رئيس التحرير
عصام كامل

صحف عالمية: تشافيز كان أكثر الزعماء شهرة وإثارة للجدل فى أمريكا اللاتينية

الرئيس الفنزويلى
الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز

توفى الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز، الذى تحول من جندى التآمرية لحركة الشباب الفنزويليين إلى زعيم الثورة المناهض، تمتع بشعبية كبيرة حيث يلقب بالقائد وجندى الشعب، والوريث الروحى لبطل الاستقلال سيمون بوليفار، ويحظى بتأييد شعبى واسع خاصة من الفقراء، فى بلد تضم أكثر من 80% فقراء من أصل 24 مليون نسمة.


تشافيز، الرئيس الـ61 لفنزويلا، ولد فى 28 يوليو 1954 فى بيت جدته روزا إنيز شافيز، فى قرية سابانيتا فى ولاية باريناس فى الجنوب الغربى لفنزويلا، نشأ فى أسرة متواضعة، وهو متزوج من ميرازابيل دو شافيز وله خمسة أولاد.

أشارت صحيفة الجارديان إلى أن تشافيز اكتشف نفسه ليس بالنظر إلى شخصه، بل إلى الأوضاع المزرية التى تعيشها أمريكا اللاتينية وماضيها، واكتشف نفسه بوعده بتحرير البلاد، استنادًا إلى الثورة البولفارية وفلسفتها التى تعزز المشاركة الشعبية وتحسن نوعية حياة المواطنين.
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وفاة الرئيس الفنزويلى "هوجو شافيز" بالمصيبة المريرة، مشيرة إلى أن "شافيز" رحل وترك فنزويلا تعانى من تجربة الانقسام من بعده.

وهذا ما أكدته صحيفة واشنطن بوست أن فنزويلا دخلت فى أزمة مؤسسية، مع خصوم السيد شافيز عند مرض شافيز، أتهموا الحكومة بخرق الدستور. ولكن تمكن مساعدى السيد شافيز كسب الوقت أملين عودة زعيمهم الذى ظل فى المستشفى العسكرى كراكاس حتى وفاته.
وذكرت "واشنطن تايمز" أن الرئيس الفنزويلى سار على نهج روسيا، فى دعم ومساندة النظم السياسية التى تهاجمها الولايات المتحدة، مشيرة إلى دعمه لبرنامج إيران النووى، ونظام "الأسد" فى سوريا.
ووصفت الصحيفة الأمريكية "شافيز" بالدكتاتور لأنه ظل يحكم البلاد لمدة 14 عامًا، مؤكدة أنه انفرد بالقرار فى فنزويلا وحده، ولكن بالرغم من ذلك له شعبية ضخمة فى بلاده.

قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن بلاده مهتمة ببدء علاقات جديدة وحقيقية مع فنزويلا بعد وفاة رئيسها الاشتراكى هوجو شافيز.
وأوضح أوباما فى بيان “فى هذا الوقت الصعب برحيل الرئيس هوجو شافيز فإن الولايات المتحدة تؤكد دعمها لشعب فنزويلا واهتمامها بإقامة علاقات بناءة مع حكومة فنزويلا”.

وأضاف “فى وقت تبدأ فيه فنزويلا فصلا جديدا فى تاريخها.. لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بالسياسات التى تعزز المبادئ الديمقراطية وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان”.

كان شافيز من أكثر الزعماء شهرة وإثارة للجدل فى أمريكا اللاتينية، فكثيرًا ما تنقل عنه وسائل الإعلام تصريحات وخطابات نارية ضد الإمبريـالية وانتقاداته للعولمة وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يرتفع نجمه فقط فى أوساط فقراء فنزويلا، ارتفع أيضًا على مستوى العالم حيث عرف بمواقفه الحاسمة تجاه القضية الفلسطينية، واستغل قائد اليسار فى أمريكا اللاتينية والمناهض للولايات المتحدة، كل فرصة للتعبير عن معاداته لحلفاء الولايات المتحدة، وصرح، فى 2009، غداة الحرب الإسرائيلية على غزة، بأن إسرائيل قامت بمحرقة فى غزة، وطالب بمحاكمة الرئيس الإسرائيلى أمام محكمة العدل الدولية وكذلك الرئيس الأمريكى، وطرد السفير الإسرائيلى من فنزويلا، وقال، إنه ليس له مكان على الأرض الفنزويلية، وقام بسحب السفير الفنزويلى من تل أبيب مؤكدًا أنه لا فائدة من التعامل مع إسرائيل.

