سمير زاهر يواصل مذكراته: «سيديهات» أبو الفتوح ودينا ظهرت بوشاية لجمال وعلاء مبارك (3)
- سمير رجب أبلغني بوضع اسمي على «قوائم الوطني»
- زيارة لبيت وزير الإسكان الأسبق أنهت الأزمة
- صالح سليم فوجئ برغبتي في الترشح وقال لي «أنت ابن ناس يا سمير مالك ومال الحاجات دي؟»
- هربت من معسكر الأهلي والفريق مرتجى «قفشني»
- عمارة منحني «شيك» بدون رصيد لمركز شباب في الدائرة وبقى شكلي «بايخ أوي»
- فرحت عندما تم اختيار «عبد المنعم عمارة» لـ «إدارة الرياضة».. وهذه قصة اجتماع «فايد»
- «ولاد الحلال» أبلغوا «الجماعة اللي بيحكموا» بـ «كلام وحش» عن «حسام أبو الفتوح» فـ «سجنوه»
- علاقة حسام أبو الفتوح بأهل الحكم كانت سببا رئيسيا في سجنه
- تلقيت تليفونا «إلحق.. حسام وإبراهيم حسن راحوا البيت لمحسن صالح علشان يضربوه»
- وصل كلام لـ «جمال وعلاء مبارك» أن «أبو الفتوح» بيقول عنهم «كلام مش كويس»
رأس البر.. دمياط.. السنانية.. القاهرة.. فيكتوريا كوليدج.. أماكن عادية.. البعض يمر عليها "مرور الكرام".. لا تحمل ذاكرته لها أي صور.. لا يحتفظ أرشيفه البشري بـ "حكايات خاصة" و"عزيزة على القلب".. لكن هذا كله لم يكن له محل من الإعراب في ذاكرة الكابتن سمير زاهر.. فـ "رأس البر" هي المكان الذي منحه أول ضوء للحياة.. المكان الذي أطلق في رحابه أول صرخة.. ورأى أول إنسان.. أما دمياط فهي "عشقه" الأول والأخير.. والسنانية "قريته المبجلة والمفضلة".. و"فيكتوريا كوليدج" شاهد على أيام "الشقاوة".
لم يشأ الكابتن "سمير" أن يطلق على حكاياته التي اختص بها "فيتو"، مصطلح "مذكرات".. لكنه أشار إلى أنها "ذكريات" تمر أمام عينيه الآن، يسترجعها بـ "سعادة"، سواء سنوات الطفولة في دمياط حيث عائلة "زاهر" المعروفة وذائعة الصيت، أو أيام "فيكتوريا كوليدج" المدرسة المعروفة بـ"مدرسة الملوك والأمراء".
الانتخابات، كان لها مكان أيضًا في ذكريات «زاهر» تلك التي خاضها في مجالس إدارات الأندية، أو انتخابات مجلس النواب، التي يمتلك عن «أيامها» العديد والعديد من الذكريات.
الملوك والرؤساء وكبار النجوم كان لهم مكان أيضا في «خزنة ذكريات الكابتن»، فالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان واحدا من الذين يمتلك معهم «زاهر» ذكريات خاصة، أما الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي فيحتفظ له كابتن «سمير» بما يمكن وصفه بـ «الصندوق الأسود».
«أيامنا الحلوة».. حكايات أخرى يرويها «زاهر» عن أيامه في النادي الأهلي، واتحاد الكرة والمنتخب الوطني يتحدث - بكل صراحة - عن المايسترو «صالح سليم»، ويكشف جانبا من ذكرياته مع الراحل «محمود الجوهري»، وأيضا موقفه الحقيقي من كل الوجوه التي تولت إدارة «الرياضة» في مصر.
في الحلقة الثالثة من «حديث الذكريات»، يكمل الكابتن سمير زاهر حكاية رجل الأعمال «حسام أبو الفتوح»، يتحدث عنه بكل صراحة، يكشف حقيقة الأزمة التي تعرض لها، كما يزيح الستار عن حقيقة «المؤامرة» التي تعرض لها «أبو الفتوح» من جانب «ولاد الحلال».
