إسلام غزير يكتب: لأنه عمرو دياب
«عاشق صوته وكلامه، عايش على أحلامه، معرفش ليه قدامه بتلف الدنيا بيا»، كلمات كتبها الشاعر الراحل مجدي النجار، وغناها الهضبة عمرو دياب، في أغنيته الشهيرة «الله على حبك إنت»، يحل اليوم عيد ميلاد الهضبة الخامس والخمسين، وما زلت أنا «عاشق صوته وكلامه».
كل من يعرفني سألني مرة أو مرتين، أو أصر على تكرار نفس السؤال في كل مقابلة أو حديث بيننا: «لماذا تحب عمرو دياب بهذا الشكل؟»، والإجابة على هذا السؤال تتلخص دوما عندي -سواء نطقت بها أو لم أنطق- في جملة واحدة «لأنه عمرو دياب».
منذ نعومة أظافري وأنا أعرف من هو عمرو دياب، فقد كنت طفلا يبلغ من العمر خمس سنوات يستطيع أن يتذوق لونا موسيقيا، أن يعجب حد الجنون بعمرو دياب وهو يقول: «ضحكة عيون حبيبي ضحكت ليها الليالي، سافر قلبي لحبيبي سافر بعد انشغالي، سافر عند القمر»، سافرت إلى القمر مع عمرو، تخيلت أني أهيم عشقا لفتاة لا أعرف من هي!، لعل هذا هو سر عشق الكثيرين للهضبة، أغانيه تأسرك وتجعلك تعيش ما يقوله، ألبوم واحد يجعلك تعيش حالات مختلفة «الحب والذكريات والفراق والوجع والحنين»، كل هذا في ساعة واحدة!
يوم سعيد هذا الذي يعرض فيه فيلم العفاريت، سأستمع إلى أغنيتين كانتا تمثلان البهجة والسعادة لي، «ميال» و«شوقنا»، كنت أنتظر أغنية ميال بفارغ الصبر «ووصلت فوق فوق السحاب، ورسمت عينك نجماية، ونسيت هناك كل العذاب، ورجعت بالحب معايا»، وينتهي الفيلم مع أغنية شوقنا «شوقنا أكتر شوقنا، شوقنا أكتر ما اشتاقنا، وإياك تفكر بحر الشوق، مهما على هيغرقنا»، لقد انتهى الفيلم سريعا، أحقا أراد عمرو دياب أن يشوقنا؛ لذلك غناها في نهاية الفيلم؟، ينتهي الفيلم وأعيش على أمل عرضه في وقت لاحق أو «كليب تصبيرة».
لم نكن نسمع وقتها عن «يوتيوب» أو «ساوند كلاود»، فما كانت لي حيلة سوى الانتظار أمام الثلاث قنوات، أنتظر يوم الثلاثاء من كل أسبوع لأشاهد برنامج «اليوم المفتوح»، لعلهم يعرضون إحدى أغاني عمرو دياب.
عاش معي أيام الطفولة والمراهقة والجامعة، ولا زال عمرو دياب مسيطرا، لم أستطع التخلص من أغانيه، اشتريت «بلوفر» تملي معاك، قصرت شعري مع «الله على حبك إنت»، اشتريت «آيس كاب» أنا عايش ومش عايش، لبست القميص الأسود مع «قمرين».
في خطوبتي رقصت لأول مرة على أنغامه «خلينا لوحدينا»، وأعلنت خطوبتي بـ«بوست» بصفحتي على «فيس بوك» - التي دوما ما تزينها أغاني وصور وأخبار عمرو دياب- من أغنية شفت الأيام «فكرت كتير في الدنيا دي لو مش هعيشها معاك يا حبيبي هعيشها لمين متخيلهاش ومتحلاش يوم في عيني ده انت وجودك ماليها يا نور العين».
في يوم فرحي كانت أغاني عمرو دياب حاضرة طول الوقت، اخترتها قبل أيام فرحي أنا وريهام زوجتي، دخلنا القاعة على أغنية «الليلة» رددنا معا: «عايز تحس بفرحتي خليك مكاني هعيش مع اللي حلمت بيه مش حد تاني، والليلة حبيبي الليلة ليلة عمرنا الليلة دي أجمل ليلة في حياتي أنا». وغنينا معا «اللي بيني وبينك»، كل هذه الذكريات وغيرها الكثير هو ما يجعلني أقول دائما: «لأنه عمرو دياب».
عمرو دياب، دخل اليوم عامه الخامس والخمسين وما زال متربعا على عرش الغناء العربي لا ينافسه أحد، حتى إنه بدأ ينافس نفسه، عمرو دياب اختير ضمن «موسوعة جينيس العالمية»، عمرو دياب لا زالت ألبوماته الأكثر مبيعا في الشرق الأوسط، حفلاته الأكثر عددا والأفضل تنظيما والأعلى أجرا، صوت عمرو دياب «اللايف»، دون مؤثرات يجعلك تندم على عدم حضورك حفلاته، «طلة عمرو دياب على المسرح» «دخلة عمرو دياب»، «مقدمة وصول عمرو دياب»، كل هذه الأشياء يعرفها جيدا من يحضر حفلاته ويعرف الشعور المسيطر وقتها.
كل سنة وانت روح وشباب، كل سنة وانت سيرة في كتاب، كل سنة وانت أغلى وأحلى عمرو دياب.
