رئيس التحرير
عصام كامل

مخطط «إسرائيلي - إثيوبي» لـ«تركيع مصر».. المحاولات بدأت بـ«تهجير يهود الفلاشا» في 1977.. «سد النهضة» يحقق الحلم الصهيوني لـ«تدمير السد العالي».. وتوقع

سد النهضة
سد النهضة

حاولت إسرائيل منذ أن زرعت في المنطقة، تدمير مشروع إنشاء السد العالي؛ بهدف الحصار المائي لمصر، ولما فشلت في ذلك في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عززت دورها داخل الدولة الإثيوبية؛ حتى يتحقق لها المراد من خلال سد النهضة الإثيوبي.


البداية كانت من خلال التوسع الصهيوني في القرن الأفريقي، الذي جرى على مدى عقود بشكل ممنهج ومنظم، وخصوصًا في إثيوبيا؛ نظرًا لما يتردد حول وجود علاقات دينية حميمية بين الجانبين.

أصل التعاون
ويرجع التعاون المشترك بين الجانبين لأصول تاريخية، فهناك أسطورة صهيونية انتشرت مؤخرا تقول إن الدم اليهودي يسري في عروق "منليك"، وهو أول حاكم إثيوبي، أي أنه ينحدر من صلب نبي الله سليمان عليه السلام، واستغلت إسرائيل تلك الأسطورة، في توطيد العلاقات مع إثيوبيا، التي تناصب مصر والعرب العداء منذ تولي الشيوعي الراحل منجستو هيلامريام قيادة إثيوبيا.

كما تقول الأساطير الأفريقية: إن العلاقة بين الجانبين تعود لعهد النبي سليمان عليه السلام، أي القرن الثالث قبل الميلاد، وحسب تلك الأساطير فإن للنبي سليمان ابنا من الملكة سبأ التي يسميها الأحباش "ماكدا"، وهو جد الأحباش، كما أنه هو مؤسس الإمبراطورية الحبشية، واسمه "منليك الأول".

وبدأت العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية العسكرية بشكل علني في العام 1966؛ حيث تواجد وفد عسكري إسرائيلي في إثيوبيا بصفة دائمة، يتكون من 100 ضابط وقائد عسكري، وكان ثاني أكبر وفد عسكري في إثيوبيا بعد الوفد الأمريكي، وقامت إسرائيل بتدريب القوات الخاصة للجيش الإثيوبي وخاصة في الصراع ضد الحركة الوطنية الأريترية، وكان لإسرائيل منفذ خاص بميناء مصوع الأريتري على البحر الأحمر؛ حيث كانت تتوجه السفن الإسرائيلية للصيد في البحر الأحمر أمام سواحل إثيوبيا؛ بسبب الأزمات والمواجهات التي كانت تتعرض لها نتيجة لانتشار القوات البحرية المصرية في البحر المتوسط.

تهجير يهود الفلاشا
ونجحت إثيوبيا في صنع أطول جسر جوي بينها وبين إسرائيل في العام 1977م؛ لنقل ما يزيد على 17000 ألف يهودي إثيوبي (يهود الفلاشا) إلى دولة الاحتلال، وفي المقابل قدمت إسرائيل الدعم العسكري لـ"أديس أبابا".

ومن خلال خلق تعاون إسرائيلي إثيوبي، جاءت فكرة التحايل بسد النهضة من أجل تركيع مصر، وتحقيق ما لم تنجح الدولة العبرية في تحقيقه من خلال السد العالي التي هدد قاداتها كثيرًا بتدميره، وكالعادة لا تخطو إسرائيل خطوة بدون الولايات المتحدة الأمريكية، فكان من الطبيعي أن تعتمد الدراسات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي على الدراسات الأمريكية، وركزت إحدى الدراسات على أكثر من 27 موقعا إثيوبيًا لإنشاء سدود، وركزت بدورها على أربع مناطق رئيسية لإقامة أربعة سدود على النيل الأزرق تحت مسمى سد كارادوبي، وسد باكو، ومانديا، بالإضافة لسد النهضة بقدرة تخزينية تقدر بأكثر من 80 مليار متر مكعب.

الدراسات الأمريكية
واستمرت الدراسات الأمريكية على مدى عقود بتعاون كامل من الجانب الإثيوبي، وأثمر هذا التعاون عن ظهور سد النهضة على أرض الواقع، وتعد هذه الدراسات المرجع الرئيسي الذي ترتكز عليه الحكومة الإثيوبية في إنشاء سدودها، من خلال الاستفادة من خلاصة هذه الدراسات التي عكفت على دراسة الهيدرولوجيا ونوعية المياه والتربة، وشكل سطح الأرض وجيولوجية المواقع المهيئة لإقامة السدود، فضلا عن دراسات الموارد المائية والمعدنية واستخدام الأرض والموارد الأرضية لحوض النيل الأزرق، بجانب 25 حوضا فرعيا.

حرب بين مصر وإسرائيل
وكان تقرير إسرائيلي نشره موقع "نيوز1" العبري مؤخرًا، أوضح أن إسرائيل عقدت مناقشات حول احتمالية نشوب حرب بينها وبين مصر في المستقبل القريب.

وجاء في التقرير، أن أوري ملشتاين، المؤرخ الإسرائيلي المتخصص في تاريخ الحروب الإسرائيلية، كشف خلال تلك المناقشات، عن أن إسرائيل حددت خلال حقبة الستينيات، خيارًا عسكريًا يمكنه وقف مياه نهر النيل من منابعها، بهدف انهيار الدولة المصرية.

وبحسب التقرير، فإن المسألة تمت مناقشتها في إطار ورشتي عمل، شارك فيها العديد من المسئولين، ومنهم يارون زكاي، المسئول السابق في "الموساد"، الذي أكد بدوره أنه حال اندلاع أي حرب قادمة مع مصر سيكون الخيار الأكثر راحة هو تدمير السد العالي، وإغراق كل الأراضي المصرية بمياه بحيرة ناصر الصناعية القريبة من السد، في إشارة إلى أنها ستكون حربا مائية.

وهذه التهديدات أطلقها وزير خارجية الاحتلال السابق أفيجدور ليبرمان، من قبل خلال لقائه مع سفراء عدد من الدول الغربية في إسرائيل عام 2001؛ حيث قال إنه في حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل، على إسرائيل أن تفجر السد العالي، وتغرق المناطق المحاذية له، بمياه بحيرة ناصر.
الجريدة الرسمية