رئيس التحرير
عصام كامل

«تيمور» يصف يوسف السباعي بـ«رومانسية الحياة»

 يوسف السباعى
يوسف السباعى

كتب الأديب محمود تيمور مقالا في مجلة الجديد عام 1973 قال فيه:

أذكر أن أول لقاء بينى وبين يوسف السباعي كان في محل حلوانى الجمال، ولم يكن لى به سابق معرفة، وإن كنت قد قرأت له، كان بزيه العسكري آخذا بيده اليمنى الأديب نجيب محفوظ وباليسرى عبد الحميد جودة السحار، وكأنه يؤكد الجمع بين صديقين تلازما في الحياة.


واجهنى بابتسامته، أنها طابعه المميز،ابتسامة تجلو مسرات الحياة وتختصرها على فمه، وسرعان ماتوطدت بينى وبينه ألفة كان عمادها ابتسامته الفريدة.

ثانى لقاء بينى وبينه في مكتب المرحوم عبد الحليم عبد الله في المجمع اللغوي في لقاء دعا إليه يوسف السباعي للحديث حول النهوض بمظهر القصة المصرية في الطباعة والإخراج، اكتشفت يومها النزعة الجمالية الخلاقية في طبيعة السباعي، فهو يمثل رومانسية الحياة بأخلاقها ومشاعرها.

وها هو قد أسس نادي القصة في مكان متواضع من ميدان التحرير في حجرتين صغيرتين، ثم نادي الأدباء بعده، وأصبح الآن الناديان يحتلان مكانا فسيحا في شارع القصر العيني.

وقس على ذلك الكثير من الأعمال التي تبناها السباعى منها المجلس الأعلى للفنون والآداب وتوسعة مؤسسة دار الهلال، لقد برع السباعى في رسم صورة الحب ورومانسية الحياة، وليس هذا فحسب فقد برع في رسم نماذج بشرية من طبقة الشعب الأصيلة بدءا من جنينة يا ميش والبغالة وحارة الروم وبوابة المتولى وما بها من الأحياء الوطنية، ويتجلى ذلك أيضا في أنماط آدمية نابضة مثل السقا مات، يا أمة ضحكت.

انطلق بعد ذلك يوسف السباعي إلى بين الأطلال وإنى راحلة ونحن لانزرع الشوك، وفي مواكبته للثورة قدم رد قلبى وجفت الدموع.
الجريدة الرسمية