رئيس التحرير
عصام كامل

مظاهر احتفالات المصريين بالأعياد فرعونية الأصل «تقرير»

فيتو

بدأت مظاهر الاحتفال بالأعياد منذ عهد الفراعنة وهو ما أكدته العديد من البرديات والرسومات على جدران معابدهم والتي تعكس اهتمام المصريين القدماء بعمل كعك العيد والذهاب إلى الكوافير والتزين للعيد وارتداء الملابس الجديدة.

وأعدت الدكتورة مني صبح خبيرة التربية المتحفية بوزارة الآثار دراسة مقارنة بين مظاهر الاحتفال بالأعياد بداية من العصر الفرعوني إلى وقتنا الحالي، من حيث ارتداء الملابس الجديدة وتقديم المأكولات وزيارة المقابر وتقديم القرص (الرحمة) أو الفطير والفاكهة، ووضع الورود وسعف النخيل على المقابر، مؤكدة أنه لم تختلف طريقتنا بالاحتفال بالأعياد عن العصر الفرعوني، حيث يبدأ الاحتفال بارتداء الملابس الجديدة وزيارة المقابر وتوزيع الكعك، والاختلاف أن الفراعنة كانوا يذبحوا قرابين للإله ثم يوزعونها على الفقراء، والبعض منها يقدم إلى الكهنة لتوزيعها أيضا.

وقالت الدراسة: "كان سعف النخيل من النباتات المميزة للأعياد خاصة في أعياد رأس السنة، حيث كان سعف النخيل الأخضر يرمز إلى بداية العام لكونه يعبر عن الحياة المتجددة، كما أنه يخرج من قلب الشجرة فكانوا يتبركون به ويصنعون ضفائر الزينة ويعلقونها على أبواب المنازل، ويوزعون ثماره الجافة كصدقة على أرواح موتاهم، وما زالت تلك العادات القديمة من موروثنا حتى وقتنا الحالي عند زيارة القبور.

ومن حيث الخروج للمتنزهات والنيل واللعب في الحدائق في الأعياد، أشارت الدراسة إلى أن المصريين القدماء تركوا لنا كثيرا من النصوص التاريخية التي تدل على أهمية نهر النيل في حياتهم، وعندما تأتي الأعياد يذهبون للتنزه في قارب في النيل أو لعب الأطفال على ضفافه وحدائقه، ومازالت هذه العادات باقية في وقتنا الحالي.

أما عن أصل الكعك والغريبة والبسكويت عبر الأزمنة المصرية، أشارت الدراسة إلى وجود آثار دالة على صنع الكعك في بعض المتاحف؛ حيث إن عادة صنع الكعك لم تختلف في مصر لأنها من أقدم العادات والتقاليد التي ظهرت في العصر الفرعوني، خاصة مع الاحتفال بالأعياد ومنها عيد رأس السنة والنسئ الخمس، وكانت طريقة احتفال المصريين القدماء به تبدأ بعمل الكعك وكلمة "كعك" مصرية قديمة ومنها جاءت كلمة "كعك " العربية وCake الإنجليزية.

وتابعت: "كانت النساء في مصر القديمة يصنعن الكعك ويقمن بإهدائه إلى المعابد، وسجلت هذه النقوش على مقبرة الوزير رخميرع في الأقصر خلال الأسرة الثامنة عشر، والتي تشرح نموذجا جميلا لصناعة الكعك، حيث كانت النساء يقمن بخلط عسل النحل الصافي مع السمن، ثم يضاف إليه بعض الدقيق ويقلب على النار حتى يتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها بأي شكل، ثم بعد ذلك يحشينه بالعجوة وبعد الانتهاء يتم تزيينه بالفواكه، كما كانت النساء تصنع الكعك على هيئة قرص الشمس الإله “أموون رع” أحد الآلهة الفرعونية القديمة، وهو الشكل الذي استمر في العصور الحديثة حيث ما زالت السيدات يقمن بنقش الكعك على شكل قرص الشمس".

وأضافت: أما في العصر الإسلامي، ذكر عن أبي بكر محمد بن على المادرائي وزير الدولة الإخشيدية أنه عمل كعكًا حشاه بالدنانير الذهبية، وازدهرت صناعة الكعك في عصر الدولة الفاطمية وأصبح هناك دار لصناعة الكعك وتوزيعه على الفقراء بمناسبة عيد الفطر، ومتحف الفن الإسلامي به العديد من قوالب الكعك المحفوظة لديه.

أما من حيث ذهاب الفتيات لتصفيف شعرهن لدى الكوافيرات فإنها عادة فرعونية لم تتغير مطلقا حيث إن مهنة مصففة الشعر أو الكوافيرة ليست حديثة العهد كما يعتقد البعض، فقد عرفتها مصر الفرعونية تحت اسـم "ناشت"، وكانت تقوم بتنظيف الشعر وتسريحه، وابتكار قصات وتسريحات جديدة. 
وكشفت الدكتورة مني صبح، وجود الأرجوحة ولعب الأطفال ( حارة العيد ) من ضمن مظاهر الاحتفال بالأعياد أيضا وذلك من خلال ما تركه الأجداد في الآثار التي تدل على ذلك، حيث كشفت لنا آثار الفراعنة عن لعب الأطفال الفخارية وبداخلها معدن يصدر صوتا، وكانت على شكل الحيوانات والطيور والتماسيح للبنين والدمي للبنات وما زالت ألعاب الأطفال تصنع على هذا الشكل لأن الأطفال مولوعون بها، وقد وجد ذلك في مقبرة (الوزير الحكيم) بتاح حتب من الأسرة الخامسة (نحو 2494 - 2345 قبل الميلاد).
الجريدة الرسمية