رئيس التحرير
عصام كامل

داعش والخطة البديلة! (1)


في خلال إحدى زيارته الناجحة إلى عاصمة من عواصم دول الاتحاد الأوروبي، ومنذ عدة أشهر، سأل أحد الصحفيين الأوروبيين–والذي يعمل أغلبهم إن لم يكن كلهم لصالح أجهزة استخبارات بلادهم- فضيلة مفتي الجمهورية الدكتور "شوقي علام"، سؤالًا مُغْرِضًا! مفاده: لماذا يُفْرِزُ الإسلامُ الإرهابَ والإرهابيين كالقاعدة وداعش وغيرهما – ولم يذكر الإخوان بطبيعة الحال!- في حين لا يُنتج غيره إرهابًا ؟!


والذي يعنيني هنا ليس هو إجابة المفتي المفحمة– بلا شكٍ- وليس أيضًا الغرض الدنيء الواضح من سؤال الصحفي، ولكن الذي يهمني هنا الآن هو طرح الجانب الآخر من العملة، لأقول وبمنتهى الوضوح والقوة، وضوح وقوة من لا يحمل على رأسه أيَّ بطحة:

إن القاعدة وما نتج عنها ومن قبلها الإخوان وما تفرع منها وكل من على شاكلتهم ليسوا إفرازًا إسلاميًا بالأساس ولا علاقة لهم بحضارة المسلمين من قريبٍ أو بعيدٍ، وإنما هي إفرازات غربية بامتياز، نتجت عن خروقات واختراقات غربية للمجتمعات العربية والإسلامية، عن طريق مراكز الأبحاث والتي تمثل التطور الدراماتيكي المعاصر لمراكز الاستشراق القديمة، والتي لا تملُّ ولا تكلُّ من العمل ليلًا ونهارًا على دراسة الإسلام والمسلمين، من أجل إيجاد نقاط الضعف في المسلمين ومجتمعاتهم والتي يمكن الاختراق من خلالها.

وهذه الطريقة في اختراق المسلمين من أجل ضرب دينهم وثقافتهم ومعتقداتهم وعاداتهم وقيمهم وحضارتهم من الداخل وإن كانت استخدمت مع الإخوان والقاعدة وداعش وغيرهم إلا أنهم –و بلا شكٍ- أقدم منهم بكثير.

والذي يعنيننا هنا هو بيان هذه الطريقة الخبيثة في إنتاج هذه المجموعات الإرهابية ومن ثم إلصاق إجرامها وإرهابها بالإسلام، لتصبح نتيجة المعادلة في النهاية أن: الإسلام يساوي الإرهاب !

الذي يعنيننا هنا أيضًا هو التنبيه على أن ما تقوم به تلك المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا ما هو إلا تنفيذ لخطة صهيونية قديمة قدمها "ريتشارد بيرل" لرئيس وزراء الكيان الصهيوني في العام 1996 م لتدمير سوريا عبر تدمير العراق، فما يحدث الآن في سوريا والعراق هو تنفيذ المشروع الصهيوني المؤجل منذ ما يقارب عشرين سنة.

وما يعنيننا هنا ثالثًا هو التنبيه على أن ما تحاول القيام به داعش من اقتحام حدود المملكة العربية السعودية والتمدد إلى ليبيا ليس إلا سعي للحصول على الجائزة الكبرى "مصر" في إطار المشروع الصهيوني المسمى بـــ "الشرق الأوسط الجديد" والذي يقوم على أساس "بلقنة المشرق العربي" وتحويله إلى فسيفساءات صغيرة متناحرة فيما بينها على السلطة والحدود والثروة، وهذا المشروع الخبيث تلعب فيه داعش دور مخلب القط والذي ينحصر دوره فقط في تنفيذ ما يخطط له وبكل دقة.

ولكن الحقيقة أنه لم يكن مخططًا منذ اللحظة الأولى لهذا التنظيم الإرهابي في العراق والشام أن يلعب هو هذا الدور ولكن كانت تلعبه الجماعة الأم للإرهاب والخيانة في مصر وباقي دول العرب والمسلمين، حتى جاءت صحوة المصريين التي أفشلت الخطة وغيرت العالم وقلبت السحر على الساحر، فلجأت قوى الشر إلى استحضار الخطة "ب" أو الخطة البديلة..داعش.
وهو ما سنكشفه–إن شاء الله- في المقال القادم.
الجريدة الرسمية