في الحلقة الثالثة من «حديث الذكريات»، يكمل الكابتن سمير زاهر حكاية رجل الأعمال «حسام أبو الفتوح»، يتحدث عنه بكل صراحة، يكشف حقيقة الأزمة التي تعرض لها، كما يزيح الستار عن حقيقة «المؤامرة» التي تعرض لها «أبو الفتوح» من جانب «ولاد الحلال».
حكايات رجل الأعمال لم تكن الأمر الوحيد الذي تحدث عنه «الكابتن سمير»، فقطار الذكريات حمله أيضا لمحطة الانتخابات، التي يكشف خلالها موقف المايسترو الراحل صالح سليم من قراره بخوض الانتخابات البرلمانية، وحكاية «ولاد الناس».
«زاهر» كشف أيضا حقيقة زيارته لوزير الإسكان الأسبق المهندس حسب الله الكفراوي، وحكايته مع وزير الرياضة الأسبق عبد المنعم عمارة، وحقيقة الصفقات التي كان يبرمها «عمارة» دون العودة لهم في اتحاد الكرة.
البداية كانت من عند رجل الأعمال «حسام أبو الفتوح»، حيث يقول «زاهر»: «كانت الأيام مع «حسام أبو الفتوح» أشبه بليالي ألف ليلة وليلة وقد تتفوق عليها من حيث الأحداث، الكل بلا استثناء كان يتمنى أن تصله دعوة لحضور واحدة من الحفلات التي يقيمها «أبو الفتوح»، التي كان يحضرها نجوم الفن في الوطن العربي، والعالم أيضا، وكما قلت فقد زرنا بلادا كثيرة لكن لندن كان فيها ذكريات كثيرة، وهنا أريد الإشارة إلى أن عائلة «أبو الفتوح» ثرية منذ زمن بعيد، وتمتلك شبكة علاقات في كل أنحاء العالم، وكان حسام حريصا على العلاقات مع أهل الحكم وكبار المسئولين، وفي فترة من الفترات توطدت العلاقة مع علاء وجمال مبارك، ودائما كنا نقيم مباريات كرة قدم في عزبته بصفة أسبوعية، وتوطدت العلاقات إلى أقصى درجة، لكن هذه العلاقة كانت سببا رئيسيا في سجن حسام بعد ذلك وغياب نجمه».
«الغيرة» سبب سجن «أبو الفتوح»
ويتذكر هنا «الكابتن سمير» حكاية القبض على «حسام أبو الفتوح»، ويقول عن تلك الأيام: «أولاد الحلال كانوا غيرانين جدا» من العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع «أبو الفتوح» وابنيّ الرئيس مبارك، جمال وعلاء، رغم أن «حسام» لم تكن له أي أطماع سواء سياسية أو مادية، ورغم هذا تدخل «ولاد الحلال» بـ «الوشاية» ووصل كلام لـ «أهل الحكم» أن «أبو الفتوح» يقول عنهم «كلام مش كويس»، هنا قامت الدنيا ولم تقعد رغم المحاولات الكثيرة لإصلاح هذه العلاقة، وانتهى المطاف بدخوله السجن في قضايا من وجهة نظري، أرى أنها قضايا ليس «لها محل من الإعراب» خاصة موضوع القروض؛ لأن «أبو الفتوح» كانت لديه المقدرة على تسديد أي قروض مهما بلغت قيمتها، وبعدين فتحوا في موضوع الـ «سيديهات» مع دينا وغيرها، وبدا أن الهدف الأساسي منها تشويه «أبو الفتوح» أمام الرأي العام، ولكن الحق يقال إن أسرة «حسام أبو الفتوح» وقفت إلى جواره خاصة زوجته التي ضربت مثالا للسيدة المصرية في الأصالة.
