رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية الوزير الشاب والداهية الإخواني!


كنت قد كتبت مقالًا منذ ما يزيد على العامين حمل عنوان "وزير الشباب الراعي الرسمي للإرهاب في مصر!"، تعجبتُ من خلاله من تلك العلاقة المريبة التي تجمع بين معالي وزير الشباب: "خالد عبد العزيز" والإخواني المستتر: "عمرو خالد"! والتي جعلت الوزير يُسخِّر كل إمكانات الوزارة لصالح هذا الإخواني، وذكرتُ في ثنايا المقال شيئًا من المصائب التي أعرفها عن هذا الإخواني الغامض: "عمرو خالد" !


ومضت أيام وشهور، ونسيت أنا المقال وموضوعه، والذي كان سبب كتابته بالأساس هو: جمع الوزير جمعًا كبيرًا وعددًا غير قليلٍ من الشباب المصري من كل صوب وحدب ومن جهات مصر الأربع، مستغلًا الوزارة (التي عينه فيها الدكتور "حازم الببلاوي")، لهذا الداهية الإخواني "عمرو خالد" لكي يتناوب عليهم بمجموعات متتالية من المحاضرات، والتي كان عنوانها المعلن هو السعي لتغيير ثقافة الشباب المصري !

وأظنني لست بحاجة البتة لكي أبين إلى أي نوع من الثقافة سوف يحاول "عمرو خالد" بثها ونشرها في عقول وقلوب الشباب المصري، بعد أن اعترف هو بلسانه، من أنه كان يجند الشباب من أجل السفر إلى ليبيا للجهاد! تحت راية حلف الناتو !

كتبتُ ما كتبت حينها ثم مرت أيامٌ وشهور، فنسيت معها المقال ونسيت ما كان يحتويه، حتى فوجئت بأن الأمر ما يزال حاله ولا يزال الوزير الشاب على عهده في تسخير كل إمكانات الوزارة التي يرأسها لصالح ذلك الإخواني المستتر، كي يتغلغل داخل الدولة المصرية، مخترقًا هو والتيار الإرهابي الذي ينتمي إليه كل مؤسسات الدولة، بل يسعى لعودته مرة أخرى إلى حكم مصر، بعد أن نبذته الدولة المصرية ممثلة في الشعب وأجهزة الدولة !

ولعل تلك الحملة التي أُطلقت تحت رعاية الوزير الشاب "خالد عبد العزيز"! شخصيًا، والتي سخّر فيها الوزير كعادته القديمة كل إمكانات الوزارة للإخواني "عمرو خالد" وسماها "أخلاقنا" ! أكبر دليل على صدق ما أقوله من وجود علاقة مريبة بين الوزير الشاب! والداهية الإخواني الخبيث!

والحقيقة أنني لا أدري على من يعود الضمير في "أخلاقنا" ؟

وأيُّ بضاعة يملكها كي يعلمها الشباب، وأيُّ أخلاق تلك التي يسعى "عمرو خالد" أن يبثها في عقول وقلوب الشباب المصري ؟!

لست أظن إلا أن الإجابة الوحيدة هي أن ذلك الإخواني المستتر يسعى إلى بث إخوانيته الخبيثة في عقول وقلوب الشباب المصري، مستغلًا الوزارة التي سخرها له الوزير!

بل إن أغلب الظن أن تلك الحملة (أخلاقنا) بجميع ما ومن يشارك فيها والتي هي تحت رعاية الوزير نفسه، وبمشاركة فعالة من هذا الإخواني ليست إلا غطاءً لإعادة إحياء "عمرو خالد" مرة أخرى، وتنشيطه إعلاميًا، وسياسيًا، بعد أن أهال المصريون عليه وعلى جماعته التراب !

وإلا فلماذا يصر الوزير على تسخير إمكانات الوزارة لهذا الشخص بالذات مرة بعد الأخرى ؟!

هل يجتهد معالي الوزير في رد الجميل لرئيس الحزب الذي كان سيادته عضوًا بارزًا، بل قياديًا كبيرًا فيه، والذي أسسه "عمرو خالد" في العام 2011م، ثم حلًّه بعد يونيو 2013 م، وذلك لما كشف المصريون حقيقته وحقيقة الجماعة الإرهابية التي كان ولا يزال ينتمي إليها ؟!

أم أن الوزير وقيادات وزارته لا يعتبرون الإخوان والمنتمين لها إرهابيين وخونة ؟!

فإن كان الأمر كذلك، فهو والله أمرٌ جللٌ وخطيرٌ إلى أبعد الحدود !

أما إن كان معالي الوزير لا يعتبر "عمرو خالد" إخوانيًا من الأساس؟

فإن كان كذلك فالمصيبة أعظمُ!

ويزيد الطين بلة كون سيادته مسئولًا بالدولة وكان يمكن –وبمنتهى السهولة- أن يتحرى رأي أي جهاز أمني ليخبره عين الحق وكبد الحقيقة !

