رئيس التحرير
عصام كامل

عام على الرئيس (1)


الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد مرور عام من حكمه، نجد أن هناك 3 مستويات يتم تقييم الأعمال فيها، خلال هذه السنة، وهذه المستويات الثلاثة هي:

1) السياسة الخارجية
2) السياسة الداخلية
3) السياسة الاقتصادية

وهذه السياسات أو المحاور الـثلاث، هي أهم محاور يمكن مناقشتها ومعرفة ماذا تم خلال هذا العام، مع ملاحظة أنه يجب تذكر ما كانت عليه مصر قبل توليه الحكم، وكذلك ماذا وعد به المرشح عبد الفتاح السيسي.

وبالمراجعة نجد الآتي:-
أولا: السياسة الخارجية
قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بحلف اليمين الدستورية، يوم الأحد 8 يونيو 2014 الساعة 11.30 صباحًا بمبنى المحكمة الدستورية، ومصر كانت علاقتها بالدول الأوربية بالكامل شبه مقطوعة أو متوقفة، وكذلك علاقة مصر بالدول الأفريقية، وعضوية مصر في الاتحاد الأفريقي مجمدة، وعلاقة مصر بالدول العربية بها فتور، ومن بينها السعودية والإمارات والكويت، كما أن علاقة مصر مع أمريكا مقطوعة بالكامل، بل إن أمريكا تقف في صف أعداء الوطن "الإخوان المسلمين"، وعلاقة مصر مع دول شرق آسيا وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا تكاد تكون شبه متوقفة أيضًا.

هذا هو الوضع الخارجي يوم حلف اليمين الدستورية، ولكن نجد الرئيس خلال هذا العام قام بالآتي:
- 22 زيارة لدول العالم
- إنهاء تجميد عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي 
- عودة الدول العربية لمصر ومصر للدول العربية
- تغيير وجهة نظر أمريكا ونظرتها إلى مصر، من عدو يقف في خندق الإخوان، إلى دولة شبه معتدلة في علاقاتها مع مصر 
- تغيير الموقف الألماني والفرنسي بالكامل لصالح مصر، بعد أن كان الموقف مع الإخوان
- توطيد العلاقات العربية المصرية، بعد الفتور الذي كان يشوب هذه العلاقات
- زيادة العلاقات والأواصر بين مصر والدول الخليجية الثلاثة "السعودية والإمارات والكويت"، بعد أن كانت شبه مقاطعة أثناء حكم جماعة الإخوان
- قيام مصر باستقبال وفود ورؤساء وممثلين لنحو 25 دولة، أبرزهم اليونان وقبرص وروسيا وجنوب أفريقيا، ووزير خارجية أمريكا وإسبانيا وإيطاليا والصين وبعض الدول الأفريقية، وغير ذلك من دول العالم

- قيام الرئيس السيسي بإلقاء خطاب في الأمم المتحدة، وكان خطابا يليق باسم مصر، وتم ذكر اسم مصر 3 مرات في ختام الخطاب بعبارة "تحيا مصر"

- قيام الرئيس بالثأر لأبناء مصر من داعش في ليبيا، وبعد ذلك قام بزيارة الكنيسة الأرثوذكسية؛ لتقديم واجب العزاء
- قيام الرئيس بأكثر من زيارة إلى أثيوبيا؛ لحل أزمة المياه بين مصر وأثيوبيا
- تحرير عدد من الأسرى الأثيوبيين في ليبيا وتسليمهم إلى ذويهم، بعد أن قام الرئيس باستقبالهم في مطار القاهرة
- حضور الرئيس لقمة دافوس في سويسرا
- توقيع 4 اتفاقيات عسكرية مع كل من روسيا والصين وألمانيا وفرنسا

وتم التعاقد على توريد كميات من الأسلحة، وخاصة الطائرات إلى مصر، وذلك لأول مرة بعد أن كان توريد السلاح في أغلبه حكرًا على أمريكا.

ونجد أنه على صعيد السياسة الخارجية، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد نجح مع فريق العمل معه بدرجة (100%)، فقد عادت مصر لمكانتها العربية والإقليمية والدولية، بفضل السياسة الخارجية الحكيمة لمصر.

ثانيًا: السياسة الداخلية
تسلم الرئيس ملف السياسة الداخلية كالآتي: مصر بها انفلات سياسي تمثل في وجود 86 حزبا، ولا يوجد قانون للانتخابات، ولا يوجد بوادر لانتخابات مجلس النواب، ويوجد بعض الوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية الموروثة من عهد وزارة دكتور حازم الببلاوي.

وجود حالة من الانفلات الأمني، خاصة من جانب المؤيدين والداعمين والمساندين لجماعة الإخوان المسلمين.

وقوف معظم الشعب المصري في جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجانب ضبابية المشهد السياسي الداخلي من ناحية الانتخابات البرلمانية والانتخابات المحلية، وقوانين الأحزاب والإعلام وخلافه من هذه المشكلات.

وبعد مرور عام نجد الآتي:
1) قوانين الانتخابات الصادرة (غير دستورية)
2) الانتخابات البرلمانية لم تتم حتى الآن
3) الانتخابات المحلية لم تبدأ ولم تتم
4) قوانين الأحزاب السياسية لم تتم
5) زاد عدد الأحزاب السياسية لتصل إلى (94 حزبا) و(25 قائمة انتخابية) و(15 ائتلافا)
6) ضبابية المشهد السياسي مازالت قائمة
7) انخفاض جزء من شعبية الرئيس بسبب الأداء السيئ لمعظم وزراء الحكومة
8) تصدر معظم نظام الحزب الوطني للمشهد السياسي والإعلامي والاقتصادي بقوة مرة أخرى، ما أصاب البعض بحالة من حالات الإحباط
9) وعد الرئيس بمراجعة قانون التظاهر لم يتم
10) وعد الرئيس بالإفراج عن الشباب المحبوس على ذمة قضايا التظاهرات لم يتم تنفيذه حتى الآن
11) لم يتم التعرف على جريمة التسريبات التي تمت في رئاسة الجمهورية، ولم تتم محاسبة المسئول عن ذلك، رغم ما سببته التسريبات من وجود بعض الفتور مع الدول العربية، خاصة الدول الخليجية بسبب هذه التسريبات
12) اختيار بعض أهل الثقة وهم دون المستوى، بدلًا من أهل الخبرة وأصحاب الرؤية 
13) الأداء السياسي المتردي لبعض المسئولين، وآخرهم التصريحات التي أدلى بها وزير العدل ووزيرة العشوائيات والخطاب الديني لمعظم أعضاء مشيخة الأزهر
 
ولذلك نجد أن الأداء السياسي الداخلي، نسبة النجاح فيه لا تتجاوز الـ 20%. 

ونكمل في مقال لاحق..
الجريدة الرسمية