لم يغلق الكابتن «سمير» باب الذكريات مع رجل الأعمال «حسام أبو الفتوح» لكنه أكمل بقوله: أثناء عملي في توكيل B M W مع «حسام» حصلت على لقب أفضل مدير تسويق على مستوى الشرق الأوسط، وبدأت في تكوين شبكة علاقات مع كل الفنانين ونجوم الكرة، وأتذكر أنه عام 1981 أقيمت مباراة بين الأهلي والزمالك، وأعلنا أن سيارة هدية سيحصل عليها اللاعب الذي يحرز هدف الفوز في المباراة، التي انتهت لصالح الزمالك (2 / صفر)، وأحرز الهدف الأول أحمد عبد الحليم وبالفعل حصل على السيارة، وعندما اقتنص النادي الأهلي اللقب أقام «حسام» حفلة كبيرة لنجوم الأهلي وحصلوا على هدايا قيمة.
لقاء ياسر عرفات في تونس
الكابتن سمير زاهر يعود ليتذكر «أيامه الحلوة» في النادي الأهلي، وقال عن تلك الأيام: أثناء لعبي في النادي الأهلي أصبحت لديّ «شلة» أبرز أعضائها الحارس الفلسطيني «مروان كنفاني» وكانت تربطني به علاقة وطيدة، وتحديدا أثناء فترة ارتباطه بالإعلامية المتألقة نجوى إبراهيم، وأتذكر أنه زارنا أكثر من مرة في رأس البر، لكن ما هي إلا سنوات وانخرط «مروان» في العمل السياسي، وحصل على وظيفة في السلطة الفلسطينية، الأمر الذي أتاح له ترتيب لقاء يجمعني والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رحمه الله، وذلك أثناء تواجدي في تونس عام 1994؛ حيث كنت رئيس بعثة المنتخب الوطني في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها تونس، لكن العلاقة انقطعت بعدها.
«والشلة كانت تضم أيضا: فؤاد أبو غيدة، وعصام عبد المنعم وعبد الوهاب، وطارق سليم والمحترم طه إسماعيل، وصديقي «الأنتيم» صلاح حسني، وكما قلت فيما سبق، فإن الكابتن صالح سليم كان في هذا التوقيت يحترف في النمسا، وبعد عودته من رحلة الاحتراف توطدت علاقتي به، وكان «شايف أني ابن ناس قوي» ولا أنسى حديثه معي عندما طلبت نصيحته حول رغبتي في الترشح لانتخابات «مجلس النواب»، وذهبت إليه في مكتبه، وأول ما أخبرته بالأمر لقيت لونه اتغير وسألني «أنت ابن ناس يا سمير مالك ومال الحاجات دي؟».. رحمة الله عليه كان شايف أن أولاد الناس المحترمة لازم يبعدوا عن المناصب الرسمية ودائما كان أستاذا في الإدارة».
لم تكن العلاقة بين الكابتن سمير زاهر والمايسترو الراحل صالح سليم، على طول الخط جيدة، فلم تمنع العلاقة الوطيدة من حدوث بعض الأزمات، التي سرعان ما استوعبها الاثنان، واتفقا على أن الصداقة هي الأمر الوحيد الذي يجب أن يحتكما إليه في أي خلافات قد تحدث بينهما في «إطار الشغل».
وعن واحدة من تلك الأزمات، يتذكر «الكابتن سمير» ويقول: في وقت من الأوقات اختلفت أنا والراحل صالح سليم، وتحديدا عندما كنت رئيس اتحاد الكرة وهو رئيس النادي الأهلي.. وكان وقتها الدكتور الجنزوري رئيس وزراء.. كان فيه خلاف شديد على موضوع بث المباريات ونظام المسابقة.. هو انتقد اتحاد الكرة الذي أراسه بشدة وأنا بدوري لم أسكت وقمت بالرد بحدة أكثر، ولم يجد الجنزوري وقتها بدا من إصدار تعليمات بضرورة حل الأزمة فورًا من خلال اجتماع، ومن جانبي صممت أن يكون الاجتماع في مقر اتحاد الكرة، وبالفعل حضر المايسترو «وكان يوم»...!
