رئيس التحرير
عصام كامل

بالأسماء «مدارس سيئة السمعة».. الشرقية تسجل معدلات قياسية في التحرش بطالبات الابتدائية.. «فيروس التحرش» يجتاح عددا كبيرا من المدارس.. معلم يهدد طالبات الثانوية بـ«سى دي»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«مدرستي جميلة نظيفة ومتطورة».. شعارات تعرفها جيدًا جدران كثير من المدارس بمصر، لكن لسان حالها يقول «في مدرستي بلطجة ومخدرات وأوكار دعارة وتحرش بالمعلمات وأغانى مهرجانات»، ومع اقتراب العام الدراسي الجديد يتزايد الحديث عن مدارس المحافظات التي أصابتها سوء السمعة.


ففي مدرسة ميت غمر الثانوية بالدقهلية وبحسب محضر رسمى حول أحد العمال ويدعى «م. أ. س - 56 عامًا» المدرسة إلى وكر للدعارة ليلا، وسخر الفصول وطرقات المدرسة، خلال فترات العمل الليلية، إلى مسرح لفنون الدعارة باستقطاب السيدات وتقديمهن للرجال راغبي المتعة الحرام، مقابل أجر مادي لممارسة الأفعال المنافية للآداب، بالإضافة إلى تصويرهم، وبعد تداول عدد من المقاطع الجنسية بين أهالي ميت غمر سارع معلمو المدرسة إلى تقديم بلاغ ضد العامل.

وتكررت المأساة في مدرسة البحر الصغير الابتدائية بالمنصورة، عندما فوجئ المعلمون بوصول خطابات بريدية من مجهول إلى مقر المدرسة، وتسلموها دون علم ما فيها، وعند فتحها وجدوا أوراقًا تحوى محادثات جنسية جرت من خلال «واتس آب» بين مسئول وإدارية بالمدرسة.

وتم إرسال الخطابات للمدارس المجاورة، وتناقلت المعلمات ما بها من معلومات، وتحرر محضر بالواقعة، وجار التحقيق فيه بمعرفة الشئون القانونية، وفي نفس المدرسة قام أحد المسئولين بالتحرش بمعلمة لتحرر له بدورها محضر ضده حمل رقم 445 لسنة 2016، إدارى قسم ثانٍ المنصورة.

ومؤخرًا، ضبطت لجنة من مديرية التربية والتعليم منشطات جنسية داخل مكتب مدير مدرسة قرية ديرب الخضر التابعة للإدارة التعليمية ببنى عبيد، بعد قيام الأهالي بإرسال شكوى للمديرية من مدير المدرسة تتهمه بسوء الخلق، وعثرت اللجنة على مواد مخدرة بحوزته، وحبوبا جنسية و7 عقاقير من الترامادول، داخل الدولاب المتواجد في مكتبه.

ولم يخجل ثلاثة من طلاب الصف الثاني الثانوي بمدرسة أحمد حسن الزيات بمدينة طلخا من التحرش بمعلمة داخل الفصل، أثناء مراقبتها على لجان امتحانات النصف الأول من العام الدراسى الماضي، قبل أن تلقى قوات الأمن القبض عليهم.

وفى هذه الواقعة، قالت المعلمة: «كنت أراقب على لجنة كان ميعادها من الساعة 11 إلى الساعة 12 ظهرا داخل المدرسة في امتحانات نصف العام، وحاول بعض الطلبة الهجوم على اللجنة لإثارة الشغب، وبدأت في إخراجهم من اللجنة عن طريق غلق الباب، ولكن حدثت حالة من الهرج والمرج داخل الفصل، وفى ذلك الوقت لم يكن هناك مشرف للدور».

وأضافت: «وأثناء قيامى بجمع أوراق إجابة الامتحان، قام الطلاب بعمل دائرة، وأنا في النصف وقام أحد الطلاب بالتحرش بى بلمس أجزاء من جسمي، فأمسكت به وقمت بالاستغاثة.. على الفور أمسك أحد المعلمين بهذا الطالب بعد أن ضربنى زملاء له لأتركه، وتم القبض على 3 طلاب وتم نقلهم إلى مركز الشرطة».

مدرسة أحمد لطفي السيد الثانوية بنين بمدينة السنبلاوين، والتي تعرف بـ«مدرسة المشاغبين» شهدت دخول الطلاب في وصلة رقص جماعي داخل الفصل بملابسهم الداخلية، وتدخين السجائر داخل الفصل وتكسير المقاعد وخلع النوافذ، فضلًا عن ترديد أغاني المهرجانات الشعبية.

وأمام مشاهد الانحدار الأخلاقي وتزايد معدلات الغش بمدارس الشرقية يخشى أولياء أمور الطلاب ذهاب أبنائهم إلى كثير من تلك المدارس، خاصة بعد حالات التحرش التي تعرضت لها بعض الطالبات مؤخرًا من قبل المعلمين بل ومدراء المدرسة أنفسهم كما حدث في مركز منيا القمح، إضافة إلى استغلال بعض المعلمين تواجد الطالبات بمنازلهم لأخذ دروس خصوصية والتحرش بهن، ومن أشهر الإدارات التعليمية في ذلك «العاشر من رمضان، وصان الحجر».

