رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تصمت القلوب؟

احمد زكريا الشبكى
احمد زكريا الشبكى

صمت القلوب، هل القلوب تصمت وتفقد مهمتها!!، إن صمت القلوب طبيًا يعنى الوفاة وانتهاء الحياة، ولكن موضوعنا حول صمت القلوب النابضة أي التي تنبض لتضخ الدماء في الجسد وفقط. ومع ذلك فهى صامتة الإحساس أي القلوب التي تقوم بوظيفتها الخلقية لا الحسية، وصمتت عن الأحاسيس والشعور وخرجت من غلاف الوجدان والشعور والإحساس لتصبح صامتة الحس.


نتحدث سويًا عن هذه القلوب، ما لها وما عليها، وما سبب وصولها إلى الصمت، وهل صمتها يؤثر على نبضها الحيوي وأخيرا هل لها أن تعود إلى طبيعتها وتتغلف مرة أخرى بغلاف الوجدان والإحساس والمشاعر.

هذه التساؤلات قد نطرحها في بعض التساؤلات لعلنا نجد سبيل يهدينا إلى فك هذه الرموز الغير مكتوبة لأنها في الأساس بعض الأحاسيس الغير مسموعة أو مقروءة أو مكتوبة.

هل سألت نفسك؟ هل أنت من أصحاب القلوب الصامتة أم المتحدثة ؟

نحاول معا أن نخترق هذا الحاجز لتعرف على بعض سمات هذه الحالة، ونستطيع منها أن نحكم على أنواع وحالات قلوبنا.
للقلوب في حديثنا وجهان أو حالتان. الوجه الأول "الصامتة" وهى التي لا تُخرج أو تعبر عن أحاسيسها ومشاعرها وتظل قابضة عليها بداخلها تتألم بها وتشعر بالجرح بسببها وبهذا قد تسبب جرح عميق في قلوب الآخرين المحبين لهم، والوجه الثاني " صمم القلوب " وهى قلوب لا تصلها أي أحاسيس أو نبضات من الآخرين أو تأثر من أي موقف يدور حولها، وهناك فرق بين الوجهان أو بشكل أوضح الحالتان، وقد يجتمعان في شخص واحد وقد لا يجتمعان.

إذا تكلمنا عن الحالة الأولى وهى صمت القلوب.... فإننا نتذكر أو يأتي في تفكيرنا جرح القلوب أو تعرض إحساسك إلى ضربة قاسية جعلت قلبك يسكت ويصمت عن التعامل بأحاسيسه ولا يخرج منها أي شعور سواء إيجابي أو سلبي.

القلوب الصامتة....
كيف تصل هذه القلوب إلى هذه الدرجة ؟
لابد أن نلاحظ أن القلوب لا تنكشف طبيعتها أو حالتها إلا من خلال التعامل معها.

هل تعاملت مع أصحاب قلوب صامتة ؟
هل أنت من أصحاب القلوب الصامتة ؟

قلب صامت....
يمكن أن تصف الإنسان الذي يجلس دون أن يتحدث بأنه صامت لأنه بطبيعة الحال لا يتكلم، فهذه حالة مكشوفة للجميع كونها حالة ظاهرة، ولكن هناك صمت لا يمكن أن تعرفه لمجرد عدم سماعك له. فيمكن أن يكون إنسان صامت وقلبه صامت أيضا، ويمكن أن يكون إنسان متحدث وأنت لا تعلم أن قلبه صامت.
قد يتحول القلب النابض بالحيوية والأحاسيس الجميلة إلى قلب صامت لا يتكلم وذلك إذا ما تعرض إلى جرح قوى قد يكافئ قوة ورقة وسماحة أحاسيسه، فهذه القلوب غالبا ما تكون رقيقة جدا في مشاعرها وهذا ما يجعلها أكثر تأثرا بالتقلبات الحسية من حولها مما يؤثر عليها بالسلب إذا كان هذا التصرف غير مستحب لها.
ونتجول سويا داخل صاحب القلب الصامت الذي لا يتحدث، ونسأل بعض التساؤلات التي تظُهر القلوب الصامتة ومواقفها.
هل فكرت لماذا إذا تعرضت إلى موقف يؤثر على مشاعرك بالسلب قد يصمت لسانك وكذلك قلبك ولكن تنتابك أشياء من كثرة الحركة والتركيز ؟

حاول أن تراقب نفسك جيدا في الغالب ستجد أنه في حالة (صمت قلبك) يكون قلبك في هذه الحالة في قمة اليقظة والإصغاء، ومتلهف إلى سماع ما يروق له ويلطف من حالته الصامتة، وكذلك راقب حركاتك ستجد أنه في غالب الأحوال تكون حركة جسدك أسرع في الإيقاع أي تكون خطواتك أقوي وإنجازاتك في الأشياء التي تقوم بها وأنت في هذه الحالة أفضل وأسرع ( ليس بالضرورة تكون أدق )، ولكنها أسرع في الإيقاع.
والآن هل سألت لماذا ؟
في بعض الأحيان تصل إلى هذه الحالة لأنك نقلت نفسك من المرسل إلى المستقبل وتكون شغوفًا ومتلهفًا إلى سماع الإحساس الذي يطمئن قلبك ليعيده إلى ما كنت عليه مرة أخرى ومن قوة هذا الانتظار ورغبتك في إسراع إيقاع الوقت للوصول إلى هذه النقطة، فتتخرج هذه السرعة على كل ما تقوم به فتظهر على التصرفات الحركية واللغوية ( سرعة الحركة وسرعة الكلام ). بالطبع هذه التصرفات تلقائية ولا تؤثر على الوقت ولكنها تلفت الانتباه إلى الطرف الآخر بأنك في حالة غير جيدة وأنك متأثر بما فعله وقد يصله هذا الشعور، وفى هذه الحالة فإن مجموعة التصرفات السابقة ما هي إلا تحدث القلوب الصامتة، ودليل على أن قلبك ليس قلب أصم.

قد تكون الحالة إيجابية ويتفاعل الطرف الآخر مع هذه التصرفات، ولكن ماذا أن ظل الطرف الآخر على حالته ( قلب أصم ) أعتقد أنك في هذه الحالة ستتحول إلى مرحلة إظهار عدم الاهتمام والتي تظهر عكس ما كنت عليه تمامًا... مثل الضحك ببطء التحرك ببطء، وأخيرا التصرف بطريقة تظهر لمن حولك إنك لا تتأثر وتكون غالب الأمر حركات ثابتة قليلة باهتة الإحساس.

فأصحاب القلوب الرقيقة هم أصحاب الصدمات القوية التي تؤثر على مشاعرهم، وقد تؤدى إلى صمت لقلوبهم وفتور إحساسهم بالتوالى، فحاول أن تحافظ في علاقاتك أن تكون طرف صاحب قلب يشعر بالطرف الآخر حتى لا يصل إلى مرحلة الصمت التام فتفتر العلاقة وتنتهى بشكل بارد، الإحساس هو الماء الذي يروى نبتة العلاقة فتزدهر وتنمو وتكبر وتعطر الجو من حولها بجمال عطرها وتزينه بجمال شكلها.
الجريدة الرسمية