«خناقة» مع «صالح سليم»
«يومها كان مجلس إدارة اتحاد الكرة متواجدا بكامل هيئته في الاجتماع وعندما جاء الدور على الحاج قدري عبد الحليم عضو مجلس الإدارة، رحمة الله عليه، في الكلام وبعد أول كلمتين وقف المايسترو واحتد، وقال له أنت تتكلم في الكورة ليه وعلى أي أساس؟ وتكهرب الجو، وقفت وقلت للمايسترو أرفض الحديث بهذا الشكل مع عضو اتحاد الكرة وأنهينا الأزمة في وقتها، لكن الحق يقال إن المايسترو صالح سليم كان رجلا بمعنى الكلمة وإرادته دائما كانت قوية ولا يخشى صاحب سلطان أو جاه، ويمكن يكون ده سر نجاحه ونجاح الأهلي على مدى سنوات طويلة لأنه أوجد نظاما محترما للأهلي.. لا يدافع عن مخطئ مهما كان حجم صداقته، ودائما كان مريحا في نظامه معنا كان اتحاد الكرة.. ولا أنسى يوم أن كان رئيسا للأهلي في ١٩٩٤ وكنت نائب رئيس اتحاد كرة والمنتخب كان بيلعب مع المغرب في الرباطـ، يومها قام إبراهيم حسن، وكان لاعبا في صفوف الفراعنة، بإشارة خارجة تم تسليط الضوء عليها بقوة، وقبل أن تعود من المغرب لدراسة العضوية في الاتحاد، إذا بالمايسترو يفاجئ الجميع ويصدر قرارا بإيقاف إبراهيم حسن لمدة ٦ أشهر وحرمانه من اللعب مع الأهلي، وطبعا كانت عقوبة تربوية صدقنا عليها في اتحاد الكرة.. هكذا كان المايسترو».
أنا والفريق مرتجى
الحديث عن «المايسترو والنادي الأهلي» أعاد لـ «ذاكرة الكابتن سمير» موقفًا، أكد أنه لن ينساه طول عمره، وتحديدا عندما كان لاعبا في النادي، وكيف كان الأهلي «واقع» في تلك الفترة وهو ما دفع المشير عبد الحكيم عامر لإصدار قرار بإدخال الفريق كاملا معسكرا بالجيش حتى يعود من جديد، وطبعا الكلام لكابتن سمير كنت «حريف تزويغ» من المعسكر، وفي ليلة «طقت في دماغي» أنا ومروان و«أبو غيدة» الهروب من المعسكر، وقد كان، وذهبنا إلى فندق هيلتون لتناول العشاء، لكن حظنا العثر ونحن نتناول العشاء دخل علينا الفريق عبد المحسن مرتجى وبصحبته زوجته وأولاده لحضور فرح كان في الفندق.. بمجرد ما رأيناه وقف الأكل في زورنا، وبادرنا بسؤاله «أنتم سايبين المعسكر ليه؟ قلنا له بنتعشى يا فندم.. سكت وكانت ليلة سودة علينا في المعسكر خاصة من اللواء الديب الذي كان يتولى الإشراف على الفريق».
