رئيس التحرير
عصام كامل

سفير على نفسك!


على طريقة (تهامي باشا)، وقف مندوب كفر قطر في الجامعة العربية يصرُخ رافضًا الغارة المصرية على مواقع ولاد خالته بتوع داعش في ليبيا، ومُطالبًا بعدم تسليح الجيش الليبي، خوفًا على خالته وولادها برضو!


قال (تهامي) قصدي المندوب، وهو يترنَّح من أثر فُرجته على قناة الجزيرة ليل ونهار، وما يُعرض عليها من عُهر إعلامي أصابه بالحوَل وسيبان الرُكبتين: "بتقتلوا الصاروخ ليه؟!"، وهو يتحسَّر بشدة على قتل العيال الطوال العُراض الجامدين بتوع داعش اللي ظهروا في الفيديو الأخراني، أصله يا عيني مالحقش يتمتَّع بيهم ويفرَّح نفسه!

المُهم أن المواقع العربية والأجنبية كلها كتبت أن بيان مجلس الجامعة جاء فيه: "يُعرب المجلس عن تفهمه الكامل للضربة الجوية المصرية ضد مواقع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا"، ومُمكن هنا نعذُر مندوب قطر علشان أكيد هو مافهمش وماتفهِّمش زي البني آدمين، ولما بعت لقيادته هناك يسأل ويستشير، ملقاش حَد برضو قادر يفهم، فكان عليه الرفض بالتأكيد، بالإضافة طبعًا للسبب الأولاني، ربنا يعوض عليك يا ابني بعيال أطول منهم، لو دوَّرت هاتلاقي، بس اصبر على نفسك حبة واستحمل!

المُهم أن الموضوع هوب، حلوانة في سلوانة في موزة في برتقانة، وقال أيه سفير قطر في مصر مصدَّق أنه سفير بجد، وهو في الأصل تلاقيه ماعهوش محو أمية، بدليل أنه معرفش يتفهِّم البيان زي اللي جايبينه، وهوب هُما كمان راحوا شادين الحبل ساحبينه من رقبته من القاهرة، وهو على نغمة واحدة، لأ، مش بتاعة ماخدوش يا بابا ماخدوش يا بابا.. ده النغمة التانية، بتاعة أنا مش قصير قزعة، أنا سفير وأهبل.. وبالصُدفة كان فيلم (اللي بالي بالك) شغال، و(رياض المنفلوطي) بيقول للدكتور: "دكتور على نفسك، برَّة يا كلب"!

في الوقت ده، كان السفير شايل بطنه ورايح المطار، ما هو طبيعي سفير لازم يغور من المطار، مش زي ولاد عمته اللي بيمشوا زي الصراصير من ع الحدود، وهُما زاحفين على بطونهم، ولما يتمسكوا ويشربوا العصير إياه، يقولوا كُنا بنعمل سفاري وتوهنا في الصحرا، المُهم أن الجُملة بتاعت الفيلم لزقت في قفا الراجل في الوقت المُناسب، ولا مؤاخذة يعني في كلمة راجل، مش في كلمة قفا أكيد، أصل راجل مش لايقة خالص الحقيقة، أكرر اعتذاري!

هو وصل المطار، وعينك ما تشوف إلا النور، المصريين جايبين القلل والأزيار، وطالعين ع المطار يرموها ورا السفير القطري، وفجأة الراجل - لا مؤاخذة تاني - أمر السواق يوقَّف العربية، وراح نازل واقف قدام الناس، وبصراحة هُما اتفاجأوا، ما هو مستحيل يقدر يقف قدامهم كدة، وهو عارف أنهم مُمكن يفرتكوه، المُهم أنه راح مقرَّب من أكبر زير شايله واحد من المصريين، وراح موطِّي قدامه كدة بكُل احترام، وقام بايسه!

الذهول خلى الناس مشلولة، لدرجة أنه بعد ما مشي بساعتين تلاتة، والطيارة خلاص نزلت في الحارة المزنوقة هناك، قامت قنوات سي إن إن وبي بي سي وأيه بي سي وفوكس نيوز وأون تي في بتفسير الموقف، أتاري صاحبنا أول ما نزل بلدهم هناك راح قايل: "شُكرًا للأمير الحالي، أنه بعت لي سمو الأمير السابق في مطار القاهرة يودعني وأنا ماشي من هناك، وعاوز أؤكد لكم حُب المصريين لينا قد أيه، لدرجة أنهم كانوا شايلينه من ع الأرض شيل، بس أنا صممت أبوسه"!
الجريدة الرسمية