رئيس التحرير
عصام كامل

نفوس تتألم ودموع تتكلم !!!


الدموع هي عبارة عن تعبير عن ما نكنه من مشاعر داخلية سواء كانت مشاعر فرح أو حزن وغالبًا ما يعجز اللسان التعبير عنها فهى أيضًا إخراج للكبت الذي نعانيه وغسيل للهموم فكثير لا يستطيعون التعبير إلا عن طريق الدموع فيخط بدموعه سيلًا من العبرات لا تخطه اليدان فهنالك أمور عزيزى القارئ نعلمها في قرارة أنفسنا دائمًا ولكننا نتجاهلها ونضعها في أسفل الذاكرة.

وهناك أيضًا لحظات كثيرة تعترى الإنسان ويفيض القلب فيها من كثرة المشاعر سواء كانت حزينة أو مفرحة ولكنه حين يصدم بالحقيقة لا يجد تعبيرًا يصور بما في داخله فيكتفى بذرف الدموع التي تفوق كل التعابير أحيانًا ولكن لم يكن هناك ما يعبر عن الألم العميق فتكتفى النفس بالدموع فتحل محل الكلمات وكم من مرة أقبلت السعادة إليك وأصبحت بين يديك فتحتضنها بين جنبيك وتكون في قمة الفرح ولا تعرف كيف تعبر عن سعادتك وتتمنى لو تتكلم وتفصح عن فرحتك ولكن الدموع تسبقك فتتكلم الدموع أحيانًا قبل أن تنطق الشفاه.
وكم نعلم دائمًا بأننا نصمت عن حقوقنا كثيرًا !
نعلم دائمًا أن اختلاطنا بالآخرين يجعلنا ساذجين لدرجة أننا نضحي من أجلهم بأنفسنا !
نعلم دائمًا بأن الآخرين سيرحلون ليتركونا وحيدين!
نعلم دائمًا بأن الحياة لن تنتظرنا ! ونعلم دائمًا بأننا قد نموت في أي لحظة !
نعلم دائمًا بأن الآخرين لن ينتظروننا للأبد !
نعلم بأن الكثير من الأصدقاء قد خذلونا آلاف المرات !
ونعلم دائمًا بأننا نحتاج للحديث ولكن لا أحد مناسب !
فكم من مرة بلغ الحزن في النفس منتهاه ربما كان لفقد حبيب أو فراق عزيز أو جفاء صديق ولكن لم يكن هناك ما يعبر عن الألم العميق فتكتفى النفس بالدموع فتحل محل الكلمات، وكم نعلم بالكثير من الأمور ولكننا نتجاهلها لكي نبتسم! نتجاهلها لكي نعيش! وكلها تخرج دفعة واحدة حينما (نبكي) لذلك بعض البكاء يخرج الروح، وتترجم الكلمات التي نسينها ( كصراخ ) أثناء ذلك البكاء المر !!!
فأيتها الحياة هاتى أقسى ما عندك لم أعد أتأثر فلقد تألمت بما يكفى فعندما ينكسر الماء سأعلن إنكسارى فلو كنت أعلم يازمن ما كان يخفيه البشر لنزعت قلبى بيدى وزرعت قلبًا من حجر.. وفى النهاية لا يسعنى غير أن أقول يارب ارحم نفوسًا تتألم ولا تتكلم.....!!
الجريدة الرسمية