الصدام بين «الشروق» و«هيئة الكتاب» عرض مستمر.. مريد البرغوثي يشعل فتيل الأزمة بسبب مؤلف «زوجته».. رئيس الهيئة يخرج عن صمته: هجوم إخواني ويؤكد كتاب «الرحلة» لم ي
فجر الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، الأزمة مجددا بين دار الشروق للنشر، والهيئة العامة للكتاب، بعدما أن اتهم البرغوثي الهيئة بالاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، بإعلانها عن طباعتها لكتاب «الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أمريكا»، لرضوى عاشور زوجته، دون أخذ إذن مكتوب من أسرتها، أو من دار الشروق صاحبة الحق في طباعة أعمال عاشور.
وتم نشر الكتاب محل الخلاف قبل أشهر، وأطلقته في حفل توقيع كبير وحاشد، حضره مئات القراء في ساقية الصاوي بالزمالك يوم 2 يونيو، وأعلن تضامنه وأسرته مع أي إجراء تتخذه دار الشروق لوقف نشر هذا الكتاب دون حصول الهيئة على الموافقة المشتركة.
من جانبه أكد الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن كتاب «رحلة الحياة.. أيام طالبة مصرية في أمريكا»، لرضوى عاشور، لم يصدر بعد، كما لم يطرح في الأسواق حتى الآن، مشيرا إلى أن اجتماع لجنة مكتبة الأسرة اليوم هو لتوضيح الأمر.
وأوضح لـ«فيتو»، أن مكتبة الأسرة ليس لها علاقة بالمؤلف أو ورثته، لكن تعاملها المباشر مع الناشر، مؤكدا أن هيئة الكتاب لا يمكن أن تسطو على حقوق المؤلف أو تنتهك حقوق الملكية الفكرية.
أزمة هويدى
الصدام بين الشروق وهيئة الكتاب متجدد دائما، ففي فترة قريبة أشعل الكاتب فهمي هويدي، فتيل الأزمة بعدما نشر مقالا، بجريدة الشروق تحت عنوان "من مفاجآت معرض الكتاب"، اتهم فيه رئيس الهيئة باختيار محور الدورة السادسة والأربعين من معرض القاهرة الدولي للكتاب "الثقافة والتجديد"، والإمام محمد عبده شخصية المعرض، تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية ضرورة تجديد الفكر الإسلامي.
الثقافة والتجديد
وقال هويدي في مقاله: "كان مفهوما أن ترشح وزارة الثقافة موضوع (الثقافة والتجديد) عنوانا لمعرض الكتاب الذي شهدته القاهرة في الفترة من ٢٨ يناير إلى ١٢ فبراير الحالى، وكان مناسبا وموفقا اختيار الإمام محمد عبده ليكون شخصية المعرض، باعتباره أحد أبرز رموز التنوير والتجديد في القرن العشرين. ولاينتقص من هذا وذاك أن يتم تجاوبا مع الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى في الأول من شهر يناير الماضى. وتحدث فيها عن أهمية تجديد الفكر الإسلامى، وهو المعنى الذي قصده بإشارته إلى أهمية أحداث الثورة الدينية".
غياب عمارة
وانتقد هويدي في مقاله غياب الدكتور محمد عمارة عن ندوات معرض الكتاب قائلا: "لذا كان التخطيط مفهوما إلا أن التنفيذ جاء ملتبسا وغير مفهوم. ذلك إنه حين يطرح اسم الإمام محمد عبده في أي محفل علمى أو ثقافى فإن المثقف العادى يتوقع وجود الدكتور محمد عمارة ضمن الجالسين على منصة الحديث عنه أو المتحلقين حول طاولة مناقشة أفكاره. ذلك أن الرجل أفنى بعض سنين عمره في تجميع الأعمال الكاملة للإمام الراحل".
ورجح هويدي أن استبعاد عمارة يرجع إلى احتمال أن وزير الثقافة ورئيس هيئة الكتاب، أحدهما أو كليهما، أصدر قرار إقصاء الدكتور عمارة والشطب على اسمه من بين ضيوف المعرض. أي أنهما قاما بما لم تقم به الأجهزة الأمنية.
رائحة إخوانية
مقال هويدي في الشروق أثار حفيظة الدكتور أحمد مجاهد، ونشر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا: "إن رائحة إخوانية فجة تخرج من مؤسسة الشروق التي تنشر فكر القرضاوى وحسن البنا وسيد قطب منذ أكثر من ربع قرن، ومازالت تضع كتاب سيد قطب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) ضمن قوائم الأكثر مبيعا، وتجبر من يطلب توزيع كتبها على ترويجه.
السمع والطاعة
ووجه مجاهد رسالة إلى هويدي قال فيها: "يا أخ هويدى يا بتاع السمع والطاعة.. اللجنة الثقافية العليا للمعرض اختارت عنوان الثقافة والتجديد قبل حديث الرئيس السيسي عن ضرورة الثورة الدينية بأكثر من شهر، وهذا منشور في الجرائد في حينه، فالأمر حتمى الآن في نظر كل مثقف بل كل مواطن وطنى، وﻻ يمكن أن تعتمد المراجعة على من كرس للتخلف".
كتب القرضاوي
كما شهدت الأيام الأولى من معرض القاهرة للكتاب شدًا وجذبًا بسبب كتب القرضاوي وسيد البنا التي عرضتها الشروق ضمن معروضاتها، وعليه طلب مجاهد من مسئول الدار سحب هذه الكتاب التي تنشر الفكر المتطرف.
