حيثيات حكم عودة قناة الفراعين ومنع ظهور توفيق عكاشة
أودعت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، برئاسة المستشار أحمد الشاذلى حيثيات حكمها بإلغاء قرار وقف قناة الفراعين وعودة بثها، مع منع ظهور توفيق عكاشة في الإعلام.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها، إنه لا يمكن اتخاذ المخالفات المنسوبة لعكاشة -والتي تشكل في جانب كبير منها إحدى الجرائم المعاقب عليها في قانون العقوبات- سببًا لإصدار قرار بوقف بث قناة الفراعين في ظل العمل بأحكام الدستور القائم والذي لم يجز بأي حال واستنادًا إلى أي سبب كان إلغاء الترخيص الممنوح لوسائل الإعلام ومن بينها القنوات الفضائية أو مصادرتها أو إيقافها أو فرض رقابة عليها.
وأضافت المحكمة أن قرار وقف بث القناة أهدر ضمانات حرية التعبير عن الرأي من خلال تغوله على إحدى وسائل وأدوات ممارسة تلك الحرية وهي القنوات الفضائية متعديا بذلك على محارم الدستور ومخالفًا أحكامه.
وفيما يتعلق بتأييد قرار المنطقة الحرة بمنع ظهور توفيق عكاشة على القناة لمدة عام، قالت المحكمة إن الحصانة الذي فرضها الدستور لوسائل الإعلام في مواجهة أيًا من إجراءات الضبط الإداري التي يمكن أن تتخذ حيالها بداية من عدم جواز فرض الرقابة عليها مرورًا بإيقافها وصولًا لإلغاء التراخيص التي تمنح لها، مؤكدة أن ذلك كله يسري على وسيلة الإعلام ذاتها ككيان اعتباري قائم بذاته بغض النظر عن أشخاص القائمين على إدارة شئون وسائل الإعلام على اختلاف أشكالها.
واستحدثت المحكمة مفهومًا جديدًا يوصف نموذج الإعلام الذي يقدمه عكاشة، باعتباره الإعلام المسخر وعرفته بأنه ذلك الذي يحمل فضلًا عن صفات الإعلام الموجه بعدًا آخر يوهم فيه الإعلام المتلقي دون سند من الواقع أنه مفوض من النظام أو جهة أو جماعة، وأنه المعبر عن إرادتها بل والمنشئ لها، ويُضيف إليها مآرب شخصية على وجه قد يتنافر مع إرادة من يدعي تمثيله.
وأكدت المحكمة أن ذلك النوع من الإعلام تخلى عن المهنية في الأداء واحترام المشاهد المتلقي وهي أمور كام رجال الإعلام - حتى في ظل الإعلام الموجه- يحافظون على التمسك بها معتصمين بالقيم والتقاليد، وتابعت المحكمة: "أما الإعلام الحالي فإن بعضه لا يكتفي بدوره الأساسي في نقل الأحداث وتحليلها، وإنما يصنعها على الهواء أو يروج لوقائع نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي ملبسًا إياها بعدًا وطنيًا لتحقيق مآرب خاصة بالإعلامي ذاته في صورة زعامة شعبية بلا جواد تنال من مصداقية الإعلام".
وشددت المحكمة على أنه وقر في عقيدة المحكمة أن ما ردده عكاشة على شاشة قناة الفراعين، بشأن امتلاك إسرائيل حل مشكلة سد النهضة وفرض إسرائيل لحصار اقتصادي وسياسي وعسكري على مصر، يشكل اعتداء صارخًا على الشعب المصري تمثل في تقزيم دوره التاريخي وتصوير مصر على أنها دولة إرادتها بيد غيرها.
وأضافت المحكمة أن عكاشة ومن ينتهج نهجه تناسوا أن مصر بلد لم تنشأ بقرار أو نتيجة اتفاق بين دول أو انتصار جماعة، وإنما هي دولة قديمة نشأت من الطبيعة على مجرى النيل الذي يجري في وديانها كما يجري الدم داخل شرايين شعبها.
