رئيس التحرير
عصام كامل

حَبيبتى أنْتِ.. وبَغيْر ( الحُبّ ) مَا أنْتِ..!

فيتو

سيّدتى..
بِربّك لا تجرّدى ( هي ) من سَتر ثوبَها.. وتمزّقى ( جِينز ) يَحلم بلفّ.. وتعطّر أريج روحها يوم زَفّها..!
مَهما غلبك الشجن.. والتحفك فيْض أسى.. مَرار مِلح شَكّ.. وضباب رؤى..؟

ومَهما أعيْاها حّرار.. ومَسّها سخونة لهيب قيْظ.. فلازِلنا نَسكر بلعْقِ عَرقها.. ونترنّح على نزّ جِلدها..!

وفى ( فوضَاها.. وأشلاءها المِتوسّدة جِراحها..) نَعتلى خشبة مَسرح رواحها ومَجيئها المُشيّد بأرواحنا.. ونَعش عَبث الدراما في وّله.. ( ألبير كامى ).. وفوضى ( البرت مورافيا ).. ونشوة حِكمة ( شيكسبر ).. ورؤايْات حَواديت ( نَجيب مَحفوظ ).. والحُبّ الوحيد المحروم مِنه حَيْاة ( عباس العقاد )..

نلهو رَغبة طفل.. دون مُبرّر غَيْر المُتعة..!
حِلمُ.. حِلمٌ سَيّدتى.. يخاصر ( أهداب النجوم ) رَقصة فالس حُبّ.. أنا.. أنا و( هي ) على مَحطات المِترو..!

سيّدتى..
في شوق وتشوّق تهرول الروح فجرًا.. عصفور عَاشق.. لا يَخلف مِوعده أبدًا والتغريد.. صَباح كُلّ جمعة.. أطلال عَشقٍ قديم..!

لكنك ( كمّمت بالعِطر أنامل الصباح..! ) فلم يدغدغ الناى.. غيْر هزّ نوح.. ونفخ عَثرات بُوح.. ففاح قسرًا روعة جبر.. ومن شدّة الجَوى يتردّد صداه صراخ وعويل.. و.. وصيْاح..!

وما أقسى وَجع ( قبلة النور ).. من العِشق يَنزفها جرح عصفور.. عَزف مَاندولين عَاشق.. يرفض بإباء أن يتنازل عن الناى ببندقيّة قنّاص لحم.. ويستبدل ترنيماته برصاص قتل.. حتى ولو حصد الّلذّة..؟
ولابد أن يَعزفها عن عَمد.. يوم اغتصب العِشق قلبه.. وانفجر الدمّ.. بَكارة شرايينه وأوردته.. يَجرى مُنتحرًا في شرود بَتول.. تنتظر ألف ألف عَام.. لتُهدى عُذريتها لأوحد حُبّها..!
ويَحتلّ وجودك عِشّه.. فيروح يَعزفها.. يترنّمها شغف حَنين.. وتَهيْب جَارف في بُعاد يَلوح..!
ويَخشى أن تنتهى فيبتعد.. و( يبتعد )..
ولكن لايستطيع.. يَعجز.. لأنها حِلمه.. بداخله يحمله بِدايْة حيْاة..!
سَيّدتى..
لن تسّاقط أوراق الوَحشة.. لن تتناثر ( أسرار القمر ) هَباءً.. وستظلّ نقشًا عِلى ( خاصرة الدّهر ).. أثر حُبّ خالد.. مُنتهى عِشق في الله يدوم أبدًا.. أبد..!
،،،،،
آه سَيّدتى..
بربّك خبّرينى.. مَن أنتِ..؟
مَن أنتِ.. ويا لأ نتِ..؟
يا لأ نتِ..!
سيّدتى..
حَبيبتى..
لم يَعدّ يهمّ أن تحبّينى كما أحبّك..!
احتلنى اغتصابك روحى.. وانتهى الأمر..!
فما جَدوى حُريّتى في بُعدك..؟
ما جَدوى حُريّتى في هَجرك..؟
ماجَدوى حُريّتى في فراقك وقد..
قد أدمنتك..؟
لم يَعد يَهُمّ..
لم يَعد يَهُمّ من أنتِ..؟
ويا لى مِن أنْتِ.. مِن أنْتِ..؟
ربّما لو أقلّ أحببتك.. لأحببتنى أكثر..
وغَدوت رَجُلك..؟
ربّما..؟
،،،،،
سيّدتى..
حَبيبتى..
يسألنى الشيْخ الطيّب المذكور في كُلّ الأشعار والأوراد والأسفار:
ـ لم يَحبْبُها مِثلكَ قبلك..!
لمَ كُلّ ذاك ( الحُبّ ) في عِشقك..؟
شَيْخى الطيّب:
ـ على يقين إنّى في الله أحيْاها..
أحيْاها قصّة حُبّ..
لا أعرف كيْف تسلّلت جذرا..!
ولمّا تنامى ( عِشق روحى ) عَمدا
وما التمست الرَبّ عُذرا..!
وما في روحى لغيْر خالقها أمرا..!
كم في هَواها.. تشبّعتْ بها ثمرا..
نبتًا ليْس له أصلا..!
لا قلبًا.. ولا عَقلا.. ولا جَسدا..
في حضورها تَغوينى ( الرِقّة ) خَضّا..
ومن الجَنّة يُسكرنى ( رُقيّها ) لبنًا.. لبنا..!
،،،،
حَبيبتى..
لم يَعد يَهمَنى..
كما أحبّك تحبّيننى.. أقلّ أو أكثر..؟
ولا حَاجتى لوعدٍ.. في حُبّ.. ربّما..
ربّما يَأتى بَعدا..!
فإنّى في الله بُحبّك أحيْا..!
وفى الله صِرتُ والعشق مُنتهيْا..!
مُنتهيْا..!
حُبًّا يَرحل..
مَا جَدوى..؟
ما جَدوى أن أحتوى جَسدا
و(عِشق روحى ) لا يَبْقَى..!
وأنتِ..
أنتِ بغيْر الحُبّ ما..
ما أنتِ..!
أنتِ بغيْر الحُبّ ما..
ما أرضى..!
*****
* ما بين الأقواس من إبداع الشاعرة العراقية فاطمة الزبيدي في قصيدتها الرائعة ( حفيفٌ...ذاتَ صباحٍ )

إهداء
فترة طويلة ما بيْنهما غَيْر أحرف.. اليوم فقط يَراها.. وهى تخرج من باب العمل برفقة صديقتها.. لم يَجد غيْر أن يَكتب لها.. من يَدرى ربّما تدرك مَالها.. يتماسّ عِشقها في روحه وشفيف حِسّ جلدها.. ويتسلّل ( عشق روحه ) في زفيرها وشهيقها.. فتدرك إلى أي مَدى ( هي ) في كيْانه.. كُلّها الذي لايَسمح بأن تهبه.. ماعاد لها حريّة مَنحها لغيره.. غشيْها في الله عِشقًا.. لم يَتعرّ جزء منها خارج روحه.. !
فتسكن روحها.. وبرضى الربّ يلبىّ نداءات الالتيْاع الآلهى نَحوها..؟
من يَدرى.. ربّما يومًا ما.. ربّما يومًا ما تدرى..
تدرى.. كم هو كان ول ايزل في الله يُحبّها..!
الجريدة الرسمية