رئيس التحرير
عصام كامل

لا أعبد ما تعبدون


دائمًا ما تكون الحقائق ملموسة ويراها مَن كان له عينان تبصران، ويعمى عنها كل من شهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام.

فحقيقة ما يحدث فى مصر من دماء تُراق وأجساد تُعرَّى وأعراض تُنتهك، هو أن طواغيت جماعة الإخوان المسلمين يعتقدون فى قرارة أنفسهم أن الثورة التى أطاحت بالطاغية السابق كانت إشارة إلى بشرى عظيمة امتحن الله بها ثباتهم طيلة عقود خلت، والبشرى آن أوانها باعتلاء رجل منهم القيادة، وليس رئيسًا لمصر فقط بل وللمؤمنين أميرًا.


فلله الفضل والمنّة، ولكن كيف يُمَكَّنوا من الإمارة وهناك أقباط "أنجاس" وبنو ليبرال، فضلًا عن اليسار الكفارين. فتبارى الدعاة باسم الدين وسفراء الله على أرضه بما أنعم الله عليهم من فصاحة وعلم عليم يفتون ويكفّرون ويقتلون ويسحلون ويعرّون عورات النساء، والعاقبة دائمًا بسوء المنقلب لكل من أراد الاعتراض على مشيئة الله التى جرت باختيار مدعومه "مرسى" المبعوث بالنهضة نبيًّا رسولًا.

تلك شريعة الأمير وجماعته، فما كان فى السابق رجس من عمل الشيطان، أصبح الآن مستحبًّا ومكرًا ودهاء لقائد عظيم، حتى لو كان السبيل لترسيخ دعوتهم الحفاظ على المواثيق والعهود مع مدنّسى المسجد الأقصى وقاتلى الأطفال والنساء، ولا بد أن تدق الجماعة أوتادها حتى لو كان الشريك فى ذلك مَن يتَّهمون أم المؤمنين عائشة فى شرفها، ولن تُمَكَّن الجماعة الإ بحج وصلاة شكر وتسبيح بحمد أمريكا على دورها فى تثبيت أقدام الأمير.

ورغم عظمة دين الأمير وجماعته، فإننى وبكل أسف كافرُ بشريعتهم العرجاء، فإيمانى لن يكون إلا لله وشريعة نبيّه، مؤمن بقوله تعالى فى نبى الأقباط "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهًا فى الدنيا والآخرة ومن المقربين"، مؤمن بقوله تعالى "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين".

كافر بشريعة الأمير وجماعته، ومؤمن بأن أعداء الله هم مَن يتهمون أم المؤمنين رغم براءتها فى قرآن يُتلى آناء الليل وأطراف النهار، مؤمن بأنه لا سلام مع مَن قتلوا الأنبياء وخانوا العهود وقالوا إن يد الله مغلولة.

أقول لأمير الإخوان، إن الله قال فى قرآن شريعتنا "يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".

إليه أقول إن نبينا نحن قام من مجلسه تحية واحترامًا لجثمان ميت مر أمامه وسط جنازة سائرة، فقام مَن كان قاعدًا معه، ثم قيل له فى ما يشبه التنبيه أنها جنازة يهودى، فكان ردَّه واضحًا قاطعًا حاسمًا "أليست نفسًا؟ أليس إنسانًا من خلق الله وصنعه؟".

أذكّره بأن عمر بن الخطاب عاقب والى مصر عمرو بن العاص، عندما ضرب ابنه صبيًّا قطبيًّا "من الأنجاس" فعنَّفه" ابن الخطاب، وأمر الصبى القبطى "النجس" أن يضرب ابن الأكرمين، بعدها وجَّه رسالته إلى قائد مصر المسلم، قائلًا "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا".

أذكر الطاغية الحاكم وجماعته بقول الله تعالى "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا أولئك لا خلاق لهم فى الآخرة ولا يكلِّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم".

يا أمير الإخوان أنا كافر بشريعة جماعتك، مؤمن بكتاب الله وشريعة نبيّه.





الجريدة الرسمية