ضحايا مركب رشيد لـ«الحكومة»: كل الحكاية إنها ضاقت بنا «تقرير مصور»
إهداء إلى شهداء مصر الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطئ إيطاليا وتركيا واليونان، كان ذلك ما كتبه الشاعر الكبير فاروق جويدة عن الشباب الذين هاجروا بطرق غير شرعية فكان مصيرهم الموت.
بعد أكثر من ثماني سنوات تعود ظاهرة الهجرة غير شرعية لتبتلع الأمواج أكثر من 70 شخصًا من أهالي مدينة رشيد بعد غرق أحد مراكب الهجرة غير الشرعية بالأمس ليكون كلام فاروق جويدة صالحًا لكل عصر.
كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟
أين النخيل وأين دفء الوادي!
شيء تكسر في عيوني
ضاق الزمان بثورتي وعنادي
أحببتها حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغد للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذبًا
وصراخ أرض في لظي استعباد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الأجساد في الأجساد
هذا قميصي في وجه بٌنيتي
ودعاء أمي، كيس ملح زاد
ردي إلى أمي القميص
فقد رأت ما لم تر في بعادي
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكي والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربًا
وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وراءها
ومضي وراء المال والأمجاد
كل الحكاية إنها ضاقت بنا
واستسلمت للص والقواد
وصرخت والكلمات تخرج من فمي
هذه بلاد لم تعد كبلادي
