رئيس التحرير
عصام كامل

موجة جديدة من نهب مصر


كنا نقول: "إن مشروع الإسلام السياسى هو المال والسلطة، وليس الدين"، كانوا يردون علينا: "أنتم تحاربون التجربة الإسلامية"...
كنا نقول: "إن هؤلاء الناس مغموسون فى الكذب والخداع والانحطاط الخلقى السرى والفساد والخيانة الوطنية"، كانوا يردون: "لنعطِ للإسلاميين فرصة"...

كنا نقول: "إن هؤلاء لا يؤمنون لا بديمقراطية ولا بحريات، وإنهم ألد أعداء الديمقراطية والحريات والإنسانية"، كانوا يردون: "لنختبرهم"...

الآن.. انكشفت كل الأمور، أكبر موجة لنهب مصر بدأت بالفعل مع تولى الإخوان حكم مصر، وليست نهبة محلية، كما فعل مبارك، ولكن نهبة دولية كبيرة لمصر.. مبارك بدأ فساده يظهر على الأقل بعد عشر سنوات من حكمه، الإخوان من اليوم الأول شهيتهم مفتوحة على الآخر للنهب والسلب وتهديد رجال الأعمال، وهز السوق وإرباك قطاع الأعمال المصرى، والتفريط فى الأصول السيادية، هؤلاء الناس هم ألدّ أعداء الإنسان المصرى، هم ليسوا فصيلا وطنيًّا كما ردد الكثيرون تملقًا، هم مجموعة من الخونة الأوغاد الذين يسعون لمص دماء المصريين، وبيع مصر فى مزاد عالمى لصالح جماعتهم الإجرامية.. ما نسمعه من قصص حقيقية عن أنياب الإخوان التى تلتهم مصر يشيب لها الولدان.

كانوا يملئُون الدنيا ضجيجًا عن فساد مبارك، ولكنهم بعد السلطة انطلقوا نحو الفساد من النقطة التى انتهى إليها مبارك و"شِلّته"، كل ما فعله مبارك، وكل الشائعات عن نظام حكمه، حوّلها الإخوان إلى خطة عمل لصالح العصابة الإخوانية الجديدة، هم يتصورون أن مصر غنيمة آلت إليهم، ومن ثم فنهبها حلال.. هم يعتبرون أن الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة، ومن ثم يقاتلون فى استغلالها حتى الرمق الأخير، هم يعتبرون أن الإخوان يستحقون مصر فتحًا ونهبًا، وكأن البلد كانت من كفار قريش قبل حكمهم.. هم ينتقمون من شعب مصر، ويعتبرون أن مصر اضطهدتهم على مدى عقود، ومن ثم ينتقمون منها ومن شعبها.. هم لا يثقون فى الشعب المصرى مطلقًا.

باختصار.. المشروع الإخوانى ليس مشروعًا للحكم، هو مشروع للنهب، ومع أول ثورة شعبية عليهم سيفرون إلى الخارج بأموالهم المنهوبة ويتركون مصر تغرق.

مسكين هذا الشعب.. يخرج من موجة نهب إلى موجة أخرى، وكأنه مكتوب عليه أن يُحكم من قِبَل عصابات من اللصوص.. على مدى تاريخ مصر كان الاستبداد والنهب هو السمة الأكثر بروزًا فى تاريخ مصر الطويل.. ولكن.. صدقونى الاحتلال الأجنبى كان أكثر رحمة على المصريين بكثير مما نحن فيه الآن، وعصر الإنجليز الأجانب كان أفضل مائة مرة من الاحتلال المحلى، فالاحتلال الأجنبى على الأقل خلق مقاومة وطنية، ووحّد المصريين ضده، ولكن حكم الإخوان قسم المصريين، وهو يشهر سلاح الإيمان والكفر فى وجه المصريين، وذلك لتسهيل مهمة حكمهم للدولة والسيطرة عليها.

والآن.. الكرة فى ملعب المصريين، الكلام مع أمثال هؤلاء الأوغاد مضيعة للوقت؛ "لأن ديل الكلب عمره ما يتعدل".. خلِّصوا بلدكم من هذا السرطان الخبيث.. أسقطوا حكم المرشد.. مهما كانت التضحيات، فهى ثمن زهيد، قياسًا بالمستقبل الأسود الذى ينتظركم إذا استمر هؤلاء الفسدة الأوغاد فى حكم مصر..... "قمْ يا مصرى، الوقت ليس فى صالحك، وهم يلعبون بالوقت"!!.

الجريدة الرسمية