رئيس التحرير
عصام كامل

الدول العربية تشارك في «التعلم مدى الحياة من أجل تنمية مستدامة»

جامعة عين شمس
جامعة عين شمس
18 حجم الخط

افتتح الدكتور عبدالوهاب عزت، القائم بعمل رئيس جامعة عين شمس، صباح اليوم الاثنين، المؤتمر السنوي الـ 14 بعنوان "من تعليم الكبار إلى التعلم مدى الحياة للجميع من أجل تنمية مستدامة".


وأكد عبد الوهاب، أن المؤتمر يدور حول حلقات مهمة في سلسلة أنشطة مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، ويختص المركز بإجراء بحوث علمية ذات صلة بتعليم الكبار، تغطي مجالاته المختلفة للاستفادة بها في تطوير تعليم الكبار في الوطن العربي.

وأضاف أن المؤتمر يشارك بوفود من معظم الدول العربية، مما يتيح للباحثين والمهتمين بتعليم الكبار من نقل خبراتهم واكتساب خبرات جديدة في مجال تعليم الكبار من خلال المناقشات التي تدور في جلسات المؤتمر للبحوث والدراسات والتجارب التي يتم عرضها من الباحثين بالدول العربية.

وأكد أن المؤتمر تميز هذا العام بمشاركة العديد من الهيئات التي تعاونــت مع مركز تعليم الكبار في إقامة المؤتمر.

وأشار الدكتور عاشور أحمد عمري، مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، إلى أن تعليم الكبار بكل أشكاله وبرامجه يعتبر مظلة واسعة تتسع لكافة أشكال التعليم الذي يقدم للجميع في مختلف مراحل حياتهم، إذ تجاوزت النظرة إلى تعليم الكبار تلك الرؤى الضيقة التي كانت تحصره في مجال محو الأمية، وامتدت لتشمل كل أشكال التعليم الذي يقدم للفرد في جميع مراحل حياته.

وأكد أن جهود كل الهيئات والمؤسسات والجهات المعنية بتعليم الكبار، وتلك التي تهتم بتنمية قدرات الأفراد ومعارفهم وخبراتهم ومهاراتهم توجهت نحو تأكيد أهمية التعلم مدى الحياة للجميع، باعتباره ضرورة ملحة للقضاء على الفقر والجهل، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وضمان للتنمية العربية المستدامة، والسلام والديمقراطية.

وأضاف الدكتور عاشور أحمد عمري أن التعلم المستمر مدى الحياة يعد الآن خيارًا استراتيجيًا لكل المجتمعات التي تريد أن تنهض صوب التقدم والتنمية المستدامة، كما يعد طوق النجاة الذي يخرج الأفراد من محيط التخلف والجهل إلى محيط التقدم والرقى.

وأكد أنه لم يعد التعلم مدى الحياة حقًا من حقوق الإنسان الأساسية فحسب، بل أصبح أيضًا أحد العوامل الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال تمكين الأفراد من اكتساب القيم والكفاءات والمهارات والمعارف الضرورية لتشكيل مستقبل يتماشى مع التنمية المستدامة، مما يساعد الدارسين على اكتساب المهارات، وتعزيز قدراتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة وتدابير مسئولة تضمن سلامة البيئة، والاستدامة الاقتصادية، وعدالة المجتمع، ويفتح آفاقًا جديدةً للارتقاء الاجتماعي، وذلك لصالح الأجيال الحالية والمقبلة، من أجل بناء مستقبل أفضل.

وأضاف أن المؤتمر يأتى ليطرح رؤى وتوجهات وخطط مجموعة من الخبراء والباحثين من مختلف الدول العربية، لتطوير برامج ومؤسسات تعليم الكبار بما يساعد على توفير التعلم المستمر مدى الحياة للجميع من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية.

وأكد أن هذا المؤتمر يشملهذا العام العديد من الأوراق المرجعية وأبحاث ودراسات مشاركة من عدة دول عربية، بالإضافة إلى ندوتين علميتين متخصصتين.

