أوباما ينتقد تقاعس أوروبا و«الناتو» في محاربة الإرهاب
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الإثنين إن أوروبا بحاجة لتحمل نصيبها من عبء إقرار الأمن الدولي مضيفا أن حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية بشكل عام يمكنها فعل المزيد للمساعدة في محاربة متشددي تنظيم "داعش".
وقال أوباما في ألمانيا إن أوروبا كانت في بعض الأحيان تشعر بالرضا عن دفاعاتها وكرر دعوته للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى دفع حصصهم في تمويل الحلف.
ودعا أوباما، الدول الأوروبية إلى زيادة نفقاتها العسكرية والابتعاد عن "الاكتفاء الذاتي" في هذا المجال.
وقال في خطاب في هانوفر في اليوم الأخير من زيارته إن "أوروبا كانت تلجأ أحيانا إلى الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي". وطلب أوباما من كل الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي "تحمل مسؤولياتها" مؤكدا أن على الحلف "دعم" الشركاء "في بولندا ورومانيا ودول البلطيق" لمواجهة تصاعد التوتر مع روسيا.
وأضاف أوباما "على كل دولة عضو في الأطلسي أن تساهم في أمننا المشترك بمستوى 2% من إجمالي الناتج الداخلي والأمر ليس دائما على هذا النحو". ونسبة ال2% حددتها دول حلف شمال الأطلسي.
وأعلن أوباما أنه ينوي نقل هذه الرسالة خلال قمة الحلف المقبلة مطلع يوليو في وارسو، وسيكرر ذلك للقادة الأوروبيين الأربعة الذين سيلتقيهم خلال قمة بعد الظهر في هانوفر وهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسا الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي.
وتشكو الولايات المتحدة بانتظام من أن الأوروبيين في الأطلسي يعتمدون كثيرا عليها في القسم الأكبر من الاستثمارات والمهمات في مجال الدفاع المشترك.
كما دعا الرئيس الأمريكي للمزيد من الانفتاح في استقبال اللاجئين، وقال: "يتعين علينا جميعا الإسهام بشيء، يتعين علينا جميعا تحمل المسئولية، ويسري ذلك أيضا على الولايات المتحدة". وتابع الرئيس الأمريكي قائلا: "يتعين علينا أن نمثل قيمنا - ليس فقط عندما يكون الأمر يسيرا، ولكن أيضا في الأوقات العصيبة". وأضاف أوباما: "عندما نكون البلد الأقوى، وعندما نكون أفضل، يتعين علينا حينئذ استقبال الأشخاص الذين يأتون إلينا بترحاب - حتى أصحاب العقيدة الإسلامية".
يذكر أن ألمانيا استقبلت العام الماضي نحو مليون لاجئ، لاسيما من الدول التي تعاني من أزمات وهي سورية والعراق، وكذلك من دول أخرى. ولكن السياسة التي تتبعها المستشارة الألمانية ميركل في استقبال اللاجئين تثير الجدل، ليس فقط في ألمانيا، ولكن أيضا في أوروبا.
وأشاد الرئيس الأمريكي بالدور الريادي الذي تقوم به المستشارة الألمانية ميركل ووجه لها شكرا في كلمته، وقال: "باسم الشعب الأمريكي أود أن أشكر السيدة ميركل على دعمها لتحالفاتنا على هذا النحو، وعلى التزامها تجاه تحقيق الحرية والمساواة وحقوق الإنسان". ووصف الرئيس الأمريكي الدور الذي تقوم به ميركل "بالقيادة بيد هادئة" وأشار إلى أنه يمكن التعلم منها كيفية القيادة.
