رئيس التحرير
عصام كامل

الإمبراطورية تريد الخلع !


تغرب الشمس في لندن لكنها تشرق في هونج كونج.. وسبحان رب المشارق والمغارب.. كان يطلق عليها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. الإمبراطورية البريطانية التي احتلت مصر بالخداع لأجل موقعها (الجيوبلو تكنك) وقناتها السويس.. واحتلت بلادًا كثيرة في أمريكا اللاتينية وجزرًا في كل مكان وفى أفريقيا وآسيا فكانت الشمس تشرق في لندن وتغرب في الهند درة التاج البريطاني وسبحان مغير الأحوال أصبحت دولة مهددة بالتفكك، لكنها مازالت تملك زمام الأمور وجيشًا عالي الكفاءة وردعًا ذريًا، والأهم ما زال الإنجليز ملوك المهاميز والوقيعة ودق الأسافين والاستفادة من أي شيء وكل شيء واللف والدوران حول أي شيء ولا أستبعد أن يكون الشيطان إنجليزي الهوى.


قال لى أحد السياسيين الإنجليز الكبار إننا ما زلنا نطبق نظرية «فرَّق تسد» وهو يتحدث العربية الفصحى بطلاقة..

عندما ترفض أوروبا ممثلا في ديجول رئيس فرنسا انضمام بريطانيا إليها على أساس أن الإنجليز ليسوا أوروبيين ولم تنضم بريطانيا إلا بعد ديجول مع أن تشرشل هو الذي صنع ديجول زعيمًا وكان يعمل وكيل وزارة إداريًا في وزارة الحرب وكان لا يحب الإنجليز.

انضمت بريطانيا للاتحاد الأوروبي وسط ترحيب من فرنسا وألمانيا كل منهما تريد التوازن الذي تحقق بوجود بريطانيا وبدا الإنجليز يتزمروا من الاتحاد.. قوانين الهجرة والعمل والصحة والسلامة ازدادت صلابة وتنويعًا وصرامة وكذلك المحاكم والمعاشات والتعويضات وخلافه.. وتدفع بريطانيا ١٣ مليارًا كرسم العضوية وتأخذ 4.5 مليارات مصاريف، لكن حجم التجارة ٢٤ مليارًا مع الاتحاد.. ولبريطانيا صوت مسموع ورأي في كل كبيرة وصغيرة في الاتحاد..

وعند الانتخابات في عام ٢٠٠٩ وعد حزب المحافظين على استفتاء الشعب بالاستمرار في الاتحاد قبل حلول عام ٢٠١٧ وفاز الحزب في انتخابات ٢.١٥ بمفرده واحترم زعيم الحزب الشعب ونفذ وعده ودعا للاستفتاء في يونيو هذا العام ولو أنه شخصيًا لا يحبذ الخروج من الاتحاد.. هل ترون كم يحب شعبه ويحترمه.. نواب المحافظين في البرلمان ينفذون سياسة الحزب التي انتخبوا من أجلها ولا يتباروا في نفاق السلطة على حساب الناخبين..

ألم يكن من الأولى لنوابنا أن يضعوا خطة للسيطرة على الفساد ويلزموا الحكومة بتنفيذها بدلًا من هذا الهراء.. لقد رفض نواب بريطانيا إرسال جيشهم إلى العراق في العام الماضي ووافقوا على إرساله لمحاربة "داعش" كي لا تبلع روسيا الكحكة بمفردها.. انظروا هذه هي السياسة البريطانية!!
الجريدة الرسمية