رئيس التحرير
عصام كامل

«حسين همداني».. شهيد «الملالي» على أرض «الأسد»

الجنرال حسن همداني
الجنرال حسن همداني

وسط تكتمات شديدة على كيفية «مقتله» في سوريا، غيَّب الموت «حسن همداني»، أحد أهم الجنرالات الإيرانية البارزة، والملقب بـ«الثعلب»؛ باعتباره العقل المدبر في دعم طهران لنظام بشار الأسد، ومسئول تسليح وتدريب المليشيات والعناصر الداعمة للرئيس السوري، بالإضافة إلى مسئوليته عن تأمين دمشق.


المنصب الرسمي للجنرال «همداني» هو قائد «فيلق محمد رسول الله» في «الحرس الثوري الإيراني»، المسئول عن حماية العاصمة طهران، الذي يعتبر من المناصب العسكرية المرموقة في النظام العسكري الإيراني؛ لأن من يستلم الدفاع عن العاصمة فهو بمثابة حامي البلاد كلها والنظام برمته.

«همداني» برز نجمه بقوة نتيجة مساهمته الحاسمة في قمع المعارضة الإصلاحية في إيران، خلال الاحتجاجات التي سميت «بالثورة الخضراء»، عقب الانتخابات الرئاسية في عام 2009، ووقع رسالة تهديد مع 27 قائدًا من «الحرس الثوري»، يهدد فيها الرئيس محمد خاتمي بالكف عن المضي بسياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب.

ويعتبر «همداني» واحدا من أبرز الضباط الذين نجوا من القتال مع صدام حسين في الثمانينيات، وهو من مؤسسي الحرس الثوري في محافظة همدان عام 1980، وعضويته في الحرس تقارب 35 سنة، وخلال الحرب الإيرانية – العراقية، كان من القادة العسكريين لمنطقة بازي دراز في الجبهة الغربية، وقد جمع مذكراته في هذه المعركة في كتاب سماه «واجب يا أخي».

مع نهاية الحرب، تولى الجنرال «همداني» منصب قائد حرس «نصار الحسين» في محافظة همدان مسقط رأسه، وكان من أبرز منتقدي الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وحتى عام 2009، كان مساعدًا لـلشيخ حسين طائب، قائد قوات التعبئة الشعبية «الباسيج»، لكنه سرعان ما كوفئ وتمت ترقيته إلى قائد حرس طهران، بعد قمعه الاحتجاجات الشعبية.

ومع اندلاع الثورة السورية في العام 2011، أرسل «همداني» كنائب لسليماني من أجل الإشراف على الدفاع عن العاصمة دمشق، مركز الأسد، وأنقذ حكمه من السقوط في عام 2012.

في عام 2014، صرح اللواء «همداني» بأن «بشار الأسد يقاتل نيابة عن إيران، وإيران تقاتل للدفاع عنه، ونحن مستعدون لإرسال 130 ألفًا من عناصر قوات التعبئة (الباسيج) إلى سوريا لتشكيل (حزب الله سوريا)».

ورغم كل ذلك، فإن هناك مؤشرات تفيد بأن إيران كانت «مبيتة النية» لإقالة «همداني» من منصبه في سوريا، منذ أيام، بحجة فشله في الملف السوري، أو بمعنى أدق، فشله في الدخول بريًا لحماية بشار الأسد بشكل أكبر، وقيادة عملية برية كبيرة، ما يعكس أبعاد مقتله، ويكشف أنه من الممكن أن تكون طهران تورطت في تصفية «همداني»؛ لأسباب سياسية وعسكرية خاصة بالحرس الثوري الإيراني، كما ينفي مقتله أيضًا إلصاق التهمة بتنظيم «داعش» الإرهابي.
الجريدة الرسمية