وعلى كلٍّ، فليسمح لنا سعادة وزير الشباب والرياضة في مصر، والراعي الرسمي "لعمرو خالد" في مصر أيضًا!، ليسمح لي سيادته أن أعيد على ناظري سيادته عدة أسئلة كنت قد سألته إياها منذ ما يزيد على عامين، ولم أسمع منه حينها جوابًا وتمنيت -وما زلت إلى الآن أتمنى- أن يتواضع سعادته –كما يتواضع الكبار دائمًا- ويجيب عنها، إن كان يملك جوابًا من الأساس!

وإلا فقد أقام الحجة على نفسه، وعليه أن يتبرأ أمام الله وأمام المصريين وأمام رئيسهم من هذا الإخواني الخبيث والذي يصر سيادته أن يبدو الأمر وكأن: "خالد عبد العزيز" هو الراعي الرسمي لــ "عمرو خالد" في مصر !

أما الأسئلة فهي على النحو التالي:
يا سيادة الوزير هل تظن أن "عمرو خالد" والذي تربى منذ نعومة أظفاره على مبادئ جماعة الإخوان الإرهابية، وأقسم على الولاء لها وعدم خيانتها أو العمل لغيرها، قد تخلى بالفعل عن الجماعة وبهذه البساطة ؟!

سيادة الوزير: هل تعلم لماذا ترك من ترعاه شخصيًا العمل الدعوي إلى العمل السياسي في أعقاب يناير 2011 م وأنشأ حزبًا سياسيًا واستمر عمله حتى قدم استقالته من الحزب واعتزل السياسة اعتراضًا على عزل مرسي في 3 يوليو بانقلاب عسكري، على حسب زعمه؟!!

سيادة الوزير الراعي الرسمي لـــ "عمرو خالد": هلّا تفضلت فأخبرتنا عن علاقة "عمرو خالد" المشبوهة ومنظمته المريبة "صناع الحياة" من جهة ومنظمات المجتمع المدني الأوروبية والأمريكية من جهة أخرى وما هي قنوات الاتصال بينهم ؟

سيادة الوزير هل لك أن تخبرنا ما هي علاقة من تستضيفه وترعاه شخصيًا وتسخر له إمكانيات الدولة التي تؤتمن عليها وتجمع له الشباب ليخرب عقولهم وقلوبهم، بالمشروع الأمريكي لإنشاء إسلامٍ أمريكي مدجّن على الطريقة الأمريكية، لا يتعارض والمصالح الأمريكية والإسرائيلية، وإنشاء "جيل جديد من الشباب المصري والعربي والمسلم لا يكره أمريكا وإسرائيل" ويعمل على تغيير الثقافة العربية والإسلامية تجاه إسرائيل بحيث تتقبل الشعوب وجودها بزعم التعايش ويكون هذا الإسلام الأمريكي تحت السيطرة الأمريكية بل الإسرائيلية ؟

سيادة الوزير الذي تسلّم الشباب المصري غنيمة باردة للإرهاب والإرهابي "عمرو خالد" هل لك أن تخبرنا عن علاقة من ترعاه شخصيًا باليهودية "سامنتا شابيرو" والتي كانت تعتبره طبعةً جديدةً من الإسلام تخدم المصالح الأمريكية وترشحه لرئاسة مصر منذ عام 2006 م ؟

سيادة الوزير هل لك أن تخبرنا عن رأيك الشخصي في قول من تستضيفه وترعاه شخصيًا بأن المسجد الأقصى بُني فوق بيتٍ ليهودي، وهو ما يعني أن لليهود الحق في أرض المسجد الأقصى ويعطيهم المبرر بهدمه ؟

هل لك سيادة الوزير أن تخبرنا عن رأيك في حضور من ترعاه شخصيًا للاحتفال السنوي بعيد استقلال أمريكا في السفارة الأمريكية؟

هل لك سيادة الوزير أن تمدنا بمعلوماتك عن خطة وزارة الخارجية البريطانية للشرق الأوسط الموسومة بــ "عملية المسابقة" والذي يعد من ترعاه شخصيًا أحد أعمدة هذه الخطة ؟ !

هل لك معالي الوزير أن تخبرنا عن علاقة من ترعاه شخصيًا باليهودي "يعقوب شيميل" المسئول عن مؤسسة "يعقوب شيميل" لتنمية قيم العائلة والتي تمول منظمات المجتمع المدني، وكذلك مؤسسة الطريق المتحد ومقرها إسرائيل؟!!

سيادةَ الوزير:
هذا غيضٌ من فيضٍ أرجو من سيادتكم التواضع والإجابة عنها، إن كنت تملك جوابًا، وإن كنت أشك في ذلك، كما أرجـو من سيادتكـم أن تفسر لنا تلك العلاقة المريبة بينك وبين ذلك الذئب الإخواني الخبيث "عمرو خالد"، والتي تجعلك تسخر له إمكانات الدولة بأكملها وتنسق بين الوزارات لخاطر عيونه!
الجريدة الرسمية