الكارثة الأولى تمثلت في إقدام مدير مدرسة قرية الحواط الابتدائية بمنيا القمح على التحرش ومحاولة التعدي على طالبة بالصف الخامس الابتدائي، أثناء تواجدها في دورة المياه الخاصة بالبنات بالمدرسة، حيث دخل عليها المدير مُستغلًا عدم وجود أحد، وحاول التعدي عليها جنسيًا إلا أنها ظلت تصرخ فخشى أن يأتي أحد فتركها وخرج مسرعًا، إلا أن الفتاة ذهبت مسرعة إلى منزلها وأخبرت والدها بما حدث.

بدوره، حرر والد الطفلة محضر بمركز شرطة منيا القمح رقم 31/102 أحوال مركز منيا القمح، اتهم فيه مدير المدرسة بمحاولة التعدي على ابنته، وعندما علم أولياء أمور الطلاب بمدرسة الحواط تجمهروا أمام المدرسة، مطالبين بطرد هذا المدير، فيما أنكر المدير هذه الاتهامات.

بعد واقعة المدير المتحرش بأشهر قليلة، شهد مركز منيا القمح واقعة مماثلة بطلها مٌعلم أول بمدرسة الحرية بمدينة منيا القمح حين اعتدى جنسيًا على طفلة بالصف الثاني الابتدائي، وهتك عرضها داخل دورة مياه المدرسة عقب انتهاء اليوم الدراسي، حيث طلب منها الحضور إلى فناء المدرسة عقب انتهاء اليوم الدراسي، وبعد تأكده من ذهاب جميع زميلاتها أقدم على جريمته.

وعندما ذهبت الطفلة لمنزلها وهي تعاني من الألم، أخبرت والدتها بما حدث، فأصرت الأم على تحرير محضر ضد المعلم، والتوجه للمدرسة والتعدى بالضرب عليه، وساعدها في ذلك بعض أولياء الأمور وعائلتها.

مدينة صان الحجر بدورها شهدت أيضًا وقائع مشابهة حولت المدارس إلى مواقع سيئة السمعة، بعد أن تحول المعلمون إلى ذئاب بشرية، واستغل معلم يدعى «ماهر. أ. ل» تواجد إحدى الطالبات بالصف السادس الابتدائى بمنزله، لأخذ درس خاص مع زميلاتها وتحرش بها داخل منزله، وانتهى الأمر بتحرير محضر ضده، ومطالبة الأهالي بفصله من التدريس وإبعاده عن الطالبات.

ثم في قضية مماثلة اتهمت 4 طالبات بالصف الخامس الابتدائى بمدينة العاشر من رمضان، مدرس لغة عربية بالتحرش بهن بالمدرسة أكثر من مرة، ولم تكشف الطالبات عن عملية التحرش لخوفهن منه، ولكن عندما علم ولى أمر إحدى الطالبات احتشد أولياء أمور الطالبات الأخريات، وطالبوا بتحرير محاضر معه ضد المعلم، والمطالبة بإبعاده عن التدريس.

ولم تشهد مدارس العاشر من رمضان عمليات تحرش بالطالبات فقط بل عمليات فساد، حيث اكتشفت لجنة من وزارة التربية والتعليم اتباع مدرسة لبعض الأساليب الخفية التي تساعدها في ارتكاب المخالفات منها تزوير الشهادات.

ورصدت وزارة التربية والتعليم ارتكاب مسئولى المدرسة مخالفات تحويل 10 طلاب من مدارس لغات إلى الصف الثانى بالدبلومة الأمريكية بالمخالفة لقرار الترخيص الذي يلزم الطالب أن يدرس نفس النظام 3 سنوات، وإلحاق 3 طلاب سوريين بالصف الحادى عشر (الثانى الثانوى) دون المرور بالصف العاشر (الأول الثانوى )، وقامت الوزارة بسحب تراخيص القسم الأمريكى من المدرسة، ما دفع المواطنين للتشكيك في مصداقية المدرسة في التعليم، فيما قام رئيس مجلس إدارة المدرسة برفع قضايا ضد وزير التعليم، وتم فتح القسم مرة أخرى تحت إشراف كامل من الوزارة.

ومن جانبه، أكد محمد الشيمى وكيل مديرية التربية والتعليم بالشرقية أن وقائع التحرش بالطالبات من أهم الوقائع التي تمس العملية التعليمية ككل، مضيفًا: «لذلك نتعامل معها بكامل الجدية والحذر، وفور الإبلاغ عن أي حالة يتم تشكيل لجنة فور ورود البلاغ للتحقيق مع منع المعلم من التدريس للطلاب والطالبات، وإحالته للأعمال الإدارية وعقب انتهاء التحقيق إذا ثُبتت الواقعة، يتم فصله من عمله».