«خناقة» مع «صالح سليم»
«يومها كان مجلس إدارة اتحاد الكرة متواجدا بكامل هيئته في الاجتماع وعندما جاء الدور على الحاج قدري عبد الحليم عضو مجلس الإدارة، رحمة الله عليه، في الكلام وبعد أول كلمتين وقف المايسترو واحتد، وقال له أنت تتكلم في الكورة ليه وعلى أي أساس؟ وتكهرب الجو، وقفت وقلت للمايسترو أرفض الحديث بهذا الشكل مع عضو اتحاد الكرة وأنهينا الأزمة في وقتها، لكن الحق يقال إن المايسترو صالح سليم كان رجلا بمعنى الكلمة وإرادته دائما كانت قوية ولا يخشى صاحب سلطان أو جاه، ويمكن يكون ده سر نجاحه ونجاح الأهلي على مدى سنوات طويلة لأنه أوجد نظاما محترما للأهلي.. لا يدافع عن مخطئ مهما كان حجم صداقته، ودائما كان مريحا في نظامه معنا كان اتحاد الكرة.. ولا أنسى يوم أن كان رئيسا للأهلي في ١٩٩٤ وكنت نائب رئيس اتحاد كرة والمنتخب كان بيلعب مع المغرب في الرباطـ، يومها قام إبراهيم حسن، وكان لاعبا في صفوف الفراعنة، بإشارة خارجة تم تسليط الضوء عليها بقوة، وقبل أن تعود من المغرب لدراسة العضوية في الاتحاد، إذا بالمايسترو يفاجئ الجميع ويصدر قرارا بإيقاف إبراهيم حسن لمدة ٦ أشهر وحرمانه من اللعب مع الأهلي، وطبعا كانت عقوبة تربوية صدقنا عليها في اتحاد الكرة.. هكذا كان المايسترو».
أنا والفريق مرتجى
الحديث عن «المايسترو والنادي الأهلي» أعاد لـ «ذاكرة الكابتن سمير» موقفًا، أكد أنه لن ينساه طول عمره، وتحديدا عندما كان لاعبا في النادي، وكيف كان الأهلي «واقع» في تلك الفترة وهو ما دفع المشير عبد الحكيم عامر لإصدار قرار بإدخال الفريق كاملا معسكرا بالجيش حتى يعود من جديد، وطبعا الكلام لكابتن سمير كنت «حريف تزويغ» من المعسكر، وفي ليلة «طقت في دماغي» أنا ومروان و«أبو غيدة» الهروب من المعسكر، وقد كان، وذهبنا إلى فندق هيلتون لتناول العشاء، لكن حظنا العثر ونحن نتناول العشاء دخل علينا الفريق عبد المحسن مرتجى وبصحبته زوجته وأولاده لحضور فرح كان في الفندق.. بمجرد ما رأيناه وقف الأكل في زورنا، وبادرنا بسؤاله «أنتم سايبين المعسكر ليه؟ قلنا له بنتعشى يا فندم.. سكت وكانت ليلة سودة علينا في المعسكر خاصة من اللواء الديب الذي كان يتولى الإشراف على الفريق».
انتقل بعد ذلك «الكابتن سمير» لركن الانتخابات في حياته، سواء انتخابات مجالس الإدارة أو البرلمانية، حيث قال: رغم العلاقة القوية التي تربطني أنا وعدد كبير من نجوم الفن والرياضة لكنني عندما فكرت في الترشح في انتخابات الأندية، قررت الترشح في انتخابات نادي «هليوبوليس» لأني أعتبره بيتي ومعظم أصدقائي فيه ولم أفكر يوما في الترشح في الأهلي رغم صداقتي بكل المسئولين هناك وبدأت مسيرتي في الإدارة الرياضية في هذا النادي العريق الذي يضم صفوة المجتمع في مختلف المجالات، رغم أن الكرة التي شكلت نجوميتي لا توجد على خريطة هذا النادي، والحق أن الطفرة التي شهدها نادي هليوبوليس على مدى تاريخه كانت في عهد المهندس فؤاد سلطان وزير الطيران الأسبق، الذي عملت معه فترة طويلة وكان نموذجا للإداري المحترف، ويمكن هذا يكون السبب الذي جعلني أرفض الترشح لرئاسة النادي ما دام موجودا.
«حتى تاريخه مع مطلع التسعينيات كانت علاقتي بكرة القدم قائمة فقط على العلاقة من خلال B.m.w، لكن بدأت الأبواب تفتح أمامي مع اختيار الدكتور عبد المنعم عمارة الذي كان يتولى منصب محافظ الإسماعيلية لرئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وكان «عمارة» يمتلك فكرا جديدا في الإدارة الرياضية ويؤمن بضرورة الدفع بوجوه جديدة لتحريك المياه الراكدة خاصة أن الكرة المصرية بعد أن وصلت للقمة في مونديال إيطاليا بدأت تتراجع».
