رئيس التحرير
عصام كامل

عائدون من ليبيا يكشفون قصة خروجهم من جحيم «الميليشيات».. «تهامي» لـ«فيتو»: مسلحون اقتحموا «شقتنا» واصطحبونا لمكان مجهول.. 200 عامل يذوقون الموت يوميًا بطرابلس..

فيتو
18 حجم الخط

«4 شباب من ورد الجناين».. كان هذا نصيب قرية المنشأة بأسيوط، من واقع نحو 39 من العمال المختطفين في الأراضي اللييبة، بحسب مصادر رسمية، على أيدي الميليشيات المسلحة، مصير مجهول ينتظره أهاليهم، وسط تناثر تنبؤات بعودتهم لأحضان الوطن سالمين، بعد تدخل السلطات.


الهجرة غير الشرعية
قصة اختطاف عمال أسيوط بليبيا، تعود لشهر مضى، بعد انقطاع التواصل بين الأهل وأبنائهم في ليبيا، ليعود بعضهم، ويقصوا ما حدث لهم وأقرانهم بمحافظة طرابلس الليبية.

يحكي محمد لملوم تهامي لـ«فيتو»، أحد العائدين من الأراضي الليبية، بعد دفع فدية، ظروف احتجازهم، مؤكدًا أن «ميليشيات» مسلحة اصطحبتهم عنوة من مقر عملهم، وتحت تهديد السلاح لأحد المناطق المهجورة.

فدية 10 آلاف
وأضاف «تهامي» أن المسلحين طالبوهم بدفع فدية شريطة الإفراج عنهم، رغم تأكيداتهم عدم حيازتهم أي أموال، وأنهم جاءوا للعمل وأكل العيش، مستطردًا: «لم يقتنعوا بكلامنا، وأجبرونا على الاتصال بأهلنا في مصر لإرسال 20 ألف جنيه، وبالفعل تم، وأفرجوا عنا».

200 عامل
والتقط منه أطراف الحديث محمد محمود، أحد العائدين منذ يومين بعد دفع الفدية، مضيفًا: «إحنا هاجرنا في بداية شهر نوفمبر الماضي عن طريق الهجرة غير الشرعية بالهروب من وراء جمرك السلوم مقابل 10 آلاف جنيه لكل فرد»، لافتا إلى أن العدد الحقيقي لهم 200 عامل وليس 39.

ويضيف محمود: «كنا تجمعات لأكثر من 200 عامل ما بين نجار مسلح وعامل بناء أو مبيض محارة من جميع المحافظات، ووصلنا طرابلس بعد 15 يوما من السفر، وكانت الأمور على ما يرام، وفي بداية يناير الماضي اقتحمت جماعات مسلحة الشقة السكنية بطرابلس، وقاموا باصطحابنا تحت تهديد السلاح لمركز الدريب بقرية الفلاح وأبلغونا بعدم تحريرنا إلا بعد دفع الفدية المالية».

الدفع أو الموت
وتابع: «أوضحنا لهم أننا مهاجرون هجرة غير شرعية، ولا نملك أي أموال، ولكن رفضوا، إما الدفع أو الموت، وبالفعل قمت أنا و5 آخرون بدفع فدية بعد التفاوض بـ1000 دينار مقابل رجوعنا وشهدنا أشد أنواع الإهانة والضرب والسب وإطلاق الكلاب علينا، ولكن تم التحفظ على 4 آخرين معنا من نفس القرية، وهم حمادة موسى جاد الرب، ومحمد مرزق عبدالموجود، وحامد عبدالكريم حامد، ومحمود ثابت عبدالله، حتى يتم دفع فديتهم، وعدنا على الفور خوفًا من اختطافنا مرة أخرى، وفي الطريق قاموا بسرقة كل أموالنا المتبقية والأجهزة المحمولة وكل ما نملك حتى وصلنا القرية».

صبي بنّا
ويقول أحمد عمر، أحد سكان قرية المنشأة بأسيوط، ونجل عم محمد مرزق، أحد المختطفين، إن ابن عمه يتحمل أعباء الأسرة بأكملها وهو لم يكمل الـ18 عاما، ويعمل «صبي بناء»، ويعول أسرته، مطالبًا السلطات بسرعة إعادة ذويهم لأحضان الوطن مجددًا.

الجريدة الرسمية