«الشيمي» أوضح أنه لم يتلق أي بلاغات منذ توليه منصبه سوى بلاغ إحدى الطالبات باتهام مدرس اللغة العربية بمدرسة إعدادية في القنايات بالتحرش بها أثناء تأدية الامتحان بمدرسة الإعدادية القديمة رقم 1، التابعة لإدارة غرب الزقازيق التعليمية، وعلى الفور انتقلت لجنة للتحقيق، وعقب التأكد من الواقعة تم خصم 15 يومًا من راتبه واستبعاده من التدريس.

ولا يختلف الأمر كثيرًا في البحيرة عن الدقهلية والشرقية، خصوصًا مع تحول مدارس بالمحافظة إلى مرتع للتحرش الجنسى ومركز للغش الجماعى وانتشار المخدرات والأسلحة البيضاء بين الطلاب، ضاربين بالتعليم عرض الحائط، مع غياب الرقابة المكثقة من إدارات التعليم بالمحافظة.

وتعرض العديد من أولياء الأمور لصدمة عندما فوجئوا بقيام والدة طالبة بمدرسة أحمد عرابى الابتدائية بدمنهور بتحرير المحضر رقم 17045 جنح دمنهور تتهم فيه عاملا بالمدرسة بالتحرش الجنسى بنجلتها الطفلة، ما دفع مديرية التربية والتعليم لإحالته للشئون القانونية للتحقيق معه في الاتهام الموجه إليه، وبالعرض على النيابة قررت تحويل التلميذة إلى الطب الشرعى للتحقق من صحة الاتهام.

قطار التحرش لم يقف عند محطة المدارس فحسب بل انتقل إلى منازل المعلمين، عندما أقدم مدرس كيمياء «محمود. أ. س - 36 عامًا - بمدرسة فؤاد عويس الثانوية للبنات تابعة للإدارة التعليمية بأبو المطامير» على تصوير 9 طالبات بالثانوية العامة بنفس المدرسة في وضع مخل أثناء ذهابهن لمنزله لأخذ درس خصوصي، ثم هددهن بالصور التي طبعها على «سى دى» حتى يجبرهن على ممارسة الرذيلة معه.

وازداد الأمر سوءا عندما انتقلت عدوى التحرش إلى الطلاب، وشهدت مدرسة الصباح الإعدادية التابعة للإدارة التعليمية بأبو المطامير واقعة تحرش طالب بمدرسة لغة إنجليزية، مما دفع المعلمة لتحرير محضر ضد الطالب وإلقاء القبض عليه، حيث أكد المعلم إيهاب سرحان زميلها بالمدرسة قيام الطالب بـ«حضن» المعلمة داخل المدرسة، أمام بعض الطلاب أثناء اليوم الدراسي.

كما تنتشر عمليات الغش الجماعى في الامتحانات بعدة مدارس، ومنها مدرسة كوم صوان الابتدائية التابعة للإدارة التعليمية بأبو حمص التي لوحظ بها حالات غش جماعى خلال أحد امتحانات النقل، بعد أن قامت إحدى المراقبات بلجنة رقم 2 لأداء امتحان الصفين الرابع والخامس الابتدائى بكتابة أجوبة الامتحان على «السبورة»، وعلى إثر ذلك حرر أحد المراقبين مذكرة بالواقعة المخالفة للقانون.

وتحولت مدارس بالبحيرة إلى مرتع للبلطجة بين الطلاب، وحملهم الأسلحة البيضاء، وزاد الأمر سوءً داخل مدرسة الأبعادية الابتدائية التابعة للإدارة التعليمية بمركز دمنهور مع تداول مواد مخدرة بين التلاميذ.

وهنا شهدت مدرسة صلاح الدين الابتدائية تعرض أحد المعلمين للإهانة بعد إحضار طالب أخوته للاعتداء على اثنين من المعلمين بالسنج والأسلحة البيضاء، وإطلاق كلب عليهما، لأحد المعلمين «عاقب زميل الطالب»، فتم تحرير محضر وكتابة تقرير طبى بالإصابات وإحالة المحضر للنيابة العامة للتحقيق.

واستمرارا للبلطجة بين الطلاب، شهدت مدرسة دمنهور الثانوية الميكانيكية إطلاق للنار أسفر عن إصابة 16 طالبًا بطلقات خرطوش بالجسم أثناء تواجدهم أمام المدرسة، إثر محاولة الطالب «حسام. م. ج» الانتقام من زميله «محمد. ح. ر»، فأطلق ومجموعة من البلطجية النيران على المدرسة من الجانب الخلفي، مما تسبب في إثارة الذعر بين التلاميذ وسقوط مصابين بينهم تم نقلهم إلى مستشفى دمنهور العام لتلقى العلاج اللازم.

وفى كارثة أخرى بنفس المدرسة، أقدم طالب يدعى «محمد. ص - 16 عامًا» على إحضار أقاربه لاقتحام المدرسة بعد اعتداء معلم عليه بالضرب، وبالفعل تم الاعتداء على المعلمين وأمين مخازن ووقوع إصابات بينهم، الأمر الذي دعا بعض المعلمين إلى الدخول في اعتصام مفتوح بمقر المدرسة تضامنًا مع زملائهم والمطالبة باسترداد كرامتهم.
الجريدة الرسمية