رئيس التحرير
عصام كامل

سياحة مدير البحر!


لم تكن السياحة الداخلية قط ترفًا مضافًا إلى المعادلة السياحية، بل هي مكون أصيل وصمام أمان لأى مقصد سياحى لا غنى عنه، ما نراه جميعًا من "كوميكسات" وتعليقات غير لائقة عبر مواقع التواصل الاجتماعى في صورة مدير البحر وسكرتيرة البحر وفى توجيه سهام النقد والتوبيخ لرواد السياحة الداخلية أمر غير مقبول.


نعى تمامًا أنه قبل عام 2011 لم تكن السياحة الداخلية موجهة إلى شرم الشيخ والغردقة، حيث كانت السنوات الذهبية للسياحة المصرية الوافدة من الخارج وكانت الأسعار بالفعل مرتفعة للسواد الأعظم من الأسر المصرية، وبحلول ثورات الربيع العربى في المنطقة وثورة يناير في مصر تعرضت السياحة لأزمة حقيقية مازالت تعيش تداعياتها حتى الآن، ومن ثم ظهرت الحاجة الحقيقية للبحث عن البدائل والتي كان من ضمنها تحفيز السياحة الداخلية.

ومع بدء تدفق السياحة الداخلية إلى شرم الشيخ والغردقة ومنتجعاتنا السياحية ظهرت الحاجة الحقيقة لضرورة رفع الوعى السياحى خاصة فيما يتعلق بزى البحر وتناول الوجبات من "البوفيه" المفتوح والذي بالفعل يتم التعامل معه من بعض المصريين بسلوكيات غير مقبولة، ولكن بدلا من التوبيخ ونشر الصور عبر الفيس من قبيل التهكم يمكن أن يتم توجيه هؤلاء من خلال شراكة حقيقية بين مؤسسات المجتمع المدنى ووزارات السياحة والإعلام والثقافة والتعليم والأوقاف والغرف السياحية لرفع الوعى السياحة وليس فقط من خلال وزارة السياحة بمفردها.

نعم بعض الفنادق علقت ملصقات وتنويهات داخل ردهاتها ومطاعمها للتوعية بأهمية الحفاظ على الأطعمة وتفادى الإسراف غير المبرر وقد كانت هذه الفنادق محقة في ذلك مع ارتفاع معدل الفاقد في الأغذية والمشروبات.

أؤكد أن السياحة الداخلية مهمة جدًا بالنسبة لمقصدنا السياحى وليست بديلا عن السياحة الوافدة، بل إن بعض الدول تضيف السياحة الداخلية ضمن إحصائياتها السياحية، لذا فإن تنشيط السياحة الداخلية ضرورة ، خاصة في أوقات الأزمات، بل إن بعض الفنادق بالفعل كانت مهددة بالغلق إلا أن وجود السياحة الداخلية أنقذ الموقف.

انظروا إلى المسئولية المجتمعية للفنادق والعاملين بها ،فوجود السياحة الداخلية يسهم بشكل كبير في احتفاظ الفنادق بالعمالة، فغلق فندق كفيل بتسريح وتشريد مئات من العاملين فيه.

فلنتخلى عن النقد الهادم لرواد السياحة الداخلية، وعلى الجميع التكاتف من أجل برنامج قوى للوعى السياحى يتم تنفيذه على أرض الواقع، ولنعلم جميعًا أن الوعى السياحى أحد جناحى التطوير لأى مقصد سياحى، بالإضافة إلى الترويج السياحى.
الجريدة الرسمية