بالفيديو.. 1600 أسرة تواجه الموت البطيء في «العزازي» بالشرقية
"روائح كريهة وإغماءات مستمرة بسبب استنشاق غازات غريبة، وأمراض باتت تنهش جسد الأهالي منازل نوافذها مغلقة طوال العام ".. كلمات تلخص معاناة أكثر من 1600 أسرة بقرية كفر العزازى التابعة لمركز أبوحماد بعد أن قدر لهم أن يعيشوا بمنازل تجاورها محطة معالجة الصرف الصناعى التي تتبع إحدى شركات المشروبات الغازية والكحوليات، والتي تنبعث منها روائح لا تطاق وأبخرة ضارة، مؤكدين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى والفاكسات للمسئولين دون فائدة.
انتقلت "فيتو" لرصد معاناة أهالي القرية ولم يكن الوصول للمنطقة السكنية المجاورة للمحطة أمرا سهلا لأن الرائحة الكريهة التي تصل للأنوف والهواء المختلط ببعض الغازات المجهولة تضطرك لمغادرتها فورًا دون تردد.
إحنا ناس غلابة وماحدش بيسأل فينا وعايشين نستنشق روائح كريهة ليلا ونهارا غير الأمراض اللي بتنهش جسدنا.. بتلك الكلمات بدأ السيد علوى مدرس لغة إنجليزية وأحد أهالي القرية حديثه معنا وتابع قائلا: من سوء حظنا في البلد دى إننا نقيم بجوار إحدى الشركات الشهيرة للمشروبات الغازية والكحوليات.
وأضاف: «بدأت معاناة المواطنين مع المحطة منذ 9 أعوام تقريبا عندما اقدمت الشركة على إنشاء محطة رفع مباشر على مصرف فرعى خارجى مخصص لكل جميع أنواع الصرف الصحى والصناعى بالقرية ومنها إلى مصرف بحر البقر ولكن بسبب اعتراض وزارتى البيئة والزراعة عليها عقب وصول شكاوى المزارعين وملاك وأصحاب الأراضي الزراعية لتضررهم من مخلفات الشركة التي تحوى مواد كيميائية استخدمت في غسيل زجاجات المشروبات الفارغة.
وتابع: «اضطر المالك والذي يحمل إحدى الجنسيات الأجنبية لإنشاء محطة معالجة صرف صناعى في أعلى نقطة من المصنع بجوار مناطق مكتظة بالسكان بالقرية، وتم التشغيل في البداية دون وقوع أي أضرار على الأهالي، ولكن فوجئنا عقب ذلك بقيام المصنع يتسليم المحطة لشركة أخرى أساءت استخدامها وقاموا بوضع كميات كبيرة من الكيماويات كالصودا الكاوية والأحماض بجميع أنواعها لمعالجة مياه الصرف، ما أدى لانبعاث أبخرة ضارة منها وروائح كريهة تسبب ضرر شديد بالصحة العامة بالمواطنين خاصة الأطفال الذي تعرض معظمهم لربو وحساسية بالصدر والتهاب رئوى مزمن إضافة لتعرض الحوامل لحالات إغماء بصفة مستمرة بسبب تلك الروائح النافذة المنبعثة من المحطة».
وأضاف فتحى العزازى: الأهالي استحملوا فوق طاقتهم وكلمنا مسئولي الشركة عشرات المرات وتقدمنا بشكاوى عديدة للمسئولين دون فائدة، وأردف: "حياتنا اتحولت لجحيم بسبب تلك المحطة التي أدت إلى إصابة المئات من الأهالي بالأمراض، لافتا إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض خصوصا حديثي الولادة".
وقاطعه السيد عبدالفتاح مدرس حاسب إلى قائلا: والله ما عارفين نقعد بردوا في بيوتنا دقيقة واحدة بسبب الضجيج العالي للمحطة، فضلا عن انتشار الذباب والناموس وحشرات أخرى ضارة بصورة كبيرة في القرية.
واستطرد قائلا: أنا أروح فين أنا وعائلتى المكونة من 5 أفراد؟ وأعمل إيه؟ هو المواطن الغلبان في البلد دي ملوش مكان في الدنيا لازم نفضل طول حياتنا عايشين وكأننا أموات قائلا: زوجتى وأولادى كلهم مرضى بأمراض صدرية بسبب الروائح والغازات وحالتهم بتسوء يوما بعد يوم وصرفت دم قلبي عليهم وحالتى المادية لا تسمح بأنى أنقل لشقة خارج القرية واللي جاى على قد اللي رايح.
وأكدت فوقية عبدالرحمن، ربة منزل، أن معظم الأطفال حديثي الولادة في قريتنا أصيبوا بربو مزمن وأمراض صدرية؛ بسبب تلك الروائح والغازات المنبعثة من المحطة وأهلهم ناس غلابة مش حيلتهم اللضة ومنهم اللي باع دهب مراته علشان يعالج أبناءه ومنهم اللي ساب بيته وراح قعد عند أقاربه لينجو هو وعائلته من الموت.
وناشد الأهالي المسئولين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء واللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، وجميع الجهات المعنية، سرعة التدخل ونقل المحطة بعيدًا عن المناطق السكنية وإنقاذ الأسر قبل وقوع كارثة مهددين باتخاذ خطوات تصعيدية مستقبلا حال عدم تحقيق مطالبهم.