ومن أشهر أقواله ضد إسرائيل: "إنه يجب سحب الرئيس الإسرائيلى إلى المحكمة الدولية الجنائية ومعه الرئيس الأمريكى، لو كان لهذا العالم ضمير حى، لن يقولوا أن الرئيس الإسرائيلى شخص نبيل يدافع عن شعبه، فأى عالم عبثى هذا الذى نعيش فيه".
كما سار شافيزعلى مبدأ عدو عدوى صديقى، فأعلن صراحة تقاربه مع الرئيس الإيرانى، محمود أحمدى نجاد، الذى كان يعتبره بمثابة الأخ، وفى أغسطس 2011، أدان عمليات الناتو فى ليبيا، ودعم القائد الليبى السابق معمر القذافى.

فنجد بدأ المسار الثورى لشافيز منذ عام 1982 عندما أسس الحركة الثورية البوليفارية 200، وترأس عملية زامورا حركة الضباط الشباب للقوات المسلحة فى عام 1992 ليعلن تمرده على نظام كارلوس أندريس بيريز الرئيسى الفنزويلى فى ذلك الوقت، وكانت محاولة فاشلة وضع على إثرها فى السجن لمدة عامين.

وفى عام 1994 أسس حركة الجمهورية الخامسة، وهى حركة يسارية أعلنت أنها الناطق السياسى باسم فقراء فنزويلا، وفى 6 ديسمبر 1998 انتخب رئيسا لجمهورية فنزويلا بنسبة تفوق 56 % من الأصوات التى تحصل عليها تحالفه اليسارى "القطب الديمقراطى" الذى تغلب على حزب الاجتماعيين الديمقراطيين بعد 40 سنة من الحكم، بسبب الوعود التى أطلقها لدعم فقراء البلاد الذين يشكلون الأكثرية من السكان.

أطلق شافيز حملات عدة فى فنزويلا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وبعض من الأمراض الاجتماعية المنتشرة، التى كانت السبب فى إعادة انتخابه لفترة ثانية عام 2006.

فاز شافيز بفترة رئاسية ثالثة عام 2006 لمدة ست سنوات أخرى، على الرغم من عدم رغبة الولايات المتحدة أن يفوز بفترة رئاسية ثالثة، حيث فاز ب 61.35% من أصوات الناخبين، وعلى إثر فوزه بالانتخابات نال ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلى دولة اشتراكية، وأدى القسم على أن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية وغير اسم الدولة من الجمهورية الفنزويلية إلى الجمهورية الفنزويلية الاشتراكية.
وارتفع نجم شافيز وتم اختياره كأحد أكثر 100 شخصية مؤثرة فى مجلة التايم، بعد تحول فنزويلا إلى بلد اشتراكية والتخلص من الشيوعية غير الواقعية والرأسمالية الوحشية .

ولم يكن بجديد أن يفوز شافيز بفترة رئاسية رابعة فى أكتوبر 2012، حيث كان الفارق 10% بينه وبين منافسه إنريكى كابريليس.
وتوفى شافيز في5 مارس 2013 حيث قالت عنه صحيفة الجارديان " إن الرئيس الفنزويلى هوجو تشافيز وفى بوعده الذى قطعه للشعب الفنزويلى، مضيفة أن تشافيز كتب وقرأ إلا أنه أحب أكثر أن يتحدث".

وأضافت الصحيفة، أن "تشافيز كان يحب مخاطبة شعبه على الدوام، وكان يخاطبهم بمعدل 40 ساعة فى الأسبوع، ولم يعقد أى اجتماعات روتينية، إلا أنه كان يدعو شعبه إلى اجتماعات أسبوعية تذاع إما على شاشة التلفزيون أو الراديو، وأن من أشهر البرامج التى كان تشافيز يشارك فيها برنامج "آلو الرئيس" الذى كان يناقش قضايا سياسية من دون أن يكون لها وقت محدد للبث، ومن دون أى سيناريو مكتوب، حيث كان يناقش قضايا مفتوحة عن النظام الصحى فى البلاد، ويوجه انتقادات ذاتية لسياسات البلاد، إضافة إلى توقعات الشعب الفنزويلى بأن يقوم رئيس البلاد بدور الساحر".
الجريدة الرسمية