«عمارة» وقصة «اجتماع فايد»
«تم حل مجلس إدارة اتحاد الكرة وبدأ الدكتور عمارة يبحث عن وجوه جديدة ووجد ذلك في شخصي و«هانى أبو ريدة» ورأفت عبد العظيم ومحمد السياجى «الله يرحمه» والبرنس أحمد شاكر رحمة الله عليه، وبدأنا ندخل اتحاد الكرة وفضلت فترة حتى وقت الانتخابات ودخلنا الانتخابات وطبعا كان كل شيء بترتيب الدكتور عمارة، ولا أنسى عندما كنا مجتمعين في فايد، وقلت له لن أتنازل عن منصب النائب لأن مرشح الرئاسة هو اللواء يوسف الدهشوري حرب أفضل من تعاملت معه فهو بحق صديق العمر، وحدث ما طلبته حيث أصبح حرب رئيسا وزاهر نائبا وباقي الأعضاء زي ما قلت في الفترة دي، كانت السلبية الوحيدة أن الدكتور عمارة بيتدخل في كل كبيرة وصغيرة في الكرة، مرة تلاقي صفقة مدربين من رومانيا «ستابكو ورفاقه» ولكن الصفقة الأكبر كانت صفقة المدربين الهولنديين؛ حيث تم التعاقد مع نول دى راوتر لقيادة المنتخب الأول و«رود كرول» للمنتخب الأوليمبي، فضلا عن مدربين للإسماعيلي والمصري، وكان المجلس الأعلى للشباب والرياضة يتحمل رواتبهم، وبالفعل قمنا بتشكيل الأجهزة، وأصبح «كله تحت السيطرة»، لكن مع أول احتكاك رسمي وفي أول مرة في التصفيات المؤهلة للأمم الأفريقية عام ٩٦ بجنوب أفريقيا «الراجل» هرب وترك المعسكر في الجزائر ووضعنا في ورطة، وقررنا أن يستكمل المشوار محسن صالح الذي كان يعمل مساعدا له، والحق يقال إن «محسن» قاد الفريق باقتدار وحقق أفضل نتائج مع المنتخب طوال تاريخه في تصفيات الأمم الأفريقية وصعد قبل أن تنتهي التصفيات بمباراتين، كما أنه جعل تشكيلة المنتخب من كل أندية مصر ولم يعد المنتخب حكرًا على لاعبي الأهلي والزمالك وساندناه ولكن المشاكل زادت عن الحد.
محاولة الاعتداء على «محسن صالح»
«ولن أنسى يوم تلقيت تليفونا «إلحق.. حسام وإبراهيم حسن راحوا البيت لمحسن علشان يضربوه» نزلت بسرعة حتى لا تتفاقم المشكلة وأنهيت الموضوع بحل دبلوماسى بعيدًا عن أقسام الشرطة لأن الموضوع كان صعبا جدا، وطبعا كان فيه ناس بتأجر جماهير علشان تهاجم محسن صالح من المدرجات، المشاكل زادت عن حدها وبدأنا نستشعر الخطر وكان لابد من البحث عن حل، وقتها «كرول» رفض يمشي وبدأ يكون "فريق هايل" بمعنى الكلمة يضم حازم إمام وعبد الستار صبري وأحمد حسن وعبد الظاهر السقا، وعصام الحضري وغيرهم، وحقق معهم نتائج هائلة بعد أن حصد ذهبية دورة الألعاب الأفريقية في زيمبابوي عام «٩٥»، فقررنا «أنا وحرب» أن نمنح «كرول» فرصة في قيادة المنتخب الأول لتطعيمه بالعناصر الواعدة وبدأنا رحلة إقناع محسن صالح بضرورة العودة من جديد لمنصب الرجل الثاني بإلحاح مني ومن اللواء حرب في مكتبه باتحاد الشرطة الرياضي، ووافق محسن على مضض لكن لم يستمر شهر العسل كثيرا بين «محسن وكرول»، وانتهى الأمر بانسحاب «صالح» من المشهد رغم قناعتي في ذلك الوقت بضرورة منحه الفرصة لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
