خبراء علم النفس والاجتماع يحللون أسباب زيادة أعداد المرضى النفسيين في 2014.. «فرويز»: الثورة سبب أساسي.. «فايد»: لا يوجد مجتمع «سليم 100%».. و«خضر»: السبب عدم ا
شهدت مصر في أعقاب ثورة 25 يناير العديد من الاضطرابات على كافة المستويات، وكثرت الأحاديث حول زيادة معدلات الاضطراب والاكتئاب لدى كثير من المصريين، ومؤخرًا كشفت إحصائية رسمية صادرة عن الأمانة العامة للصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، تزايد أعداد المرضى النفسيين في 2014، مقارنة بالأعوام السابقة، سواء فيما يتعلق بمرضى الدخول بمستشفيات الأمانة أو المترددين على العيادات الخارجية بالأمانة العامة للصحة النفسية، وحول هذه الإحصائية وأسباب زيادة أعداد المرضى النفسيين، استطلعت «فيتو» آراء عدد من خبراء علم النفس والاجتماع.
الثورة.. بوابة الأمراض النفسية
قال جمال فرويز، الخبير النفسى، إن زيادة أعداد المرضى النفسيين تعود إلى أسباب اقتصادية وسياسية أهمها التحولات السياسية الخطيرة التي مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، والاضطرابات الأمنية وحالة الانفلات التي عانى منها المجتمع، إضافةً إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتسببت هذه العوامل في حدوث اضطرابات نفسية شديدة لدى عدد كبير من المصريين منها الاكتئاب والاضطرابات العقلية.
2014.. تحسن تدريجى
وذكرت سوسن فايد، الخبير النفسى، أن المواطنين في أي مجتمع معرضين للأمراض النفسية فلا يوجد مجتمع مهما بلغت درجة تقدمه سليم بنسبة مائة في المائة، لكن المجتمع المصرى واجه بعد ثورة يناير مشكلات كثيرة وشهد في الفترة الأخيرة اضطرابات وتقلبات تسببت في فقد المصريين إحساسهم بالاطمئنان وأدت إلى زيادة المشكلات النفسية، ورأت أن عام 2014 شهد تحسنا تدريجيا على مستوى الاقتصاد والأمن وبدأ المواطنون يشعرون بتطور الأوضاع خاصةً نهاية العام نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة، وأكدت أن بعض المواطنين يعانون من عمليات نفسية لم تصل إلى حد الأمراض وتتمثل في الإحباط والاكتئاب والتوتر والقلق من المستقبل.
سنوات مصر العجاف
وأوضحت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن مصر شهدت ظروفا صعبة بعد ثورتي يناير ويونيو وأثرت الاضطرابات المجتمعية على الحالة النفسية للمصريين، وذكرت أن التطور التكنولوجى ساهم في زيادة المشكلات النفسية خاصةً أنه أدى إلى تدمير العلاقات الأسرية، مضيفةً: "مصر مرت بثلاث سنوات عجاف جعلت الناس أكثر عنفًا وزادت معدلات الخوف والشك وكل هذا المناخ ساهم في زيادة المشكلات والأمراض النفسية خاصةً لدى المواطنين الذين لا يتحملون هذه الظروف الصعبة، ويجب تعزيز قيمة الإيمان بالله والبنية الإنسانية للتغلب على الأمراض النفسية".
