رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمد متولي الشعراوي.. «مجدد القرن الـ20» (بروفايل)

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

في مثل هذا اليوم من عام 1998، رحل عن عالمنا الشيخ محمد متولى الشعراوى، وزير الأوقاف السابق، مجدد الأمة، إمام الدعاة كما اشتهر عن عمر يناهز الـ (87) عامًا ودفن بقريته دقادوس بمحافظة الدقهلية بعد رحلة حافلة بالعطاء في الدعوة إلى الدين الإسلامي.


مولده
ولد الإمام محمد متولي الشعراوي، في 1911 في أسرة بسيطة تقطن في قرية دقادوس مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، وعندما بلغ الحادي عشر أتم حفظ القرآن وبعد تخرجه من المعهد الثانوي الأزهري التحق بكلية اللغة العربية عام 1937.

حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه الأول في معهد الزقازيق الديني بمحافظة الشرقية - ثم التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، وحصل على الشهادة الإجازة العالية عام (1360هـ الموافق 1941م)، كما حصل على إجازة التدريس عام (1361هـ الموافق 1942م).


الوظائف ومناصب:
- عين مدرسًا بمعهد طنطا الأزهري وعمل به، ثم نقل إلى معهد الإسكندرية، ثم معهد الزقازيق.
- أعير للعمل بالسعودية سنة 1950م. وعمل مدرسًا بكلية الشريعة، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.
- عين وكيلًا لمعهد طنطا الأزهري سنة 1960م.
- عين مديرًا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961م.
- عين مفتشًا للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962م.
- عين مديرًا لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون 1964م.
- عين رئيسًا لبعثة الأزهر في الجزائر 1966م.
- عين أستاذًا زائرًا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة 1970م.
- عين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972م.
- عين وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م.
- عين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية 1980م.
- اختير عضوًا بمجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م.
- عرضت عليه مشيخة الأزهر وكذا منصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية.

الجوائز التي حصل عليها:
- منح وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السادات لمناسبة بلوغه سن التقاعد وتفرغه للدعوة الإسلامية، وكان ذلك في أغسطس 1976م.
- رشح لنيل جائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الدعوة الإسلامية في يوليو 1983م.
- حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1988م.
- حصل على جائزة دبي الدولية لخدمة القرآن الكريم عام 1997م.
- حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية
- اختير الشخصية الإسلامية للعام الهجري (1419هـ الموافق 1998م).
- منحه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية وسام زايد من الدرجة الأولى تقديرًا لجهوده الخيرية في خدمة الإسلام.

بدأ الشيخ الشعراوي تفسيره على شاشات التلفاز قبل سنة 1980م بمقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملًا. يذكر أن له تسجيلًا صوتيًا يحتوي على تفسير جزء عم (الجزء الثلاثون).

وسافر إلى بلدان عديدة ممثلا لمصر في حضور المؤتمرات والندوات، وللشيخ الشعراوي مؤلفات عديدة في صحيح الدين الإسلامي وتفسير القرآن الكريم.

لم يكن الشعراوي كغيره من الدعاة، طريقته المبسطة ولسانه الذي لا يعرف سوى الطرق السهلة لتوصيل المعلومات المعقدة في الشريعة إلى الأميين جعله أبرز قادة التنوير ليس فقط في عهده، ولكن لأجيال عدة.

ولم يرغب يوما في سلطان أو استحسان للنظام، بل كانت كلمته صادقة لله ورسوله، وصدقه الجارية وهو علم ينتفع به..

الحراك الوطنى
شارك في الحراك الوطني في ثورة 1919 التي اندلعت في الأساس من الأزهر، وكان يخطب في الناس داخل أورقة الأزهر، ليحثهم على محاربة الاحتلال، وفي عام 1973 تكلم في الإذاعة كضيف في برنامج نور على نور ليفسر القرآن الكريم واستمر هكذا لمدة عشر سنوات.


اُختير كوزير للأوقاف في 1976، واستمر في منصبه حتى قدّم استقالته في عام 1978، لاعتراضه على بعض مواقف النظام، وحصد الشعراوي العديد من الجوائز، ففي عام 1989 كان شخصية المهرجان الثقافي لمحافظة الدقهلية الذي يقام كل عام لتكريم أبناء المحافظة، وتم اختياره من قبل رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.

الدكتوراه الفخرية
وحصل أيضًا على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، وفي عامي 1983 و1988 مُنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى ووسام يوم الدعاة، بالإضافة إلى تحقيق وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عند بلوغه سن المعاش عام 1976.

واشتهر ببعض مواقفه السياسية والتي منها من واقعة فتح كوبري عباس والطلاب عليه في ظل أحداث مقاومة الاحتلال الإنجليزي، فقال في مذكراته “وأتذكر حكاية كوبري عباس الذي فتح على الطلاب من عنصري الأمة وألقوا بأنفسهم في مياه النيل” فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت.
الجريدة الرسمية