حقيقة زيارتي لـ «حسب الله الكفراوي»
«في هذه الأيام أصبحت أكثر شهرة من خلال وجودي في اتحاد الكرة وبدأت علاقاتي تتوسع بالمسئولين على مختلف المستويات والإعلام ساندني بقوة بحكم علاقتي بالصحفيين الرياضيين ولم أكن أفكر في أكثر من ذلك، وإذا بتليفون يأتيني من سمير رجب - رئيس مؤسسة دار التحرير - يطلب مني الترشح لانتخابات مجلس النواب فقلت له يا ريت بس إزاي؟.. وكنت أعلم أن الدائرة التي سأترشح لها هي دائرة الوزير المحترم حسب الله الكفراوي، صاحب الشعبية الكبيرة في الدائرة، ولكن غضب مبارك على الكفراوي جعلني المرشح لهذه الدائرة، فأبلغني سمير رجب بأنه سيتم وضع اسمي على قائمة مرشحي الحزب الوطني في دائرة كفر سعد بدمياط.. وأول خطوة عملتها أن ذهبت للوزير حسب الله الكفراوي في بلده كفر سليمان للاستئذان منه، فلم يمانع وبدأت خطواتي نحو الوصول لقبة البرلمان، وأتذكر وقتها أنني قمت ببيع جزء من ميراثي للإنفاق على الحملة الانتخابية خاصة أن انتخابات ٩٥ كانت ساخنة جدا ومنافسي وقتها كان يمتلك أموالًا طائلة، لكن بفضل حب الناس ودعم المسئولين لي في مختلف الوزارات والاستجابة لكل الطلبات التي قدمتها للحصول على فرص عمل لأبناء الدائرة، والحمد لله وبتوفيق من الله نجحت في تعيين عدد كبير جدا في البترول والكهرباء وفي عدد من الوزارات، وساعدني «عمارة» في إقامة ملاعب ومراكز شباب في كل القرى، وأنا سعيد بكل ما قدمته في هذه الدورة التي لم تتكرر».
حكايتي مع عمارة والمشير طنطاوي
«حكايتي في مجلس النواب كثيرة والحوادث أكثر، لكن فيه واقعتين ما زالتا محفورتين في رأسي: الأولى: أنا قلت إن الدكتور عمارة كان بيدعمني ومرة منحني «شيك» كبيرا لأحد مراكز الشباب في الدائرة وطبعا ذهبت وعملنا فرحا لهذا الشيك، وعندما ذهبوا إلى البنك لصرفه لم يجدوا رصيدا بسبب أزمة فنية من داخل الوزارة، وبقى شكلي «بايخ أوي» فذهبت إلى عمارة وأنا في حالة غضب شديد، فقال لي بسيطة، وطلب من أمين الصندوق عمل شيك فورًا وصرفه في نفس اليوم وحدث ما قاله، وأهل البلد صرفوا الشيك وحطوا الفلوس في حلة على ظهر سيارة، وعملوا زفة وأنا موجود والناس تهتف الفلوس أهي.. الفلوس أهي».
«والواقعة الثانية لما الجيش قبض على مجموعة من إحدى القرى التابعة لدائرتي بسبب موضوع الصيد في أماكن غير مسموح بها، فذهبت مباشرة إلى مكتب المشير طنطاوي والراجل كان يحبني وقلت له يا فندم الناس مظلومة ومش عارفين، فقال لي هشوف ولو مفيش حاجة هنفرج عنهم خلال ساعات، وحدث ما وعدني به وأفرج عن الناس، ولا تتخيل حجم الفرحة من أهل البلد ومن يومها الناس كانت مصممة تشيلني وأنا في العربية وتزفني في البلد.. الحمد لله راض عن أدائي وعن الدور الذي قدمته».
