رئيس التحرير
عصام كامل

الاغتيالات السياسية..القتل باسم "الرأي".."البنا" علي قائمة الضحايا و تلاميذه يرفعون شعار "واعدوا" لإرهاب الخصوم

حسن البنا
حسن البنا

الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي.

ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم.

ويستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي، كاستعمال تعبير "اغتيال الفكر" أو"اغتيال قضية" و"اغتيال وطن" أو"اغتيال البراءة"، وغيرها من التعابير المجازية.

وفي مصر وقعت في الفترات السابقة عدة اغتيالات كان من أبرزها اغتيال بطرس باشا غالي، والإمام حسن البنا، والنقراشي باشا، والزعيم الراحل محمد أنور السادات.

اغتيل بطرس باشا غالي، على يد الشاب إبراهيم الورداني، وهو صيدلاني مصري درس بسويسرا في (1906 حتي 1908)، سافر بعدها إلى إنجلترا لدراسة الكيمياء عام 1909.

وقد اعترف الورداني بأنه القاتل وحده دون شريك؛ وعندما سأله رئيس النيابة عن سبب القتل أجاب علي الفور "لأنه خائن للوطن، وجزاء الخائن البتر".

أحيل الورداني في يوم السبت 2 أبريل 1910 إلى محكمة الجنايات التي قضت بإعدامه ونفذ الحكم في 28 يونيو 1910.

وأما أحمد ماهر باشا فقد اغتيل في 25 فبراير 1945 على يد شاب اقتحم البهو الفرعوني بمبنى البرلمان وأطلق عليه النار ليسقط أحمد ماهر الذي تولي منصب رئيس الوزراء وتعرض لهجوم عنيف بعد إعلان دخول مصر الحرب ضد دول "المحور"، وانحيازه للإنجليز؛ ما أدى لهجوم عنيف عليه قاده الملك فاروق وحزب الوفد، حتى أشيع عنه أنه موال لليهود وتابع للإنجليز.

اغتيل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 في القاهرة، على يد شاب تخفى في زي أحد ضباط الشرطة، وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره.

وتعد قضية اغتيال النقراشي، التي اتهمت بتدبيرها جماعة الإخوان، خاصة بعد إقدام النقراشي على حل الجماعة في 8 ديسمبر 1948 من أبرز الدلائل على التوتر الذي شاركت الجماعة منذ نشأتها في إثارته خلال الفترات الهامة من الحياة السياسية المصرية.

اغتيل حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الذي قاد سلسلة من الأفعال وردود الفعل بين جماعته والنظام، في 12 فبراير من العام 1949، وتم اتهام الحكومة بأنها متواطئة في هذا الحادث بعد رصد السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد، المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية، في موقع الحادث كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952م.

في 6 من أكتوبر من العام 1981 حضر الرئيس الراحل محمد أنور السادات عرضًا عسكريًا أقيم احتفالًا بالانتصار الذي تحقق خلال حرب أكتوبر، فاغتيل إثر هجوم دبر وشن على "المنصة"، نفذه خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص لاحقًا في أبريل 1982، وذلك بعد تكفير الجماعة الإسلامية للسادات وأحلت دمه.

رصيد كبير هو ما تملكه الحياة السياسية المصرية من الاغتيالات السياسية بداع الخيانة مرة والتكفير مرة، ولعل أخر هذه المحاولات كان ما تعرض له المستشار أحمد الزند، ليلة أمس الأحد، من محاولة للاعتداء عليه.

اختلفوا مع الرجل أو اتفقوا معه.. لكن إياكم والتكفير وإياكم والتخوين، فمصر لا تحتمل.
الجريدة الرسمية