رئيس التحرير
عصام كامل

القومي للسكان يطلق حملة تليفزيونية ضد الختان.. بشهادات واقعية



أطلق المجلس القومي للسكان حملة تليفزيونية تحت شعار"كفاية ختان بنات"، للتوعية بمضار ختان الإناث، على عشر قنوات أرضية وفضائية، عبر سلسلة من التنويهات، تظهر معاناة نساء ورجال أيضا من آثار هذه الممارسة المجرمة بالقانون، على كل أفراد الأسرة، من خلال شهادات لأسر حقيقية امتنعت عن ختان بناتها من مختلف قرى محافظات مصر، وأخرى درامية قصيرة، تناقش قلق ومنافشات الأسرة المصرية حول ختان بنتها، ومشكلة الأطباء الذين يخالفون القانون ويرتكبون هذا الجرم، ثم انتصار إرادة الأب والأم وحماية ابنتهما من الختان في اللحظة الأخيرة، مدعوما بالرأى الديني.


ويقول الدكتور عاطف الشيتاني، مقرر المجلس القومي للسكان، أن هذه التنويهات التي أنتجت بالتعاون بين المجلس واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تعد الأولى من نوعها النابعة من تجارب حقيقية لآباء وأمهات قرروا أن يحموا بناتهم من عادة ختان الإناث، وأن يواجهوا ضغوط المجتمع خاصة في الريف، بشجاعة مدعومة بالمعلومات الموثقة عن هذه الممارسة الضارة.

وأكد الشيتاني أن هذه التنويهات جاءت استجابة لطلب الكثير من المشاهدين وأصحاب القنوات الفضائية لاستئناف الحملات الإعلامية للقضايا السكانية، مشيرا إلى أن المجلس ملتزم بدعم الأسرة المصرية لحماية أفرادها من كافة أشكال العنف، تنفيذا للمادتين 11 و80 من الدستور، اللتين تلزمان الدولة بحماية المرأة والطفل من جميع أشكال العنف والإساءة، بما فيها ختان الإناث، الذي لا يعد انتهاكا لحق الفتاة في حياة سليمة فقط، بل انتهاك لحق الزوج في حياة زوجية مكتملة مع زوجته.

وقالت منى أمين منسق البرنامج القومي لتمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث بالمجلس، إن التنويهات الجديدة تتميز بالتلقائية وبتجارب فتيات استطعن أن يقنعن أهلهن بحماية إخواتهن، بعد معاناتهن من هذه الممارسة، وبأزواج يتحدثون بصراحة عن معاناتهم من هذه الجريمة مع زوجاتهم، ويعلنون بصراحة أنهم سيحمون بناتهم منها، لاقتناعهم أن العفة تأتي من التربية والمعرفة الصحيحية بالدين وليس بقطع أجزاء من جسد الفتاة.

وأوضحت منى أن هذه التنويهات هي أحد وسائل البرنامج لنشر الوعي بضرورة التخلي عن جريمة ختان الإناث، وتشجيع المسئولين على تتبع الممارسين لهذه الجريمة في الخفاء، وتقديمهم للعدالة.

كان المجلس القومي للسكان قد أطلق قبل شهور خطة خمسية لخفض معدلات ممارسة ختان الإناث، بنسبة 15 %، بين الفتيات في السن من 10-18 عاما، بالتعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية الوطنية والدولية.

ويذكر أن نسبة ممارسة ختان الإناث بين السيدات المتزوجات من سن 15-49 قد وصلت إلى 91% في آخر مسح صحي سكاني أجرى عام 2008، وتشير مؤشرات المسح الجديد الذي يعلن خلال أسابيع إلى أن نسبة الممارسة انخفضت بين الفتيات في السن من 15-18 إلى ما حول 50% في المتوسط على مستوى الجمهورية.

وتقول د. فيفيان فؤاد، مسئولة التدريب بالبرنامج إن الخطة تهدف إلى خفض نسب ممارسة ختان الإناث وسط الأجيال الجديدة على المستوى الوطني، من خلال دعم مناخ سياسي واجتماعى وثقافى لتمكين الأسرة المصرية، لاتخاذ قرار بعدم ختان بناتها.

وتعتمد الخطة التي تنفذ على مدى السنوات الخمس القادمة، على وجود مؤشرات علمية واجتماعية على انخفاض ممارسة ختان البنات وسط الأجيال الجديدة، وعلى إنفاذ قانون تجريم ختان الإناث، وتفعيل القرارات الوزارية التي تمنع ممارسة هذه الجريمة، والدعم الثقافي والاجتماعى لحقوق الطفل والمرأة والأسرة، بالتعاون مع الوزارات المعنية، وهيئات الأمم المتحدة المعنية بالمرأة والطفل والسكان والتنمية، والاتحاد الأوربي ووكالة التعاون الألمانية، والمجتمع المدني.
الجريدة الرسمية