رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مراحل تطور الرقص في يومه العالمي.. الطبيعة ملهمة الإنسان البدائي.. تحول إلى طقس ديني أيام الفراعنة.. القرن الـ16 بداية التانجو.. نجوى فؤاد وسهير زكي نجوم السبعينيات.. وصافيناز الأبرز حاليا

فيتو

يحتفل العالم يوم 29 أبريل من كل عام باليوم العالمي للرقص، حيث يعتبر من أبرز الفنون التي تمارسها النساء منذ القدم، وحتى عصرنا الحالي، ولم يأت الرقص من فراغ، بل له معايير ومراحل تطور كباقي الفنون.

وتستعرض «فيتو» أهم مراحل تطور الرقص: 

الرقص البدائي
التفت الإنسان البدائي إلى حركات الرقص بإيحاء من الطبيعة المحيطة به، والتي تتحرك وفق حركة منضبطة محكمة مثل حركة أمواج البحار، تموجات حقول القمح بفعل الرياح، ضربات القلب، رموش العينين، هديل الحمائم.


المصريون القدماء

ولم تر مصر الفرعونية الرقص مفسدًا للأخلاق، بل احتل الرقص مكانة كبيرة في حياة المصريين القدماء، ولعب دورًا مهمًا في مجتمعهم، فضلاً عن كونه أصبح جزءًا من الطقوس الدينية، فأقيمت حفلات الرقص المقدس في كثير من المناسبات والأعياد.


تطورت فنون الرقص لدى المصريين القدماء بداية من الرقص الديني والجنائزي المصاحب لدفن الموتى، حتى شمل كل الاحتفالات الدينية والدنيوية أيضًا، فجاءت رقصات مثل (المو) ورقصة (حاتور وإيزيس).

وكان أداء الرقص آنذاك فيه مهارة شديدة في تحريك أجزاء الجسم، ورقص يغلب عليه التعبير عن فكرة ما، فلم يُقبلوا عليه رغبة في اللهو أو التسلية، بل اتخذوا منه سبيلاً للعبادة كما لجأوا إليه عند وفاة عزيز لديهم، ابتغاء إدخال السرور على قلب المتوفى.

القرن الـ16

في القرن الـ16 كان للرقص شكلان، رقص هادئ انتشر بين الملوك والمثقفين، ورقص سريع قوي انتشر بين الريفيين وعامة الشعب.

وظهر فن الباليه في القرن الـ16 في إيطاليا، ثم شاع في فرنسا، وبدأ لكل بلد شكل ورقصة تتميز بها، فوجدنا ظهور رقصات جديدة مثل التانجو، والسامبا، والرومبا، والفوكس، وبعد ظهور موسيقى الجاز ظهرت رقصة الشارلستون التي مهدت إلى الرقصات الحديثة كالروك آند رول، والتويست، والجيرك.




العصر العباسي

أما في العصر العباسي فتطور الرقص بشكل كبير، حيث يحكي ابن خلدون عن الرقص في العصر العباسي، أنه كان فنًا أرقى بكثير من مجرد الإثارة الحسية، ويصف إحدى الرقصات قائلاً: "تركب فيها الراقصات خيولاً مسرجة من الخشب معلقة بأطراف أقبية تلبسها النساء ويحاكين فيها ركوب الخيل ويقمن بالكر والفر كأنهن في حرب". 


العشرينيات

تعد فترة العشرينيات أزهى الفترات في الرقص الشرقي المصري، حيث قدمت إلى مصر الراقصة اللبنانية "بديعة مصابني "وأسست أول أوبرا كازينو، والتي تعتبر أول أكاديمية.

الأربعينيات والخمسينيات

ويعتبر عصر الأربعينيات والخمسينيات "العصر الذهبي للرقص الشرقي في مصر"، لما شهد أبرز الراقصات اللاتي حصلن على شهرة عالمية، كتحية كاريوكا وببا عز الدين وحكمت فهمي وسامية جمال ونعيمة عاكف وزينات علوي، حيث تخرجن من مدرسة الأسطورة "بديعة مصابني".

ومازالت راقصات اليوم يستحضرن هذا العصر في كل أحاديثهن، راغبات في إضفاء قدسية الفن على ما يقدمن من استعراضات راقصة.



نقابة للرقص

ومع بداية الستينيات استحدث لفظ "الإغراء" على السينما المصرية، ورغم تقديم الراقصة حينها وصلة رقص بها احترام عما هو موجود اليوم، فقد كن يوصفن بـ"الإغراء"، واستمر الأمر حتى وضعت الرقابة على المصنفات الفنية مواصفات لـ"بدلة الرقص الشرقي" كي لا تتخطاها أي راقصة. 

وحظيت الراقصات بقدر كبير من الاحترام لعملهن الفني، وهو ما دفع نعيمة عاكف وزينات علوي لبذل أكبر جهد من أجل إنشاء نقابة خاصة بالراقصات الشرقيات للدفاع عنهن وتقديم الاحترام لأعمالهن.


انتكاسة الرقص

وبعد نكسة 1967، تراجع مستوى الفن ومعه الرقص الشرقي إلى فترة ما قبل الخمسينيات، إلا أن جيلاً جديدًا من الراقصات الشرقيات ظهر وأعاد مكانة الرقص لطبيعتها، مثل سهير زكي أيقونة الرقص الشرقي على نغمات محمد عبد الوهاب، كما استمرت نجوى فؤاد تقدم عروضها الاستعراضية.

الرقص في السبعينيات

بينما شهدت فترة السبعينيات ظهور راقصات كهياتم وسحر حمدي وفيفي عبده اللاتي قدمن تكنيكًا صحيحًا في حركات الرقص الشرقي ويحملن قدرًا من الموهبة، لكنهن ابتعدن به عن القدرة على التعبير عن الموسيقى والنغمات، ولذلك لم يكن غريبًا على الراقصة فيفي عبده أن تقدم فقرة فنية بدون موسيقى أو إيقاع. 




واستمر الأمر إلى أن لحقت بها دينا وهندية ودندش، وتحولت المنافسة من استعراض فن إلى استعراض أزياء عارية، لتتسيد دينا الساحة بلا منافس في التسعينيات. 


صافيناز

ومن دينا إلى صافيناز، فسارت هي الأخرى على خطى من سبقنها بارتداء أزياء مثيرة بقدر كبير، كإحدى أدوات ما تقدمه، فضلاً عن اعتمادها على حركات تعبيرية تحمل من العنف والإثارة أكثر مما تقدم من استعراض.
الجريدة الرسمية