وأوضح الدكتور أسامة محمود فراج، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، أستاذ تعليم الكبار بجامعة القاهرة: "إننا نعيش اليوم بالعديد من التطورات المتسارعة والتغيرات المتلاحقة في المعارف والمعلومات والتكنولوجيا، ورغم هذا الكم الهائل من المعارف والمعلومات -في العصر الحالي- إلا أنه يوجد أميون لا يعرفون القراءة والكتابة، ويحتاج تزايد مجالات المعرفة المختلفة إلى أفراد قادرين على ملاحقة هذا التراكم المعرفي، ومن ثم لابد من وجود نظام تعليمي يتيح للكبار الالتحاق به دون التقيد بالسن في ضوء فلسفة التعليم المستمر حتى يستطيعوا تحديث معارفهم باستمرار".

وقال: "ألقى التدفق المعرفي والكم الهائل المتزايد في المعارف والمعلومات بظلاله على إدارة تعليم الكبار، ولن نستطيع مواجهة هذا الطوفان المعرفي إلا بإجراء تعديلات جذرية في نظامنا التعليمي بصفة عامة وتعليم الكبار بصفة خاصة، وذلك بتطبيق نظام التعليم المستمر، تعليم تتعدد وتتنوع فيه برامج تعليم الكبار بحيث تكون إدارة الهيئة العامة لتعليم الكبار قادرة على مواجهة تحديات ومتطلبات الفرد والمجتمع".

وأضاف الدكتور أسامة محمود فراج أن مواجهة المتغيرات والضغوط الداخلية والخارجية المحيطة بإدارة الهيئة العامة لتعليم الكبار برز مفهوم إدارة التميز للتعبير عن الحاجة إلى مدخل شامل يكفل لها تحقيق الترابط والتناسق الكامل بين عناصرها ومكوناتها الذاتية واستثمار قدراتها، كي تكون منظومة متكاملة، تتفاعل عناصرها كلها لتميز مخرجاتها.

وأكد أن التوجه نحو تحقيق الجودة والتميز في مؤسسات تعليم الكبار عمومًا والهيئة العامة لتعليم الكبار خصوصًا أمرًا لابد منه، فتحقيق أعلى مستويات الجودة والتميز في تعليم الكبار هو استجابة منطقية لعديد مفن التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتقنية التي فرضتها العولمة.

وأشار إلى أن إدارة التميز تركز على مختلف الإجراءات والأساليب التي تمكن إدارة الهيئة العامة لتعليم الكبار من رفع أدائها، وذلك من خلال التطوير والتحسين المستمر لآلياتها وسياساتها وأساليب العمل والإنتاج، وتنمية وتطوير الكفاءات والمهارات وتشجيع الابتكار والتواصل وتنمية العلاقة وتحسينها مع البيئة المحيطة بها.

وأضاف الدكتور رضا السيد محمود حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الهدف الأساسي لمنهجية "رفلكت" هو بلورة وتطوير الوعي لدى الدارس بمحيطه، وواقعه الذي يعشه وليس فقط تزويده بالمعلومات التي تساعده على النجاح في الامتحانات، بل إكسابه مهارات تساعده على الانخراط في سوق العمل، وتبنى شخصيته، وتحقق ذاته وتساعده على تكوين قناعات ذاتية في القدرة على التغلب على المتطلبات والمشكلات الصعبة التي تواجهه من خلال التصرفات الذاتية.

وأكد أنه فيما يتعلق بتحقيق الذات، فذات المتعلم الكبير تأتي من خلال مساعدته لكي يصبح إنسانًا حرًا لديه الإحساس والقدرة على أن يعدل من جوهره وشخصيته، وأن يواجـه المشكلات والصعوبات المرتبطة بحياته في عالمنا المعاصر، وأن يكون أكثر وعيًا بشخصيته ودوره في إيجاد نوع من التوازن بين الحرية ونمـو الذات من ناحية، والوجود الإنساني من ناحية أخرى.
الجريدة الرسمية