«ورد النيل» صداع في رأس وزارة الري..مغازي: يستهلك 10% من المخصصات المائية ويجب التخلص منه.. خبراء: له فوائد في تنقية المياه.. ثروة مهملة تدخل في صناعة الفحم والعلف وهناك بدائل للاستفادة منه
يتسبب انتشار نبات ورد النيل في مشكلة كبيرة تهدد رصيدنا من مياه النيل، إذ يؤدى إلى انخفاض شديد لمنسوب المياه لأنه من النباتات المائية الشرهة الاستهلاك للماء ويتسبب في فقد نحو 10% من مياه النيل سنويا حسب تصريح وزير الرى إضافة إلى تعطيله لحركة الملاحة النهرية وأعلنت وزارة الزراعة عن وجود خطة للقضاء على ورد النيل من خلال المعدات الطبيعية بجانب المكافحة الميكانيكية من خلال استخدامها في الأعلاف.
نبات ورد النيل هو نبات موسمي ينمو ويطفو فوق المياه العذبة وموطنه الأصلي في أمريكا الجنوبية، وفي مصر يتواجد في عدد من الأماكن بجانب إنه يستهلك وفقًا لحديث وزارة الموارد المائية والري ما يقرب من 10% من المخصصات المائية لمصر.
خارج السيطرة
ويقول وزير الرى إن ورد النيل يسبب أكثر من مشكلة منها سد الترع والسواقي، وعدم وصول المياه إلى نهايات الترع، وهو ما حدث في فرع رشيد من قبل ما يجعل الأمر خارج السيطرة مضيفا أنه بجانب أضراره يوجد العديد من المميزات لورد النيل أهمها إنه أحد الفلترات الطبيعية للمياه.
يخلص المياه من الفلزات
وعن قرار وزير الري بالتصدي لورد النيل يقول الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي إن هناك مميزات وأضرار لورد النيل فهو يستهلك مياه كثيرة لأنه نبات مائي بجانب تعطيله لجريان المياه نظرًا لانتشاره على مساحات كبيرة وهو ما يعاني منه المزارعون في نهاية زمام الترع ، إلي جانب حجبه للشمس والأكسجين ما يؤثر على الأسماك.
وأضاف "نورالدين" إنه في المقابل فإنه يخلص المياه من الفلزات الثقيلة القاتلة خاصة الكادميوم والرصاص والزنك والزرنيخ والمنجنيز ومعها أيضا مخلفات الصرف الصحي والمجاري التي يستهلكها كسماد، في ظل ما نملكه من ملوثات زائدة من الصرف الصناعي والصحي، ويقلل من سمومها وتأثيرها.
وطالب "نور الدين " من وزارة الري أن تقارن بين أهميته في تقليل تلوث نهر النيل وبين كمية المياه التي يستهلكها من أجل عدم الاستغناء عن فائدة طبيعية.
أحواض متدرجة للاستفادة منه
ومن جانب آخر قال الدكتور مغاوري شحاتة، مستشار وزير الموارد المائية والري، إن نبات ورد النيل استقدم إلى مصر على يد مهندس إنجليزي جلبه كنبات للزينة في عهد الخديو إسماعيل ومع بناء السد العالي وبطء حركة المياه تزايد الانتشار ولكن هناك عددا من البدائل الأخري.
وأضاف شحاتة أن من ضمن البدائل التي تم استخدامها في عدد من الدول منها إنشاء أحواض متدرجة بها للنبات لتنقيته ويجعلها عذبة للشرب، بجانب استخداماته كعلف للحيوانات.
وتابع أنه لا يمكن الاستغناء عن ورد النيل بدون الاستفادة منه خاصة أن مصر لديها تلك الثروة التي لها أضرارها وفوائدها، مطالبًا أن يكون التعامل مع كل الأمور بعقلانية قبل اتخاذ أي قرار.
طرق الاستفادة
قال الدكتور عباس أبوضيف، خبير المياه الدولي بجامعة الأزهر، إن هناك طرقا كثيرة للاستفادة من نبات ورد النيل خاصة أن كل جزء منه له فائدة وهو ما يمكننا من الاستفادة من كل جزء فيه.
وأضاف "أبوضيف"، أن النبات يتكون من ساق صغيرة قزمية تصلح علفا للحيوان وخاصة الأرانب ونسبة البروتين يصل إلى 16% ولا يحتوي على أي أملاح، بجانب عنق الأوراق التي يمكن استخدامها في عملية تصنيع الفحم بطريق بسيطة عن طريق تسخينها في الفرن لمدة 3 ساعات.
مربح اقتصاديا
وتابع أن ورد النيل مربح اقتصاديا كما إنه تم عرض مشروع إدخاله في عدد من الصناعات في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، وتتم المفاوضات مع عدد من الشركات.
