رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. توافد اليهود على تونس لزيارة معبد «الغريبة».. الاعتقاد باحتواء الكنيس على أبواب من بيت المقدس وراء الزيارات.. إسرائيل تحذر من هجمات إرهابية.. والسلطات التونسية: البلاد آمنة


يزور الكثير من اليهود كل عام جزيرة جربة في تونس استعدادا لموسم "الحج اليهودي" إلى معبد "الغريبة" بالجزيرة، وذلك في ظل مخاوف من حدوث أعمال إرهابية.


وبدأت الزيارات تتوافد على الجزيرة من بداية الأسبوع الجارى وما يزال حتى الآن العديد من اليهود يتوافدون إلى هناك رغم التحذيرات الإسرائيلية.

وتجري هذا العام احتفالات اليهود وسط إجراءات أمنية مشددة بعد الهجوم الدموي على متحف باردو وتحذير إسرائيل من هجمات "إرهابية" في تونس.

وقالت تقارير إسرائيلية: "إن السلطات التونسية، ضبطت الليلة الماضية أسلحة عديدة بالقرب من المكان المؤدي إلى جزيرة جربة، وذلك قبل يوم من افتتاح احتفالات عيد (لاك بعومر) اليهودي التقليدي في الجزيرة".

تونس آمنة للسياح
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مسئولين من الجالية اليهودية في تونس قوله: "إن هناك حضورا كبيرا للغاية للجهات الأمنية وهنالك رغبة كبيرة من جانب السلطات التونسية للإثبات من خلال هذه المناسبة الخاصة أن تونس آمنة للسياح، كما نقلت عن أحد اليهود المقيمين في تونس، قوله: تونس أكثر أمانًا من إسرائيل".

التطبيع مع إسرائيل
ونقلت تقارير إسرائيلية تصريحات مهدي جمعة، رئيس الوزراء التونسى الجديد حول حج اليهود في تونس وقوله: "علينا إنقاذ الموسم السياحي، تطبيع مع إسرائيل أو غير تطبيع، لنترك هذه الأسئلة الكبيرة، وكما وصلني من المختصين فإن نجاح موسم السياحة متعلق بنجاح هذه الاحتفالات، هذا تقليد معروف هنا ولدينا إجراءات تقام منذ سنين طويلة ومن جانب جميع الحكومات".

ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فإن السياحة أهم مصدر للدخل في تونس، فحتى قيام الثورة في عام 2011، كانت وجهة مفضلة للسياح من أوربا، خلال ثلاث سنوات ونصف السنة منذ قيام الثورة، وعانت السياحة من ضربة قاسية وبدأت بالتعافي منها منذ عام واحد فقط.

وأضافت أنه من المتوقع وصول سبعة ملايين سائح سيدخلون نحو خمسة مليارات دولار للدولة، وليست مستعدة للتخلي عن أية فرصة لجذب المزيد من السياح، حتى لو كانوا قادمين من إسرائيل.

معارضة البرلمان
ولكن عشرات النواب في البرلمان التونسي المؤقت لا يرون الأمر كذلك، فهم يعارضون دخول الإسرائيليين إلى تونس على أساس أنه ينتهك مبدأ حظر التطبيع الذي تشارك تونس فيه مع الدول العربية الأخرى التي لم توقّع على معاهدة سلام مع إسرائيل.

بيت المقدس
وتقام احتفالات عيد "لاك بعومر" في كنيس الغريبة في تونس منذ آلاف السنين، فوفق التقاليد هناك في الكنيس أبواب من بيت المقدس الأول والتي أحضرت إلى تونس على أيدي عائلة الكاهن تصادوق.

وكانت إسرائيل أصدرت تحذيرًا شديدًا من سفر الإسرائيليين إلى جربة في تونس بسبب تحذيرات من حدوث عمليات مخطط لها.

وفقا للتحذير، هناك "تهديد ملموس" ومعلومات عن نية لتنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية أو إسرائيلية في تونس، مع التركيز على ليالي عيد "لاك بعومر" المقترب.

وأعربت السلطات التونسية، في بداية الأسبوع، عن أسفها من قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية، بإصدار تحذير من السفر إلى تونس وقالوا "نحن نحترم دولة إسرائيل ونثق بأن القرار صادر عن اعتبارات أمنية، لكننا نشعر بأن إسرائيل تبالغ بخوفها واختارت منع اليهود من الوصول للاحتفال السنوي الذي يقام منذ آلاف السنين".

هجمات سابقة
ويعتبر كنيس "الغريبة"، واحد من أقدم الكنس اليهودية في شمال أفريقيا ككل، وتم استهدافه مرتين في العمليات في الماضي، ففي عام 1985 أطلق أحد رجال الشرطة المسئولين عن أمن المكان النار على الزوار الذين تجمعوا هناك، وقتل ثلاثة منهم، وفي عام 2002، انفجرت بالقرب من الكنيس شاحنة مليئة بالمتفجرات، وذلك الهجوم أعلنت القاعدة مسئوليته عنه، والذي أسفر عن مقتل 21 زائرًا.

ويعيش في تونس اليوم نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في جزيرة جربة وتونس العاصمة، وقبل استقلالها عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس 100 ألف يهودي، وغادر هؤلاء البلاد بعد الاستقلال نحو أوربا وإسرائيل.
الجريدة الرسمية