رئيس التحرير
عصام كامل

عملية إجهاض تنصيب «مرشد» جديد للإخوان.. ساعات تفصل في عدم حسم المنصب لصالح أمين التنظيم الدولي.. «العواجيز» يتبعون سيناريو «أردوغان» لقلب الطاولة ضد جبهة محمد كمال.. وقيا

هشام النجار، الباحث
هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية
18 حجم الخط

ساعات معدودة نفخت الروح من جديد في كتيبة «محمود عزت».. أخطر من تولى منصب المرشد العام للإخوان وأكثرهم إثارة للجدل؛ بجانب أزمات داخلية وخارجية، بعد أن شطحت الجماعة وتناست أدبياتها التاريخية واللائحية، في نقل وتسيلم وتسلم مهام المنصب الأهم؛ في هيكلها التنظيمي والروحي ـــ المرشد ـــ.


ويطرح السؤال نفسه.. لماذا تراجعت الجماعة عن تنصيب إبراهيم منير، ثعلب الإخوان العجوز خلفا لمحمود عزت؛ والمسئول عن تفجير أعنف أزمة في تاريخ جماعة البنا.

الإجابة.. علامات استفهام ولن تجد غيرها، لتجد القول الفصل في خلفيات كل فخ تحيكه الجماعة لنفسها، وخاصة قرارها الأخير بتولية أمين التنظيم الدولي، لتتراجع سريعا وتتنصل «إعلاميا» بين عشية وضحاها، وتنكر الزوبعة التي أثارها أحد أهم رجالها خارج مصر.
إقرأ: سعد الدين إبراهيم: ثروات الإخوان بإنجلترا تجاوزت 10 مليارات دولار

وحتى تتبع سير الأزمة من البداية، كان رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، فجر مفاجأة مدوية، معلنا أن محمود عزت مرشد الجماعة الحالي، فوض صلاحياته لإبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي، واعتبر أن الفترة القادمة ستشهد حلولا وليس إدارة أزمات، ما يعني أن الجماعة في طريقها لاختيار قيادة جديدة.

لم تهدأ الجبهات المتصارعة بين «الإخون»، واستغلتها بالطبع قيادات جبهة اللجنة الإدارية العليا، التابعة لمحمد كمال، وظلت تشحن «الجماعة» بما يثير النخوة والكرامة، باعتبار أن ما حدث تغفيلا لهم، واستمرار مهين للتعامل معهم وكأنهم قطعان لا تصلح لتحديد جهات المسير.
إقرأ أيضا: هشام النجار: المناهج التربوية تشعل الصراع داخل جماعة الإخوان

ساعات كاملة.. صمتت فيها الجماعة وكأنه انقلاب تركي على الساحة الإخوانية، نشطت الخلايا الإخوانية، وحملت الساعات الأخيرة هجوما كاسحا من قواعد الجماعة، ضد القيادة التاريخية، لتمزيق جسد الإخوان المتراص منذ عقود، بل وراح البعض يتهمهم علانية بالعمالة لأجهزة الدولة.

لم تتحمل جبهة «عزت» ظهور خيوط الصباح، بعدما استشعرت حجم الأزمة وما يحاك لها، وعلي الطريقة «الأردوغانية» أصدرت في الساعات الأخيرة من ليل الأزمة، بيانا تنفي فيه ماقيل على لسان «ولد الددو»، مشددة على عدم صحته وطالبت الجميع بالاعتماد على ما يقوله فقط المتحدث الرسمي لها طلعت فهمي، معتبرة أنه الوحيد المعتمد من الجماعة للرد في كل مايخص مواقفها الرسمية.

تبع ذلك إرسال إبراهيم منير نفسه، نفي خاص لقناة مكملين الإخوانية، مؤكدا فيه أن المرشد الحالي لايزال محمود عزت، ولم يحدث تغيير في ذلك، وأن «ولد الددو» لديه فهم خاطئ، وحديثه عن تسليم قيادة الجماعة غير صحيح.
تابع.. 6 مخاوف للأقباط والقوى السياسية من عودة الإخوان للحكم

سامح عيد، القيادي المنشق من الجماعة، قال إن الأزمة معقدة، وعبر عن اندهاشه من بيان الإخوان الذي تراجعت فيه، عن تولية إبراهيم منير، مؤكدا أن محمود عزت في حكم الأسير، ما يجعله غير مناسب من الناحية الشرعية حسب لائحة الجماعة لتولي منصب المرشد، وهنا منطقة الاشتباك مع أدبيات الإخوان.

واعتبر "عيد" أن ما يحدث، تفسيره المنطقي الوحيد، حالة التخبط التي تغرق فيها الجماعة بمستوياتها الإدارية والتنظيمية على كافة الأصعدة، مستبعدا أن تعجل الأزمة الأخيرة، في إيجاد حل قريب، لصراع القيادة التاريخية، مع جبهة الإدارية العليا.





الجريدة الرسمية