مع متطلبات الحياة المعاصرة، فهذه القدرات الذاتية تحتاج إلى شحذ وصقل وتفعيل حتى تكون ذات قابلية للحركة فى الاتجاه الصحيح الذى من شأنه أن يقوى اللغة ويشحنها بطاقات جديدة.

واستكمل قائلا: الفصحى فى حاجة لكى تقوم بدورها فى النهوض بالمجتمع، إلى معالجة تبدأ من توسيع متنها، بتطويره فى اتجاه الحياة العادية وما يمارسه المواطن فى يومه وبين أهله ومجتمعه، ثم تطويره فى اتجاه مستحدثات العصر وما يجد فيه من اختراعات علمية وتقنية وحضارية، مما لم يعد الجهل به مقبولا، كما لم يعد مقبولا أن يتم الاعتماد فيه على لغة أجنبية أو لهجة عامية.

واستطرد: لا شك أن تطوير متن اللغة بحيث يواكب المتغيرات التى تشهدها الحياة المعاصرة، هو الشرط الأساس لما نسميه (تطويع اللغة)، الذى هو درب من التوسيع للمجال اللغوى، بحيث يسع المفردات والمصطلحات الجديدة، ليصبح متنا متجددا حيويا ومتطورا ومندمجا فى حياة الفرد والمجتمع، وتلك هى السبيل إلى إغناء اللغة العربية ومعالجة المشاكل التى تعانى منها.

واختتم "التويجرى" بحثه بمخاطبة أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة قائلا: "مما لا شك فيه أن القضية المطروحة تتعدى النطاق اللغوى إلى مدى أبعد، إنها قضية وجود".


الجريدة الرسمية